عاجل:
مقالات 2009-11-22 03:00 622 0

هل ستحقق الإنتخابات البرلمانية القادمة هويتنا العراقية

"لاتَزْعَلوا مِنّا لأَننا نُريدُ أن نُذَكّرَكُمْ بأنَّ هويتكُمْ هي العراق.. رجاءاً لاتحْمِلوا غَيْرَهذه الهوية، فَلَنْ تَنْفَعْكُمْ هويةً مثلها "

"لاتَزْعَلوا مِنّا لأَننا نُريدُ أن نُذَكّرَكُمْ بأنَّ هويتكُمْ هي العراق.. رجاءاً لاتحْمِلوا غَيْرَهذه الهوية، فَلَنْ تَنْفَعْكُمْ هويةً مثلها "

لاتزال الكتل السياسية ومنذ تغيير النظام السابق على ماهي عليه، فكل منها راحت تحاول أن تحقق أحلامها القومية والطائفية وتركض وراءها، ولكن هذه المرة عن طريق المؤسسات الدستورية كالحكومة والبرلمان، وبطريق الديمقراطية المقيدة بالدكتاتوريات الصغيرة المتعددة التي تريد أن تتسلق عبر الإنتخابات وبطريقة الإحلال والإبدال، في نفس الوقت الذي يئس فيه الشعب من جدوى هذه الإنتخابات وأبدى السئم من أداء موظفي الأحزاب والكتل السياسية، ولاندري كيف سيكون موقف الشعب منها على الرغم من أننا نأمل إصلاح ماأفسدته العناصر الدخيلة، كما نبدي تخوفنا مما ستؤول إليه هذه الإنتخابات بسبب المواقف غير المحسوبة خصوصا بالنسبة لمن يحاول تأسيس دول داخل الدولة، إذن كيف ستتعايش هذه الدول المصطنعة والمصنعة وكل واحدة منها لها أحلامها وتطلعاتها فنحن نخشى على العراق مما تسعى له الأجندة الغادرة.

إن مانراه اليوم أشبه بما كنا نراه بالأمس من فقدان المصداقية وتحول دكتاتورية الحزب الواحد الى جملة من الدكتاتوريات الحزبية التي أخذت تمارس وظائف القيادات الفردية المستبدة لتسير بالعملية السياسية الى مفترق طرق، وتحطم كل ماهو جميل خصوصاً الهوية العراقية التي كانت حاضرة قبل مجئ نظام حزب البعث المستبد وسعى لإن يميتها بوسائله العدوانية، والتي لاتزال لها أذرع في داخل الحكومة والبرلمان، ونحن لانريد أن تختلط الرغبات الوطنية بالرغبات الأنتهازية.

كما نشهد اليوم أيضا سلوكا جديدا في تصرفات القادة السياسيين الذين أخذوا يتحركون وفق سياقات جديدة مخالفة لما كانوا يدعّونه وقت أيام المعارضة، والمشهد يؤكد يأن بعضهم يدفع بإتجاه عجلة الفساد وفي كل الاتجاهات، ولابد من إعادة النظر في حسابات المستقبل، وترشيق الهياكل من العنصر الهزيل، والستمرار بعملية الاصلاح النوعي تمشيا مع وحة الموقف مع الفرقاء والشركاء عبر المسيرة النضالية التي توّجَها الشعب بالإنتخابات، وحما مكاسبها بدماءه الطاهرة الزكية.

هكذا يريد الشعب أن يصارح من كان يظن فيهم خيراً.. والأعجب من ذلك وبعد أن نظر الشعب الى من حوله فلم يجد إلاّ أشلاءً القتلى المقطعة، ونظر ثم نظر فلم يجد إلاّ شعور وطني مقتول عند بعض الإنتهازيين، وطوفان طائفية ملعونة، ودعوات عرقية لعينة مصطبغة بألوان العقائد الفاسدة الطافحة بالروائح الكريهة التي تحملها رياح العصبيات الجاهلية.

إن مانراه من منهج الإقصاء المتعمد لمستحقي المقاعد الشرعية في مؤسسات الدولة والحكم والسلطة للذين تقدموا مسيرة النضال وسعوا الى إسقاط النظام السابق يتزاوج مع فعل إقصاء العقول العراقية النادرة والكفوءة من أصحاب الإختصاص الذين أستبدلتهم الدكتاتوريات الحزبية بالأقزام الفاشلة التي عكست أسوء ماقدمته الأحزاب من إنجازات وهمية لم تحصل على واحد منها إلاّ بجهود شعبية كان من صورها دماء شعبنا من الشهداء الأبرار.

فهل سيبقى للعراق بعد كل هذا الفساد الإداري والمالي والسياسي هيكل لدولة والأحتراب قائم على إقتسام الحصص والأنصاب، وجموع الشعب تقتل وتذبح كل يوم.

أننا نخشى ذكاء سياسيينا! نخشى منهم، ونخشى عليهم من جهلهم وتجاهلهم لنصائح المرجعية الدينية العليا، وكنا نطمع أن يسود مبدأ تصحيح الأخطاء بجدية أكبر، وأن يخرج الساسة من ثياب الحزبية ولو مرة واحدة.

إن الشعب اليوم يرقب من بعيد كيف يتصرف القادة وسيعمل مايظنه صحيحا، فإما أن ينتخب الصالحين من أبناءه في حال صلاح الأنتخابات وإما أنه سيلعن ألأنتخابات ومن أسسها، تلك الانتخابات التي تجيئ بالفاسدين والمفسدين وبمجرمي البعث مرة اخرى على حد سواء، لتجبي أموالنا وتزهق أرواحنا.

وأخيراً لاتزعلوا منّا ياحضرات لأننا نريد أن نُذَكّرَكُمْ بأن هويتكم هي العراق.. لاتحْمِلوا غير هذه الهوية فلن تنفعكم هوية مثلها " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ " سورة 9 التوبة الآية 119.

التعليق