عاجل:
مقالات 2010-07-24 03:00 749 0

المالكي ... وأوهام قلم الأصيل !

من المؤسف حقا إن يتبارى كاتبنا الحبيب وقلم العراق الأصيل الدكتور عبد الخالق حسين مباراة المراهقين وكتاب (

من المؤسف حقا إن يتبارى كاتبنا الحبيب وقلم العراق الأصيل الدكتور عبد الخالق حسين مباراة المراهقين وكتاب ( الخردة ) ,فالحكومة شارفت أيامها على الانتهاء وما بقي في جعبتها غير الخردة التي هي تفاليس الدخَلّ كما كان جدنا رحمه الله يعدنا بها فيما لو ساعدناه على لملمة بضاعته وإغلاق الدكان بعد يوم عمل شاق من أيام صيف العراق المحرقة .

نطمئنكم يا أستاذ عبد الخالق بأن بضاعة المالكي لا يمكن لملمتها ،فالعراق ليس كدكان جدي الذي كان يملك كل ذراته ومحتوياته ،والمالكي لم يكن ذلك الجد العفيف الذي كانت تؤرقه ثلاث دراهم لم يسددها لبائع الشاي فيضطر للذهاب ليلا إلى بيت (الجايجي) ويسدد ما بذمته من ثمن جايات الضيوف والمشترين.

 

يا سيدنا عبد الخالق أسلوب الحجر على عقول القراء ومصادرة واقع أليم ببضع كلمات أكل عليها الدهر وشرب ،ليس بألاسلوب الذي نتمناه لكم ولوقار شيبتكم , فلا يمكنكم إرغام الشعب العراقي على تقبل فكرة التدخل الإيراني السلبي التي جاهد الأمريكان قبلكم فرضها وإقحامها في فصول الإعلام العراقي المدفوع الثمن .

وأما منطقكم في طرح قضية بئر الفكة التي لم  يتحمس لها حتى الأمريكان الذين يتصيدون الشاردة والواردة لإحراج إيران سياسيا ،لأنهم عرفوا يقينا أن بئر الفكة لايمكن لها إلا أن تكون انتصارا آخر للدبلوماسية الإيرانية إذا ما رحلت القضية إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي ،لأنها ستحكم حتما بمنع الحكومة العراقية من التصرف بالبئر المتنازع عليها إلى أن يحسم أمر الاتفاقية العراقية الإيرانية لعام 1975 الموقع عليها في الجزائر .

 

لا أظن أنكم واثقين من تابعية الائتلاف الوطني العراقي إلى إيران ،وإنما هي نكته بعثية أردتم الاستشهاد بها على غير عادتكم في رفض كل المنطق ألبعثي الذي طبل له وزمر كثيرا الإعلام القومي العربي خاصة وان المالكي نفسه قد اقر بما تمثلة سفينة الائتلاف من طوق نجاة للحالة العراقية الشائكة.

لا أقول لكم العبوا غيرها يا أستاذ عبد الخالق لأني في النهاية ولدكم وتلميذكم ولطالما تعلمت منكم فن الحوار .

 

لا أخفيكم ، لقد أحزنني كثيرا إصراركم على تكذيب أرقام الميزانية العراقية التي بعثرتها حكومة نوري المالكي وإن كان ولا بد يا سيدنا الجليل فأضع أمامكم بيانات رسمية صادرة من وزارة المالية العراقية تسجل فيها أرقام ميزانيات السنين العجاف من حكم المالكي لترى وتتحسس أرقامها التي لا تختلف كثيرا عن 300 مليار دولار التي نفيت حقيقتها لتسجل على نفسك يا أستاذي الجليل عثرة جواد أصيل سقط في المطب الشهرستاني الذي أوهم الكثيرين غيركم بألاعيبه وبهلوانيات كلماته التي لم تصمد كثيرا أمام بيانات وزارة المالية ألمبينه في هامش المقال .

 

منذ متى يا أستاذ عبد الخالق صارت الصحف الصفراء مراجع يرجع إليها العدول أمثالكم ؟!

ما هكذا الظن بكم ،ولا المعروف من سابق عهدنا بكم وبقلمكم الحبيب ،فكيف تشككون في مصادر صحيفة الشرق الأوسط  وبنفس الوقت تفترضون فرضيات على أساس ما أوردته من أخبار اعتمادا على مصادرها المشكوكه؟!

 فلا أظن لفرضياتكم إلا محاوله منكم لإثارة استعداء القارئ وسوقه إلى معركة بنيت أسبابها على شكوك وافتراضات .

 

نعرف وتعرفون أن المالكي ما كان ليجلس على الكرسي الحكومي لولا الدعم اللامحدود الذي قدمه له إخوانه من أعضاء الائتلاف العراقي الموحد وبالخصوص السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله ،ولا ننسى دوره في إقناع الأكراد من اجل رفض المشاريع الإقليمية التي كانت تحاك لإسقاط الحكومة وإدخال العملية السياسية في مآزق حفظ الله العراق من شرورها .

 ولابد من التذكير أن المجلس الأعلى لا يحمل في حكومة المالكي غير حقيبة وزارة المالية التي حصلت على وسام عالمي لنجاحها واختيارها كأحسن وزارة مالية في الأداء والإدارة والنزاهة ، نعم لقد بدأت حكومة المالكي كحكومة وحدة وطنية لكن ومنذ عام 2007 لم تكن هذه الحكومة إلا حكومة حزب المالكي وأقربائه ومواليه , منطقكم هذا يذكرني بالعرعور الذي يتشبث بمقولة الرسول (ص) التي قال فيها " من دخل بيت أبو سفيان فهم آمن " ليبرر الشيخ العرعور كل الجرائم السفيانية التي أصابت البلاد والعباد لان بداياتها آمنه بنص الرسول (ص) !!

لا يخفى عليكم يا أستاذ عبد الخلق أن السيد عمار الحكيم تستقبله الملوك والرؤساء في قطـر والبحـرين والإمارات والأردن والسـعودية وسـورية وغيرها من البلـدان، فما الـذي يغيضكم في علاقـاتـه المتميـزة مـع إيران ؟!

كأني أشم عروبية عنصرية متعالية قد تسللت إلى قلمكم في وقت قد رماها الشعب العراقي إلى مزابل التأريخ بكل ارثها ألبعثي ،فالسيد عمار لم يرشح نفسه إلى عضوية مجلس النواب التي هي فاتحة المناصب السيادية وهي حتما ليست بكبيرة على عمار الحكيم ولم يدعي احد ان الرجل سعى إلى أي منصب حكومي من قبل ،ودوره اكبر من أن تناله وريقات صفراء متعكزة على شائعات التسقيط التي خبرناها في الكز رخان ، لا بل ازيدكم من الشعر بيت إن هذه الشائعات عرض علينا شخصيا نشرها وتعالت نفوسنا على تومانات حقيرة يبذخها السنجري وغيره من (التسقيطيين) في يزد وأصفهان وغيرها من تجمعات العراقيين الهاربين من بطش البعث ونظامه الدموي .

واحدة من نقاط القوة التي يمتلكها الائتلاف الوطني العراقي هي علاقاته الجيدة مع الجميع مما جعله محط الرحال لكل سياسيي العراق من أقصى اليمين إلى آخر نقاط اليسار  .

إنها مركز قوة أن تكون للقوى السياسية العراقية علاقات جيدة بدول الجوار وبالخصوص إيران لأنها البلد الإسلامي الذي تربطنا به علاقات لا يمكن أن تعكرها تصرفات رعناء من صدام وغيره ممن يسترضون أمريكا بخلق عداوات مع أصدقاء الشعب العراقي من الإيرانيين ،أنصحكم يا سيد عبد الخالق أن (لا تبغبغوا) ما تردده ببغاوات الإعلام ألبعثي فالعراقي اليوم يكن للإيرانيين كل الاحترام والتقدير ولا يشوب سمعة الإيرانيين في العراق أي شائبة بعد أن تيقنا جميعا أنهم ليسوا بمجوس ولا هم يحزنون  .

ولو كان المجلس الأعلى تابع لإيران كما حاولت يا أستاذ عبد الخالق  تمريرها في مقالكم ،لما صار المالكي رئيسا للوزراء بدعم المجلس الأعلى وإسناد السيد عبد العزيز الحكيم (رض) على فرضيتكم في عداء إيران لحزب الدعوة هذه الفرضية التي لن تصمد أمام ما حصل عليه حزب الدعوة من الدعم اللامحدود من إيران مشكورة عليه أسوة بالحركات العراقية المعارضة لصدام والتي كانت تتواجد على الأرض الإيرانية ، ثم من أخبركم كاذبا أن قيادات الدعوة تركت إيران إلى دول أخرى، فهل نسيتم السيد أبو بلال الأديب والشيخ الاصفي والسيد شبر والإخوة الزهيري والشيخ العطار رحمه الله وغيرهم كثير من قيادات لم يكن للمالكي الجرأة  حتى مجرد الكلام أمامهم .

أأسف شديد الأسف لكم يا أستاذ عبد الخالق لهذا المأزق ألتأريخي الذي أدخلتم قلمكم فيه ، وأقول لكم خَجِلا إنكم لم تكونوا موفقين في مقالكم الموسوم (هل حقا المالكي هو مرشح إيران ؟)

خاصة وإنكم تجرأتم على مرجع كبير له مقلدين وأتباع في العراق يتعبدون الله بما اجتهده من أحكام شرعية وفق المذهب الأمامي الاثنا عشري ،فالسيد الخامنئي دام ظله هو مرجع وآية عظمى من آيات الحوزات العلمية الشيعية قبل أن يكون وليا للفقيه الذي هو الآخر منصبا دينيا لم تنكره المرجعيات الشيعية في كل مدارس الشيعة حتى لدى اؤلئك المراجع الذين لم تساعدهم الأدلة الشرعية في إقراره .

وفي الختام ادعوكم إلى حضور مجلس الأربعاء الثقافي الذي يعقده السيد عمار الحكيم ولكم أن تحاوروه وتستوضحوا منه ما تسرب لكم من أكاذيب التي ستتبرؤون منها حتما لأنها لن تصمد كثيرا أمام وضوح الحكيم الذي تحاملتم عليه كثيرا .

 

 

التعليق