عاجل:
مقالات 2010-11-06 03:00 1009 0

تداعيات الملف الأمني بين التقصير والقصور

أن من اللافت في اعتراف الرئيس الأمريكي اوباما بعد هزيمته في الانتخابات النصفية "أنه فشل في إقناع الشعب الأمريكي بقبول

أن من اللافت في اعتراف الرئيس الأمريكي اوباما بعد هزيمته في الانتخابات النصفية "أنه فشل في إقناع الشعب الأمريكي بقبول خططه الاقتصادية موضحا أنها موجودة ولكن الشعب لم يشعر فيها" فهذا الموضوع أثار اهتمام المتابعين كونه جاء عشية سلسلة الهجمات الإرهابية التي طالت الأبرياء في العاصمة بغداد فبعد عملية كنيسة سيدة النجاة والتي بعد مئات الأمتار عن معقل الحكومة العراقية والتي وصفت بأنها نوعية إذ أراد الإرهابيون أخد المصلين المسيح رهائن مقابل إطلاق معتقليهم والهجمة المرعبة التي هزت أرجاء العاصمة حيث تم تفجير أكثر في ست عشر سيارة مفخخة وعبوة ناسفة في مناطق متفرقة مما يثير الدهشة أن بعد هاتين الحالتين لم يعترف مسؤول عراقي امني أو سياسي بان ما جرى كان تقصير أو قصور وعسى أن يكون غير مقصود ألا أن حكومة بغداد لم تحمل نفسها شي مما أصاب الأبرياء نتيجة ويلات الهجمات الإجرامية حيث المئات بين شهيد وجريح والآلاف بين مذعور ومرعوب وكلها أثار نفسية مدمرة واكتفى الجميع تحميل الإرهاب نتيجة ذلك ومن جهتها تبنت جهة إرهابية ما جرى في العاصمة متوعدة بأجراء المزيد وهذه هي الطامة الكبرى حيث لم نجد من هو بموقف اوباما الذي يعترف بان الهزيمة جاءت بسببه مقابل ما يجري في العراق من أرواح تزهق ودماء تسيل.
أن ما يؤلم في دوامة التصريحات والاستنكارات هو ما صرح به مسؤولا امني أفاد المصدر بان الإرهابيون سوف يشنون هجمات إجرامية مع تشكيل الحكومة معتبرا إياها معلومة استخبارية مهمة ولكن الحقيقة أنها بدعة من نسيج خياله والدليل لو كان لدى هذا المسؤول عمل استخباري لاكتشف عمليات سيد النجاة وتفجيرات الثلاثاء قبل حينها ولكنه يعلم أن الشعب لم يحاسبه على ما فات وما سوف يحدث.
ولدراسة ما حدث في العراق خلال الأسبوع الفائت يكشف تطورا ملحوظا في عمل الجماعات الإرهابية باستخدامها للخطط النوعية مع قصور خطط الأجهزة الأمنية وعدم وجود تطوير وتنمية للقدرات العقلية والذهنية واعتمادها على الكم في العدة والعدد مع إشارات مهمة تثبت أن إعداد كبيرة من أفراد الأجهزة الأمنية أصبحوا لا يبالون في تنفيذ الواجبات وهمهم الحفاظ على مرتباتهم من خلال إدمانهم على الكحول والمواد المخدرة تحسبا لأي طارئ وهم في حالة من الوعي يضاف إلى ذلك ضعف المؤسسة الاستخبارية لاسيما في العاصمة بغداد مع نجاحها في المحافظات والسبب يعود لعدم وجود تنسيق بين الأجهزة الأمنية والتشكيلات التي تسيطر على العاصمة فبالإضافة إلى تشكيلات وزارات الدفاع والداخلية والأمن الوطني هناك تشكيلات خاصة كجهاز مكافحة الإرهاب ولواء بغداد وعمليات بغداد والفرقة الذهبية وغيرها مما ولد حالة من التقاطع والتفرد في اتخاذ القرارات وما يثبت ذلك عدم وجود متابعة دقيقة من كل تلك الجهات لما يحدث وهو ما جاء في تصريح لأحد المصادر الأمنية بان ما استخدم في التفجيرات الأخيرة هو صنع محلي مما يؤكد أن هناك مصانع محلية داخل بغداد تجهز الإرهابيين بما يحتاجونه من سيارات مفخخة وعبوات وأحزمة ناسفة أذان الإرهاب ليس بحاجة لاستيراد معداته حتى تتهم جهة دون أخرى مع وجود إعداد كبيرة من العرب المنفذين لتلك العمليات بدون مراقبة أو متابعة.
وعليه فان تداعيات الملف الأمني في العراق لا تنتهي مع نهاية مرحلة أو تشكيل الحكومة إذا لم تكن هناك حالة من التوافق في العمل السياسي والأمني وإنهاء حالة الإكثار في عدد تشكيلات والإعداد دون التركيز على الخطط الأمنية المتطورة والعناصر المتخصصة في التخطيط والتنفيذ الميداني والاهم من ذلك إبعاد المؤسسة الأمنية والعسكرية من ساحة الصراع السياسي الذي يولد تنافس جبهوي وفئوي على حساب مصالح الوطن والشعب.

التعليق