عاجل:
مقالات 2010-08-27 03:00 1068 0

وقالوا للفردانية هيت لك!

ليس من المنطقي أن نكون متفقين ـ كقوى سياسية ـ على كل المحاور، فهذا أمر صعب المنال ولا يمكن أدراكه، ناهيك عن أن

ليس من المنطقي أن نكون متفقين ـ كقوى سياسية ـ على كل المحاور، فهذا أمر صعب المنال ولا يمكن أدراكه، ناهيك عن أن الأختلاف سمة طبيعية بين البشر، لكن اللامنطقي هو أن لا نتفق على المحاور المهمة، وفي فن التفاوض، وعندما يجلس المتحاورون الى طاولات الحوار، مهما كان شكلها، لا بد للمتفاوضين أن يقدموا نقاط الأتفاق أولا، ويرسخوها ويعطونها التوصيفات المناسبة، ثم ينطلقون منها الى النقاط الأخرى حسب درجة أهميتها وأولويتها..وفي مسألة تشكيل الحكومة العراقية ولأن الجميع يريدون أن يروا أنفسهم في الحكومة المقبلة لأعتبارات المرحلة ومتطلباتها، تعقدت المسألة وبات من العسير أن تتشكل الحكومة، ذلك لأن أغلب القوى السياسية أنطلقت من مسألة الأشخاص وتوليتهم للمناصب، دون أن تنطلق من البرامج كما يفترض،

ولذا لم تنجح الكتل السياسية الاربع الفائزة بالانتخابات بالاتفاق على آلية يتم من خلالها اختيار الرئاسات الثلاث بسبب الخلاف الدائر بشأن منصب رئاسة الوزراء، والحوارات التي جرت بين الكتل السياسية وبمختلف الأتجاهات، لم تثمر عن شيء بل اعادت الاوضاع الى المربع الاول، ومثها لم تفلح الحوارات بين أطراف الكتل السياسية منفردة أيضا بصنع شيء مجدي، ولا يوجد تقدم على ارض الواقع لغاية الان، وعلى منحر تردي الأوضاع الأمنية في الآونة الأخيرة، مات الأمل بأن تحسم قضية تشكيل الحكومة. وفيما عدى الإئتلاف الوطني العراقي كانت الكتل السياسية حريصة على الحصول المناصب السيادية بقدر يقل كثيرا عن حرصها على تأمين حكومة قوية تشارك فيها جميع الإطراف الوطنية، وفي هذا المجال كانت الكتل السياسية تقطع حبال الوصل فيما بينها بسبب كثرة التجاذبات والاختلاف الحاد في وجهات النظر، وهكذا ضاع على العراقيين زمن ثمين جدا، ومعه ضاعت فرص للتقدم، وأكتسبت مشكلات جديدة، وفي هذا الزمن الثمين أستطاع الأرهاب أن يوجه ضربات موجعة للعراقيين راح ضحيتها من نحبهم وفقدناهم بمرارة وألم عميقين..

ومع أن السياسي الناجح لا يترك أي باب مغلق، إلا أنهم غلقوا الأبواب وقالوا للفردانية هيت لك! فقبل أربعة أشهر طرح السيد عمار الحكيم فكرة الطاولة المستديرة، ولكن بعض القادة السياسيين تطيروا منها ولكبر إستمكن في أنفسهم رفضوا أن يجلسوا على قدم وساق مع قرنائهم من الساسة.. وبعدها وجد الإئتلاف الوطني حلا منطقيا آخر هو في هو الدخول باكثر من مرشح للبرلمان وهناك يتم انتخاب احدهم. ومن يحصل على العتبة الوطنية ويحصل على التوافق الوطني فهو مرشحنا سواء كان من الائتلاف الوطني او دولة القانون، ولو طبق لما هذا الحل وصلنا الى المأزق الذي نحن به الان، وحتى ممثلي الكتل الأخرى يعون حقيقة "أن التقارب بين دولة القانون والائتلاف الوطني سينهي الازمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ اكثر من خمسة اشهر ويسرع بتشكيل الحكومة، وهذا ما تتطلبه المرحلة الحالية باعتبارها مرحلة حساسة جدا خصوصا بعد تكرار الخروقات الامنية التي عاشها الشارع العراقي في الفترة الماضية"وهذا الرأي قوبل بالرفض على محاسنه ، وهو أمر يدعو الى الأستغراب.....

الآن وقد عرفت جميع العقد، وشخصت كل الأسباب التي عرقلت تشكيل الحكومة، وبتنا وكأننا مقيدين بسلاسل تلك الأسباب الى أوتاد المربع الأول، علينا أن نسارع بحل العقد تباعا، فالوقت نفذ تماما وصرنا في المنطقة الخطرة، وأول خطوة يتعين علينا أن نشرع بها هو أن نفك العقدة الأولى، ونعني بها عقد الشخصنة، فلا أسماء مقروضة على العراقيين ولسنا مجبرين على القبول بأشخاص بعينهم، وليس من بينهم مقدس أو من يستحق أن نلتف حوله كقائد تاريخي يفرض نفسه، وأغلبهم بأمكانات مكشوفة إن لم نقل محدودة..ومن هذه النقطة يفترض أن ينطلق التحالف الوطني وبشقيه دولة القانون والإئتلاف الوطني، كممثل للأغلبية العريضة من العراقيين ، وكممثل للمشروع الوطني الجديد، وأذا أستطاع قادة التحالف الوطني تجاوز هذه النقطة ستتشكل الحكومة بأسرع مما يتصور المراقبين، وسيقف معهم وخلفهم ليس جمهورهم الذي أنتخبهم على سعته، بل كل العراقيين...

التعليق