عاجل:
مقالات 2009-05-18 03:00 726 0

هنيئا لك برضوان الله

لقد كانت صدمة لنا قوية على قلوبنا أن نفقد أبانا العارف الكبير الذي تعلمنا وتتلمذنا على يديه سنينا فكانت نظراته فضلا عن كلماته،

لقد كانت صدمة لنا قوية على قلوبنا أن نفقد أبانا العارف الكبير الذي تعلمنا وتتلمذنا على يديه سنينا فكانت نظراته فضلا عن كلماته ، وحضوره بصمته كان اكبر معلما لنا نحن تلميذه .

بأبي هو وأمي كان قبل درسه يجلس تحت المنبر مطرقا رأسه متتما بتسبيحاته وذكره لله ، مستغرقا في ذات الله تعظيما وتمجيدا . وإن أنسى فكيف أنسى كلماته التي ترن في آذني ، وطريقة حديثة الشيقة التي كان يملأ بها سمعي وقلبي . كان صلوات الله عليه عالما ربانيا يعلمنا أن الدنيا لا تساوي عند الله شيئا وأن التعظيم الذي يرغب فيه الطالب والعالم لا يجده عند الناس بل عند الله .ولو كان في حالة بسيطة . فلقد كانت تتوافد عليه الشخصيات الكبيرة والصغيرة ، والمسئوولين والعاديين من الناس . كانوا يقبلون يديه  ويطلبون دعاءه .

أمنية الجميع أن يحظوا بالسلام عليه ، أو الدعاء منه وكنا نحن كل يوم نحظى بذلك خلال سلامنا عليه كم فقدنا وخسرنا نحن ذلك . آه يا سيدي كم فقدناك . مازالت كلمة التي قالها لي حينما طلبته يوما للدعاء قال لي :

لا استطيع أن لا أدعو لكم  ..

إن سماحته لا يستطيع أن لا يدعو للمؤمنين لأنه أخذ على نفسه أن ينقذ العالمين مما هم فيه ..

وكيف أنسى كلماته التي قالها لي حينما سألته عن رؤية مولانا صاحب العصر والزمان ؟

فقال : إذا علمت أنه يراك فانك سوف تراه .

هذه كلمته لي إذا علمت بأن مولاك صاحب الزمان يعيش معك في كل لحظاتك وسكونك وأنه عين الله في الأرض حينها سترى مولاك صاحب الزمان  . وكان لنا في وجوده فخرا وشرفا نتشرف به وننتسب إليه . نحن تلاميذه الذين حضرنا في درسه .

وكم هي خسارة العالم به كبيرة فنحن أبناؤه وتلامذته خسارتنا به أكبر فهو من يعلمنا ، ويأخذ  بأيدنا .. أتذكر حينما بدأت علاقتي به صلوات الله عليه وطلبت منه أن يعلمني ، ويأخذ بيدي نحو الحق قال لي :

أفعل ما أفعل ..وترك ما اترك  حتى يتبين لك خطأي

عليك بالصلوات ..والقراءات .. وقراءة الزيارة

أسالك أيها الأب الكريم والشيخ العظيم

أين أنت حتى أتبعك ؟

لقد رحلت عنا جسدا وجعلتنا يتامى نتخبط الطريق ، ونبحث عنك حتى نستلهم القيم والمبادئ التي كنت تغرسها فينا .

نعاهدك أننا لن ننس ما علمتنا ..وسنكون أوفياء في الطريق وعلى دربك سائرين قد نخفق حينا ،و نخطأ حينا أخر ولكن روحك هي التي ستنتشلنا مما نحن فيه فرحمك الله يا مولاي الشيخ بهجت الذي خسرك العالم وخسر بدلا من الأبدال ووتدا من أوتاد الأرض .

فأنت سيدي كما قيل عنك بهجت العلماء فأنت بهجت الذي بابتسامته ابتهاج ، وبانبساط يديه عطاء ، وبإشارة إصبعه تحدي وبنظرة عينيه الصدق .فسلوتنا برحيلك أنك رحلت إلى معشوقك المطلق الذي طالما ناجيته سرا وجهرا ، ولم يفتر لسانك ذكرا له صلوات الله عليك فحبك له ورغبتك في الفناء فيه قد تحقق لك الآن فلقد وصلت إلى الغاية ،و أدركت النهاية  فهنيئا لك برضوان الله وهنيئا للجنة بك .

فسلام عليك يوم ولدت ..

ويوم مت

ويوم تبعث حيا

فإنا لله وإنا اليه راجعون

التعليق

آخر الاخبار