قبل يومين كان الرئيس جلال الطالباني الرئيس المؤدب والمهذب والمعرب والمقرب لما ذهب لزيارة ملك السعودية يرافق ذلك تصريحات الثناء على السعودية لاستقبالها فخامة الرئيس العراقي جلال الطالباني بل وحتى ان الوسام الذي لا اعرف اسمه ايش الذي منحه له الملك هو صك الغفران الذي تمحى معه اي خطيئة يرتكبها الطالباني وليس طالباني كما كتبتها الصحف السعودية وعلى رأسهم الجريدة الصفراء الشرق الاوسط لما يترتب على هذا الاسم الكريه من صفات سيئة .
السياسة هي كل شيء جائز شريطة ان لا تتعدى على حقوق الغير على اقل تقدير هذا هو المفهوم السطحي لها واذا ما ادعى احد ما انه تضرر من هذه الخطوة السياسية فعليه بخطوة سياسية دبلوماسية محنكة ومن نفس الطراز ليحتوي سلبيات تلك الخطوة واذا عجز فعلى اقل تقدير اظهار سلبيات هذه الخطوة على الملأ حتى ينال تاييدهم له ، ولكن ان أُهدد وأُعربد وأُزبد وأُندد وأُردد كلمات بعيدة عن المنطق فهذا يستحق وقفة .
ماذا فعل السيد جلال طالباني ؟ انه قام بزيارة للسيد ابراهيم الجعفري والمعلوم ان للجعفري موقف سابق مع الطالباني لما تم ترشيحه لرئاسة الوزراء واستبدلت التهنئة بالرفض المهم ان الاثنين نسوا الماضي وهذا الصحيح في السياسة التقيا وصرح الطالباني انه يؤيد ائتلاف الائتلافين ويساند مرشحهم ، ماهو الخطأ في ذلك ؟
التصريحات المتشنجة صدرت من نفس الجهات التي باركت زيارة الطالباني للسعودية ، اليست تصريحات السيد الطالباني هي سياسية ؟ اليس من حقه ان يترشح لدورة رئاسية ثالثة ؟الا يحق له حشد الاصوات المؤيدة له ؟ الا يمكن ان يكون انه مقتنع بهذا الترشيح وان ما اقدم عليه اما ان السعودية تعلم بذلك او انه راى من السعودية ما لا تستحق الوقوف بجانبها وانا اعتقد ان الامر الاول هو الصحيح حيث للطالباني ثلاثة زيارات الاولى مبعوثه الى السيد السيستاني والثانية للسعودية والثالثة للجعفري .
المنددون لماذا لا تقدمون على خطوات سياسية فقط سياسية فقط سياسية فقط وليس اخرى من اجل احتواء موقف الطالباني والائتلافين وهذا حق مشروع لكم فمثلما يريدون المناصب انتم كذلك ولكن التفكير بالحصول على المناصب بنفس الطريقة التي حصلتم بها على المقاعد البرلمانية اعتقد انها معقدة بعض الشيء .
هذه الحراكات السياسية كلها مشروعة باستثناء تلك التي قبل الانتخابات لانها تثير الشكوك حتى لو كانت سليمة فالوقت غير مناسب لها والسياسي الناجح لا يقدم على مثلها ، والمضحك ان سبب الزيارة تلك اعلن عن سببها انه للتداول بشان مكافحة الارهاب في الصومال واليمن !!!!
الطالباني التقى كذلك باعضاء العراقية مع الابتسامات العريضة بينهم وتاييد مواقف احدهم للاخر بل وان الطالباني كرر اكثر من مرة بضرورة مشاركة الكل في تشكيل الحكومة العراقية وانه يرفض استبعاد العراقية ، هذه الجلسات كانت حقيقية ام ان لها وجه اخر ؟
الامر الغريب الذي لم افهمه ان الحكومة العراقية متهمة بكل خطواتها انها املاءات النظام الايراني وان الاجندة الايرانية متمكنة من التلاعب بكل مفاصل الدولة العراقية ، فلماذا لم تتهم بتزوير الانتخابات ؟ ام انها لم تستطع ذلك ؟ واذا كان كذلك فكيف تلاعبت بكل المسالك وانقاد لها بني مالك ؟عجيب امور غريب قضية !!!!