عاجل:
مقالات 2009-05-16 03:00 705 0

الوفاء لذوي المقابر الجماعية

قد تستفز لفظة المقابر الجماعية بعض السياسيين ممن يطالبوننا بنسيان صفحة الماضي واهمالها وفتح صفحة جديدة

قد تستفز لفظة المقابر الجماعية بعض السياسيين ممن يطالبوننا بنسيان صفحة الماضي واهمالها وفتح صفحة جديدة لاحتضان الجميع واعلان بداية جديدة من اجل عراق حر ومستقر ومتحرر. قد تكون هذه الدعوة في بعض جوانبها مقبولة ومعقولة ولكنها تحمل في جوانبها الاخرى وزواياها المتعددة الغاماً لنسف كل التضحيات وتأهيل المفسدين والمجرمين الذين عبثوا بالعراق ومقدراته. انما تستذكر الماضي بكل الامه وقسوته من اجل الا يتكرر من جديد ولكي نصحح المسار السياسي الخاطىء الذي رسمته الانظمة المتعاقبة العراق والمبني على اسس طائفية خاطئة وغيبت وهمشت كل المكونات الاخرى.

المقابر الجماعية تختزل معاناة ومأساة شعب كامل تعرض الى ابشع ابادة في التأريخ المعاصر وتجاوز هذه المرحلة مجاراة للمخطئين او مداراة للمذنبين انما يصبح تجاوزاً على القيم والمقدسات والتضحيات.
ومن الجدير بالتذكير ان هذه المقابر لم تحفرها يد واحد او ايدي العصابة التي تخضع للمحكمة العليا في العراق الجديد وانما ساهمت في دفن ضحايانا حشود من المجرمين وابواق اعلامية خرجت من السلطة لتمارس فعلها الاجرامي خارجاً منها.

من الخطأ الفادح تعميم القضية او تعويمها او توريط جهات وفئات لم ترتكبها اساساً بل كانت احدى ضحايا تلك المرحلة ومن الخطأ ايضاً اهمال واغفال ضحايا المقابر الجماعية وذويهم الذين مازالوا يدفعون ثمن انتسابهم وانتمائهم لشهدائهم وما عانوه من النظام السابق. الوفاء للشهداء وذوي المقابر الجماعية وفاء للوطن والتفريط بهم اساءة بالغة للوطن وضحاياه.

ولنعمل ما بوسعنا لنعوض هؤلاء المظلومين ازاء ما اقترفته النظام الصدامي بحقهم ومثلما حاربهم بسبب انتمائهم للشهداء فعلينا احتواءهم واستيعابهم بنفس القدر ولابد من تأهيل هؤلاء وفسح المجال امامهم وتوفير فرص الانطلاقة للحياة والعطاء والازدهار كرد مناسب لكل ممارسات النظام الصدامي ضدهم.
ان التوجه الايجابي لابناء الشهداء وذوي الضحايا المقابر الجماعية لا يصب ضد احد بالتأكيد ولا يسلب حقوق الاخرين ابداً بل يعزز ثقة المواطنين بقياداتهم الجديدة التي رفعت ومازالت ترفع شعار نصرة المظلومين والمحرومين والوفاء للشهداء وابناء العراق جميعاً.

التعليق