عاجل:
مقالات 2015-05-28 03:00 658 0

النفط.. عصب حياة "داعش".. فلنقطعه

قامت "داعش" قبل ايام باعادة تشغيل مصفاة "القيارة" التي بنيت في اواسط الخمسينات.. وانشأت فيها خطوط جديدة في عام 2012، وطاقتها الانتاجية 10-16 الف برميل

المقالات المنشورة تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

قامت "داعش" قبل ايام باعادة تشغيل مصفاة "القيارة" التي بنيت في اواسط الخمسينات.. وانشأت فيها خطوط جديدة في عام 2012، وطاقتها الانتاجية 10-16 الف برميل يومياً من المشتقات.

معركة النفط هي جزء اساس من معركة "داعش" لادامة التها القتالية من جهة، ولتوفير متطلبات العيش في المناطق التي تسيطر عليها من جهة ثانية، ولتوفير الاموال اللازمة لنفسها من جهة ثالثة. فخاضت معارك شرسة في المناطق الشرقية لسوريا، في الحسكة والرقة ودير الزور خصوصاً، حتى مع اقرب حلفائها كـ"جبهة النصرة" للسيطرة على الابار والمنشآت النفطية.
ومع القصف الجوي للمنشآت السورية، واتساع الحرب والسيطرة على المزيد من الارض، اصبحت "داعش" بحاجة للمزيد من المشتقات والاموال.. وهو ما يفسر الخسائر الكبيرة التي تقدمها للسعي للسيطرة على المزيد من المصافي والحقول.
حاصرت "داعش" منذ حزيران 2014 اكبر مصافي العراق (بيجي)، وفشلت في دخوله امام بطولة القوات المسلحة و"الحشد الشعبي".فاكتفت بالمشاغلة، التي قد تسمح لها بسحب النفط الخام من الخزانات، الى ان نجحت مؤخراً بعد سيطرتها على اجزاء من المصفى بتفكيك بعض الاجهزة والمنشآت، ولعلها استخدمتها في تشغيل مصفى "القيارة".. كما تسيطر او تحاصر كل من مصفى "الصينية" (20 الف برميل/يوم) المجاور لمصفى بيجي، ومصفى "الكسك" في تلعفر (10 الف برميل/يوم).. و"حديثة" (10 الف برميل/يوم)، والتي ما زالت كلها معطلة عن الانتاج حسب علمنا.
سعت "داعش" للسيطرة في حزيران 2014 على حقول "باي حسن" و"افانا" في كركوك، حتى طردتها قوات "البيشمركة" الباسلة.. كذلك شنت هجوماً فاشلاً في مطلع هذا العام على حقول "خباز"، فاضطرت للانسحاب واشعال النار في عدد من الابار.. واخيراً وليس اخراً، دارت معارك طاحنة في اذار الماضي استطاعت فيها قوات "الحشد الشعبي" البطلة من اخراج "داعش" من حقول "علاس" و"عجيل" في صلاح الدين، والتي كانت تستخرج منها النفط الخام وتحملها في حوضيات للاستخدام او البيع.. ولاهمية الحقول قامت "داعش" بهجوم مضاد عنيف استطاعت فيه استرجاع بعض هذه الحقول، الى ان تمكنت اخيراً قوات "الحشد" من دفع "داعش" الى الوراء.
انها معركة حياة او موت لـ"داعش".. فسعر قنينة الغاز في الموصل 40-45 الف دينار، وبرميل النفط 400 الف دينار، ولتر البانزين للسيارات 3000 دينار، وقس على ذلك.. وهذه اسعار ترتفع مرات عما في المناطق الاخرى.. ويؤسفني القول بان الدولة ما زالت،بشكل غير مباشر، من مصادر التموين والتمويل الاساسية لـ"داعش" بالمشتقات والاموال. فالبلاد تقدم الشهداء في الجبهات لمحاربة "داعش"، لكن تجار الحروب والفاسدين والمندسين يستغلون الاسعار الواطئة المدعومة من قبل الدولة، لتمويل "داعش"، ولادامة التها القتالية وقودياً.

التعليق