عاجل:
مقالات 2015-09-27 03:00 784 0

هل يمكن أن نخرج من القاع؟!

منذ قرابة عقدين من الزمن، ومفردة "التنمية" تقرع آذاننا دون إنقطاع، حتى غدت لازمة من لوازم المجالس السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فإين نحن منها؟! الحقيقة أن مفهوم التنمية، واحد من أعقد المفاهيم المتداولة في عالمنا المعاصر، ويأتي

منذ قرابة عقدين من الزمن، ومفردة "التنمية" تقرع آذاننا دون إنقطاع، حتى غدت لازمة من لوازم المجالس السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فإين نحن منها؟!

    الحقيقة أن مفهوم التنمية، واحد من أعقد المفاهيم المتداولة في عالمنا المعاصر، ويأتي تعقده من إستخدامه في مجالات بعيدة عنه، فتخرجه عن معناه و مقصده، إذ يستخدم على نطاق واسع بمعنى التقدم، فيما يستخدم وبنفس السعة بمعنى التحديث، أو الاتجاه إلى عصرنة التنظيم الاجتماعي، آخرون يستعملون التنمية بمعنى التغيير.

    برغم أن أحداثا كبرى جرت في وطننا، فقد حصل تقدم كبير، وجرى تحديث أطر كثيرة، وأتجهنا مرغمين نحو العصرنة، وحصل تغيرات مهمة في بنانا الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، إلا أننا وفي هذا الصخب الكبير، كنا بعيدين جدا عن التنمية، ولم نحدد موقعنا منها، لأننا وببساطة، كنا نتحرك عكس حركة الزمن، فتزداد المسافة بيننا وبين التنمية إتساعا في كل لحظة!

    حركتنا العكسية تلك، جعلتنا نتخلف عن إستيعاب الحقائق الجديدة، وأنشغلنا بأكل لحم أذرعنا، فيما غيرنا أنتقل الى آفاق متقدمة، صارت بعيدة عنا وكأنها الحلم!

    يغير العالم تكتيكاته كل لحظة، ويضبط بتغييراته المسترة تلك، إيقاع حياته على التقدم و التنمية، وتتراكم لديه الإنجازات العلمية والأكاديمية، وأستوعب الإقتصاد الأولويات السياسية والإجتماعية، وتحولت التنمية الاقتصادية الى ضابط أوحد، لبقية مآلات حياة كثير من الشعوب.

   لقد جرى التركيز عند غيرنا على البعد الاقتصادي، بالقدر الذي جرت فيه تنحية الأبعاد الخلافية، أو الحد من تأثيراتها، إذ أدرك عقلاء الأمم، أن المجالات الاجتماعية والسياسية و الأخلاقية، مواضع إختلاف قديم قدم الدهر، فيما يمثل المجال الأقتصادي، مجال عمل ومنافسة خلاقة وتطور!    

     قبالة ذلك؛ ننغمس نحن في كل لحظة أيضا، الى قاع الإضطرابات والفتن والتخلف، غير مدركين أن العالم ينمو بإضطراد مدهش، وأنه يقف على ناصية الطريق، لكي ينتظرنا متى نخرج من دوامتنا، كما أنه لا ينتظر الذين يقدمون رجلا و يؤخرون أخرى!

    إننا بحاجة الى إصلاح شامل، والإصلاح يقتضي التنمية، التي تمس المجتمع بكل مكوناته وفئاته، وأن نركز على الإقتصاد، لأن معظم المتغيرات الطارئة على المجتمع، تأتي من عوامل اقتصادية، فالأوبئة والأمراض والفقر والجهل، مشكلات تنمو في البيئات المرتبكة إقتصاديا.

كلام قبل السلام: التنمية ليست أهداف اقتصادية فحسب، بل هي قضية حضارية، علينا أن نقاربها بمسؤولية، تنسجم مع كوننا شعب شغل ثلثي التاريخ البشري!

سلام..

التعليق