عاجل:
مقالات 2009-09-12 03:00 587 0

هذه رسالة جيفارا لكم ياساسة العراق ...

كنت في مكان ما ورايت شابا هولنديا في السابعة عشر من عمره يعلق صورة جيفارا حول عنقه وكانت من الذهب .. وعندما سالته

كنت في مكان ما ورايت شابا هولنديا في السابعة عشر من عمره يعلق صورة جيفارا حول عنقه وكانت من الذهب .. وعندما سالته من هذا قال انه تشي غيفارا بطل الحرية والهام المصداقية .. قلت له ولكنك صغير فهل فهمت شخصيته وحركته لتعلقه ذهبا في عنقك .. قال نعم فلقد كان جيفارا متماهي مع حركته وما آمن به وصادقا مع قضيته لدرجة انه قدم حياته قربانا لها في حين كان بامكانه ان يبقى وزيرا للعمل او مسؤولا كبيرا في كوبا عندما نجحت الثورة الكوبية ولكنه لم يركن الى حياة الدعة وراح يقاتل مع حركات التحرر في العالم الى ان قدم روحه بسخاء وهو يقاتل مع الثوار في بوليفيا .. هو وكاسترو كانا رفاقا ولكن الاول تحول الى رمز للحرية وقيمة عليا للمثل فيما تحول الثاني الى جهاز نهم للطعام والمتع والشهوات وحب السلطة .. لذلك عاش جيفارا في ضمير الناس وتفكيرهم وبقي كاسترو حبيس السلطة الى ان اصبح هرم وخرف ..
عجبت من منطق هذا الشاب الصغير الذي لم يشهد زمن جيفارا ولكنه عرفه من خلال المصداقية والصفاء والخوض في هموم الناس والتحرك ضمن قيم كان يؤمن بها والتقرب من همومهم ومشاكلهم.
كم نحن بحاجة الى جيفارا اليوم في العراق .. الى رموز تعمل وفق مبدا الصفاء والمصداقية ونكران الذات ولاتلتفت للغنيمة او المكاسب وانما تعمل بضمير من اجل قيم ومباديء امنت بها  وتفانت وتماهت معها ومن اجلها .. الى رموز لاتعمل من اجل اوراق انتخابية ومكاسب انية ولاتوزع الهبات والاراضي على الشهداء والارامل فقط ايام الانتخابات ,, بل تعمل ذلك لانها مؤمنة ان هذه الفئات تستحق ان تعيش حياة افضل ..
تذكرت حديث قدسي بما معناه حينما اوعز رب العرش الى جبرائيل ان يقلب مدينة فاسده نزل بها.. فقال له يارب ولكن في هذه المدينة رجل صالح .. فكان الجواب وهذا اولى ان تبدا به .. لانه لم يهاجر ويترك هذه المدينة الفاسقة ولم يدافع عنها ضد المفسدين ..
اليوم نفتقد الى المصداقية والعمل بضمير والم وحرقة من اجل هذا الشعب المنكوب بلعنات كثيرة حلت عليه اولها الحروب والتجويع والحصار والدمار والامراض والاعدامات والتهجير والتشرد والذبح الطائفي واخرها التعطيش ..
اليوم نعاني من خلل كبير في مجتمعنا حيث يجلس الضحية والجلاد تحت قبة نفس البرلمان وحيث يشارك الارهابي في تشريع قوانين تخص المرهوبين والمذبوحين بارهابه .. الامر كله اوراقه مختلطة لذلك نحتاج الى من يلهمنا روحيا وينير دربنا مثل جيفارا ..
نحتاح الى رمزية عبدالكريم قاسم وبساطته وحسه الانساني والوطني الذي عاش في قلوب الناس وضمائرها اقترب منهم .. كان يزورهم ليلا دون حرس ليحل مشاكلهم منحهم اراضي وقروض بناء ليس لدعاية انتخابية بل لانه مؤمن بانه يجب ان يحل مشاكلهم ومات وهو لايملك شيء فاحبته الناس ... ولذلك رأوه في وجه القمر .. لم اشهد عهد عبد الكريم للاسف ..  اتذكر كان لدى جدتي في البوفية التي توضع في الصالة الكثير من التحف الثمينة وفيها ايضا ماعون عليه شعار الجمهورية وكنا نقول لها نريد ان نستعمل هذا الماعون فترفض بشده وتقول لايمكن هذا شعار الزعيم عبدالكريم وكانت تخشى عليه من الكسر .. هكذا عاش وسيعيش عبد الكريم قاسم لانه ارتفع في ضمائر الناس الى جزء من القيمة الوطنية ولانه اصبح مؤشرا للوطنية .
هذه هي رسالة جيفارا وعبد الكريم قاسم اليكم .. كونوا مثلهم حلوا مشاكل الناس خففوا الامهم اقتربوا من همومهم انصفوا اليتيم والارملة والفقير وقدموهم.. وقدموا مصالحهم على اصحاب المال .. قدموا المخلصين لان هناك قاعدة معروفة تقول تقديم غير الاكفاء والفرهوديين يعني الانهيار .. اقتصوا من المجرمين حتى لايتجرا غيرهم على العبث بامن الوطن .. حسنوا الخدمات .. حددوا المجرم الحقيقي وكفى رطانة وكلاما مبهما وغير مفهوم .. كونوا مصدر الهام روحي ووطني كجيفارا وعبد الكريم قاسم وكل الثوار والاحرار والمدافعين عن الحرية بحياتهم في العالم فخلدهم التاريخ وعاشوا في ضمائر الناس.

التعليق