عاجل:
مقالات 2009-06-14 03:00 735 0

رحمك الله ياشهيد العراق واسكنك فسيح جناتك

أعرفه عالما وعابدا وصادقا ومرهف الحس لعب دورا في تبني الخطاب الوحدوي الوسطي بين العراقيين في ظروف كانت

أعرفه عالما وعابدا وصادقا ومرهف الحس لعب دورا في تبني الخطاب الوحدوي الوسطي بين العراقيين في ظروف كانت قاسية ومظلمة ولكنه حمل مشعل الوحدة الوطنية والإسلامية بوجه الإرهاب والتكفير والإجرام وكان آخر لقاء جمعني به وأنا في الطائرة حيث توجهنا جميعا إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج لعام 1429هجرية ومما زادني به إعجابا تواضعه وصدقه وصراحته وحبه للعراق والعراقيين ومما زادني تمسكا بعملي ومنهجي هو تأييده للمنهج الذي ننتهجه في جماعة علماء العراق فرع الجنوب وقال بصراحة ونحن مسئولون أمام الله عما ننقل عن سماحة الشيخ (رحمه الله ) أنا معجب بطرحك وشجاعتك وصراحتك أما الحديث عن قتله فهو حديث عن القتل في العراق باعتبار انه لا يحتاج إلى مقدمة أو تمهيد لأنه أصبح الخبر المسموع في كل يوم حتى وصل الأمر بنا ما من يوم يمر إلا ونودع جزءاً من العراقيين إلى مثواهم الأخير.

نعم يُقتل العراقي أيا كان وربما تختلف طريقة القتل بين شخص وآخر ويختلف الزمان والمكان لكن الشيء الذي يوحد القتلى وضحايا الإرهاب هي الدوافع والنوايا والمخططات والخطابات التحريضية ونتائجها على أرض الواقع فإذا كان من الضروري أن نتكلم في هذه الأسطر ونحن نعزي أنفسنا باستشهاد الفارس ونصير المظلومين فلا بد أن نشير بأصابع الاتهام الصريحة الواضحة إلى أعداء العراق والعراقيين فهم يمتلكون من القساوة ما لا يمتلكه أعتى رجال الإجرام فهذه القساوة التي استخدموها ضد العراقيين وهدفهم هو الإطاحة بكل ما هو جديد نعم ساءهم أن يعيش العراقيون بأمن وأمان وساءهم أن يتمتع العراقيون بحريتهم وساءهم أن يُبنى هذا البلد الذي هدمته ومزقته الحروب فاستخدموا كل ما أمكنهم من زرع الفتن والمشاكل بين أبناء الشعب العراقي حتى وصل بهم الأمر أن يستأجروا مجرمين من خارج البلاد من بهائم الانتحاريين لقتل أبناء الشعب الجريح بل استأجروا الغلمان والشباب الصغار والمعتوهين الذين شطت عقولهم وضعفت بصيرتهم وطاشت أيديهم فكانوا أداة لقتل الأبرياء مثل ما حدث في جريمة اغتيال الشيخ العبيدي (رحمه الله ) ولنا أن نتساءل كيف اخترق منطقة المسجد ودخل إلى داخله وقام بجريمته وولى هاربا إلى أن تلقته رصاصات الجيش خارج المسجد فأردته قتيلا فأين حراسه ومرافقوه وأين الناس الناس نيام إنها ألغاز وألغاز وكل لغز بحاجة إلى شفرة تفتحه وتبين معانيه والخسارة الكبرى هي أننا فقدنا هذا الرجل في وقت لازال الشعب بأمس الحاجة إلى أمثاله لأن البلد بحاجة إلى الشرفاء والمخلصين الذين يسهرون الليل والنهار للدفاع عن وطنهم وشعبهم ولكن ماذا نفعل لهؤلاء المجرمين الذين امتلكوا الأموال عن طريق (الكدية) من دول العالم باسم العراقيين وفتحوا قنواتهم الفضائية واستضافوا الغث والسمين وزيدا وعمروا وبدئوا يطبلون ويزمرون ويشتمون الشعب العراقي ورموزه بل أخذوا يحرضون على قتل العراقيين وخصوصا أولئك الذين نشطوا بالعمل السياسي بالعراق بحجة أنهم لا يعترفون بالعملية السياسية ولا يعترفون بالعراق الجديد ونحن لا نجبر أحدا على شيء وندعو أبناء شعبنا لكي يتعلموا النقد والنقد البناء ولهم أن يعارضوا ويتكلموا وينتقدوا ولكن بالوسائل المشروعة التي كفلها القانون لهم لا باستخدام السلاح والاعتداء على حرمات الناس فهذا أمر مرفوض بكل المقاييس كيف هانت عليهم أنفسهم وقبلوا أن يدفعوا بصبي جاهل لكي يستهدف هذا الشيخ المجاهد في بيت من بيوت الله

وبعد صلاة الجمعة مباشرة وكأن الشيخ يعلم بل هي فراسة المؤمن فان المؤمن ينظر بنور الله حيث تكلم على قتل النفس وحرمة الاعتداء على الأبرياء ووحدة العراقيين وأعتقد جازما أن الصبي ومن دفعه سمعا خطبة الشيخ ولكنهما قتلاه أي دين هذا وأي مذهب وأي نهج وأي فكر ينتهجه هؤلاء لابد لنا أن ننشط كثيرا لمحاربة المناهج التكفيرية والعصابات الإجرامية ولابد لقوى الأمن أن تلتزم بالمهنية وان لا تتساهل مع المجرمين بأي حال من الأحوال ومن خلالكم نطالب بالكشف عن شخصية الجاني ومكانه ومن دفعه لذلك؟حتى يكون العراقيون على بصيرة من أمرهم ويعرفوا عدوهم من صديقهم ولا يكفينا أبدا التصريحات الأمنية والتي نسمعها بين الحين والأخر من بعض الجهات الأمنية مثلما صرحت به قبل يومين عن إلقاء القبض على منفذ جريمة البطحاء فإذا كانت القاعدة قد بعثته أو جهة أخرى فإلى متى السكوت والى متى يبقى الجرح العراقي ينزف دما غزيرا أسمع إلى بعضهم يقول لأجل الوحدة الوطنية وهل قتل عشرات الناس واستهداف رموزه بهذه الطريقة الخسيسة هو الذي يحفظ وحدة العراقيين أبدا والله فالذي يحفظ وحدتنا هو الكشف الصريح عن المجرمين والتعاون الصادق للوقوف صفا واحدا للحفاظ على الدم العراقي وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

التعليق