عاجل:
أخبار العالم 2024-04-14 22:39 63 0

"إيران تتحول من الصبر الاستراتيجي"..

آثار الهجوم الإيراني على كيان الاحتلال رداً على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، تبدأ بالظهور

الميادين - على شكل تصريحات لسياسيين ومحللين أميركيين وإسرائيليين توقفوا عند انهيار الردع الأميركي والإسرائيلي في مواجهة إيران بوصفه أول الخسائر المباشرة.قبل أن تعلن إيران على لسان رئيس هيئة الأركان المسلحة، اللواء محمد باقري، عن تفاصيل عملية "الوعد الصادق" التي نفذتها السبت، وأبرز المواقع الإسرائيلية التي استهدفتها، كانت التصريحات والمواقف من داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، ومن أبرز داعميه  الولايات المتحدة الأميركية، تؤكد على أهمية الضربة الإيرانية وأبعادها الاستراتيجية، ومدى تظهيرها لهشاشة الكيان وضعفه وفشله.

وفي هذا السياق، أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنّ قيام قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، بتوجيه الأمر بنفسه، من داخل إيران، لتنفيذ الضربات ضد "إسرائيل"، ينطوي على رسالة واضحة مفادها أن إيران تتحول من الصبر الاستراتيجي إلى مستوى أكثر نشاطاً من الردع.

ويأتي حديث الصحيفة بخصوص التحول في سياسة الصبر الاستراتيجي الإيرانية، تزامناً مع دعوة الوزير المستقيل من حكومة الاحتلال، جدعون ساعر، إلى تبنٍّ إسرائيلي للصبر الاستراتيجي و"عدم تسرع إسرائيل في ردها، وإعادة التركيز على القرار في غزة"، وذلك في تحول يوضح حجم تأثير الرد الإيراني.

الإقرار بالنجاح الإيراني يعني حكماً الإقرار بالفشل الإسرائيلي الأميركي المزدوج، وهو ما عبّر عنه مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، بقوله إنّ "ما شهدناه بالأمس كان فشلاً ذريعاً للردع الإسرائيلي والأميركي". وتجدر الإشارة إلى أن بولتون كان يعدّ من صقور الإدارة الأميركية، وعرف بمطالبته بمهاجمة إيران عسكرياً طوال فترة توليه لمنصبه.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" الأميركية عن المدير السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يادلين، قوله إنّ هجوم الليلة الماضية "قد يؤدي إلى تغيير استراتيجي في الحرب، وحتى إلى نهايتها"، مرجحاً أن توافق "إسرائيل" على وقف إطلاق النار والانسحاب من غزة مقابل عودة جميع الأسرى.

وقال المتحدث السابق باسم "الجيش" الإسرائيلي، آفي بنياهو، في حديث لـ"القناة 12" الإسرائيلية، إنه بعد سنوات من تهديد "إسرائيل" بمهاجمة إيران، فإن إيران هي من هاجمت "إسرائيل".

وفي تصريح لقناة "كان" الإسرائيلية، رأى رئيس لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست" سابقاً، تسفي هاوتزر، أنّ الأميركيين يفقدون الشرق الأوسط.

وتوقفت "القناة 13" الإسرائيلية عند سابقة تمثلت في وقوف ائتلاف كامل إلى جانب "إسرائيل" لصدّ الهجوم الصاروخي الإيراني عليها، يتألف من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا  علناً، وبشكل أقل علنيةً الأردن والبحرين والسعودية.

وأكد الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي، عوفر شيلح، في حديث لـ"القناة 13" أنّ العالم تغير قائلاً "عدونا هو محور كامل ومتجانس، ولديه نظرية هزيمة إسرائيل".

المعلق السياسي في "القناة 14" الإسرائيلية، يعقوب بردوغو، اعتبر أنه يجب الاعتراف بأمرٍ واحدٍ حصل أمس ليلاً، وبشكل واضح، وهو أنّ "الردع الأميركي تلقى ضربة مميتة".

بردوغو تحدث عن تراجع القوة الأميركية بعد الرد الإيراني متطرقاً إلى "ما سيقوله السعوديون الذين يريدون حلفاً دفاعياً مع الأميركيين بعد أن حطم بايدن الردع الأميركي"، مؤكداً "مع إدارة كهذه لسنا بعيدين عن صور الأشخاص المتعلقين بالطائرة في أفغانستان" (مشهد خروج القوات الأميركية من أفغانستان).

ورأى الكاتب السياسي الإسرائيلي بن كسبيت في موقع "والاه" أنّ "إسرائيل" تعرضت لإهانة علنية ثقيلة وغير مسبوقة، قائلاً "لقد انهار الردع الإسرائيلي الذي منع إيران من مهاجمتنا بشكل مباشر. الهجوم كان نقطة الحضيض للحكومة".

وأضاف بن كسبيت، "عندما يشم الإرهاب رائحة الضعف فإنه يهاجم، لا مزيد من الهجمات السرية. من الآن فصاعداً، إيران ضد إسرائيل بشكل علني".

دعوات أميركية وإسرائيلية لضبط النفس في مواجهة إيران

أكدت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أنّ البيت الأبيض والمسؤولين الأوروبيين يحثون "إسرائيل" على ضبط النفس، في محاولة لمنع نشوب صراع مباشر مع إيران، الأمر الذي قد يضر بالاقتصاد العالمي، ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز، مؤكدةً أنّ بايدن يحرص بشكل خاص على تجنب ذلك في عام الانتخابات.

بدوره، معلق الشؤون الأمنية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، يوسي ميلمان، أكد في تصريح لقناة "كان" الإسرائيلية، أنه لا يجب الرد غداً أو بعد غد، ويجب التصرف بحكمة وضبط للنفس، مذكراً أنّ "إسرائيل" في حرب على ست جبهات وقد أضيفت إليها الآن جبهة سابعة، بعد الليلة التاريخية التي لا سابق لها.

وقال ميلمان إنها المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران "إسرائيل" وتعلن مسؤوليتها عن ذلك، معتبراً أن الردع الإسرائيلي لم يتضرر وحده، بل تضرر معه الردع الأميركي، لأن الأميركيين بذلوا كل الجهود لردع الإيرانيين عن شن هذا الهجوم ولم ينجحوا في ذلك.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، تأكيده أنّ المسؤولين الأميركيين يرسلون رسائل خاصة إلى "إسرائيل" يحثّونها فيها على التهدئة والحد من ردودها الانتقامية.

وقال نوعام تيبون، وهو ضابط إسرائيلي متقاعد: "الغرب يساعدنا، ويقف إلى جانبنا، وإذا لم تكن إسرائيل حذرة، فسوف تعكس كل ذلك تماماً كما فعلت في غزة".

وفي السياق ذاته قلل رئيس الأبحاث السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية يوسي كوبرفاسر من أهمية توقيت الرد على الهجمات الإيرانية وسرعته قائلاً: "التوقيت ليس جوهرياً هنا."

مرة أخرى.. إيران تحدد توقيت التصعيد وكيفيته

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أكدت أن الردع الأميركي يفشل مرة أخرى، حيث تظهر طهران استعدادها لتحمل المزيد من المخاطر التصعيدية، بينما يحاول بايدن كبح جماح "إسرائيل".

ورأت الصحيفة أنّ "هذه حالة أخرى من حالات الردع الأميركية الفاشلة"، بعد الفشل في ردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، حيث رصدت الولايات المتحدة علامات استعداد في طهران، وحذرت إيران من تنفيذ الهجوم، ولكن الأخيرة مضت قدماً وهي واثقة من أن بايدن لن يردّ عسكرياً.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ نظريات البيت الأبيض حول إدارة التصعيد لا تعمل ضد نظام يعتقد أن الرئيس الأميركي يخشى التصعيد أكثر منه، موضحةً أنّ ضبط النفس الذي مارسته الولايات المتحدة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر شجّع طهران.

وختمت الصحيفة بالتأكيد أنّ المخاطر التي تواجه "إسرائيل" كبيرة في غياب الدعم الأميركي، وخاصة في غياب القنابل الخارقة للتحصينات التي يمكنها ضرب المواقع تحت الأرض حيث يتم تخزين اليورانيوم المخصب، موضحةً أن هذا يعني سيطرة إيران مرة أخرى على متى وكيف تقوم بالتصعيد.

ويأتي ذلك بعد نقل موقع "القناة 12" الإسرائيلية عن مسؤول في البيت الأبيض تأكيده أنّ بايدن أبلغ نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تكون جزءاً من أي رد إسرائيلي على إيران.

التعليق