لقد وضعت نفسي, في هذا الموقف, وأنتابني شعوراً بالخجل, فأشتركت العواطف والأفكار, ووقف القلم مستعصياً لايطيع, أردت الكتابة ولكن يداي ترتجف, فقلت سأكتب بنبض قلبي وسأنطق بلسان روحي, لأسطر بعض كلمات بحق شهيد الأنسانية.
شهيد المحراب الذي لاينفعه كلامي ومدحي, ولايضره من تكلم عليه, الكلام عنه متعدد, والسير في ذكرى هو سير في بحر عميق لايعرف مدى,ولا منتهى.
السيد محمد باقر الحكيم(قدس), لم يكن قائدا عسكرياً,او مرجعاً دينياً, او مجاهداً ضد الطغيان,لقد كان أمام الأنسانية في زمانه, كان حاملاً لفكر الأنسان, كانت قيادته أنسانية, وهي بناء الجماعة الصالحة, التي تقود الأمة, من أجل التمهيد لدولة العدل, هذا فكرشهيدنا.
كان حاملاً رسالة الأنسانية, أينما حل وحيثما نزل, واضعاً امام نصب عينيه, هدفاً واحداً هوبناء الأنسان, وتحرير العراق, كان ينهل من علم وتاريخ أهل البيت عليهم السلام, فكان يجده مرتعاً خصبا لبناء الفكر الأنساني.
أخذ على عاتقه, هموم العراقيين, واضعاً أيها فوق ظهره,في حله وترحاله, يصل بمظلوميتهم الى كل المحافل الدولية, من خلال بصيرة ثاقبة, وروح علمية ودراية عالية, بكل ماكان يحيط به من أحداث, كان جهاده وهمه الوحيدان, بناء الأنسان ورفع الظلم والأستعباد عنه, كان قلبه ينبض بالحنين والشوق الى بلده العراق المظلوم, وأنسانيةُ المفقودة, بفعل نظام القمع والطغيان.
في محضر الشهادة, وعند تلك الأوصال المقطعة, المرفوعة قرباناً وتمهيداً لبناء دولة الأنسانية التي نادى بها, شهيد المحراب الخالد, لا استطيع أن أستحضر المفردات التي تليق بك سيدي, مات كثيراً من الساسة والقادة, واندثر أثرهم, الا أنت فقد بنيت جيلاً من المجاهدين وأورثت جينات في رجالُ همهم الأوحد بناء الدولة العصرية العادلة.
لقد تمنى وأراد فحرص الا ينال الشهادة, الا في محضر الشهادة في مرقد جده أمير الانسانية, ليعلن ويقول من تلك الأرض الطاهرة, من هاهنا تبنى دولة الأنسانية.