عاجل:
مقالات 2009-08-04 03:00 605 0

هل حقا مصيبة الكهرباء من ضحايا الصراع السياسى ؟!

اخيرا اعترف السيد رئيس الوزراء ( نورى المالكى ) بان حبس مشاريع الاعمار ومنها الكهرباء كانت ولازالت ورقه سياسيه يراد بها

اخيرا اعترف السيد رئيس الوزراء ( نورى المالكى ) بان حبس مشاريع الاعمار ومنها الكهرباء كانت ولازالت ورقه سياسيه يراد بها اسقاط حكومته !
والسؤال الذى يطرح نفسه .. هل هناك مصداقيه لاعتراف السيد المالكى ام انه مجرد تبرئة لذمته ورمى اسباب مصيبة الكهرباء فى حلبة الصراعات السياسيه ؟
وللاجابه على هذا السؤال نقول .. نعم لقد صدق المالكى مادام اختيار الوزراء يتم على اساس المحاصصه الطائفيه والعرقيه .. فهذا يعنى غياب عامل النزاهه والكفاءه والوطنيه وهيمنة الصراعات السياسيه ضمن اطار المنافسات الحزبيه والمذهبيه وبالتالى استهداف الوزراء احدهم للآخر ومنهم رئيس الوزراء.. والاستهداف غايته افشال عمل الوزارات وبالتالى اسقاط رئيس الوزراء !
ولتأييد صحة اعتراف المالكى .. ساسرد لكم هذه الواقعه الحقيقيه .. كنت فى زياره شخصيه لاحد المسؤولين فى وزارة الكهرباء و جرى بينى وبينه حديث على التردى الكبير بوضع الكهرباء فى البلد .. وقد شرح لى امور سلبيه كثيره تسبب فى الانقطاع المتواصل للكهرباء.. واهم نقطه جلبت انتباهى.. والحديث له .. كنت فى زياره للسيد المالكى فى مكتبه لغرض تقديم التهانى له بمناسبة العيد وقد تمكنت من استغلال فرصة الزياره لغرض شرح له اهميه واحد من العقود مع احد الشركات الاجنبيه وتوفر كافة الشروط فيه ولايحتاج الا التخصيص المالى وبعد قناعته بالموضوع حصلت على توقيع مباشر منه بضرورة اتمام هذا العقد والمباشره به والاتصال بوزارة الماليه لتخصيص المبلغ .. بعدها تم مخاطبة الوزاره المذكوره بهذا الصدد مرفق معها موافقة السيد المالكى .. ولكن للأسف جاءنا الرفض بسرعه وبدون وضع اى احترام لتوقيعه!
لقد كان هذا المسؤول مستغرب للحاله وقال لى انه سيستقيل لأننى بدأت لااحتمل الصراعات بين الوزراء !
اى ان ماتحدث عنه هذا المسوؤل لى قبل ستة اشهر تقريبا اعترف به المالكى اخيرا وقبل ايام امام وسائل الاعلام خلال لقائه مع وجهاء احدى العشائر.
ويبقى المواطن العراقى يصارع الموت عشرات المرات يوميا بسبب حرارة الصيف المرتفعه والانقطاع المتكرر للتيارالكهربائى .. ويموت جوعا بسبب توقف كل نشاطات البلد التجاريه والصناعيه والزراعيه التى تعتمد بشكل رئيسى على الكهرباء!
والسؤال الآخرالذى يطرح نفسه .. هل وصل الساسه العراقيين الجدد الى هذا المستوى من الصراع دون وضع اى اعتبار للملايين من العراقيين الذين يعانون من الفقر والتشرد والمرض ؟
ان الملموس على ارض الواقع هو ان اكثر مشاريع الاعمارالآن وبالذات الخدميه المرتبطه مباشرة بالمواطن متوقفه لعدم وجود تخصيصات ماليه لها .. اما البعض منها والذى كان بمساعدات ودعم اجنبى فقد فشلت اكثرها بسبب تفشى الفساد الادارى والمالى وهذا من الممكن ان يكون مقصودا ايضا ولنفس الاغراض .
خلاصة القضيه .. ان الغايه الرئيسيه من مايجرى هو عدم تسجيل اى منجز للمالكى وحزبه ليكون حافزا للفوز بالدورات الانتخابيه القادمه !!
ياللعجب .. ويالقذارة الصراع السياسى عندما ينحصر ضمن هموم المقاعد والكراسى وليذهب الرعيه الى جهنم !
ان من يسمع كلام المالكى يكره السياسه ومن يعمل فيها بعد ان اصبحت اسلحتها الرئيسيه هى الاغتيال والتفجير والتفخيخ والتشهير والفضائح واقصاء الآخربدلا من الوطنيه الصادقه .. وصدق من قال بان الديمقراطيه نقمه على الشعوب المتخلفه .
عذرا عزيزى القارىء.. فاليوم طويت كل صفحات التفاؤل متمنيا ان يعود النظام الشمولى لبلدى لان فيه كل الوزراء ورئيسهم من حصه واحده ولن يستهدف احدهم الآخر وعسى ان تبدأ مشاريع الاعمار ويتم القضاء على مصيبة الكهرباء !

التعليق