عاجل:
مقالات 2010-02-23 03:00 685 0

نتائج الانتخابات العراقية وتأثيرها على دول الجوار

تحتل الانتخابات العراقية القادمة مساحة واسعة من إعلام الدول العربية والاقليمية وخصوصا ً دول الجوار العراقي , وهو

تحتل الانتخابات العراقية القادمة مساحة واسعة من إعلام الدول العربية والاقليمية وخصوصا ً دول الجوار العراقي , وهو ما يؤشر الى أهمية هذه الإنتخابات ونتائجها على دول المنطفة ,حيث سترسم نتائج الانتخابات خارطة التوازنات الأقليمية خصوصا ً إذا ما علمنا أن الصراع السعودي الإيراني بلغ ذروته في المنطقة , فقد خسرت السعودية راهاناتها في لبنان فلا تريد أن تخسر هذه المرة في العراق , فقد حشدت طاقاتها الإعلامية والمادية من أجل إيقاف البلدوزر الإيراني القادم بقوة لتثبيت أقدامه في العراق من خلال الكيانات المحسوبة على إيران , والمتابع للشأن العراقي يرى تجليات هذا الصراع من خلال الإعلام المرئي والمسموع و المقروء, فلم تنفك الصحف الصادرة في لندن على سبيل المثال والمحسوبة على المملكة أن تتصدر العملية الإنتخابية وتداعيتها عناوينها الرئيسية , والحال ذاته في إيران , ولعل إستقبال أياد علاوي ورفض إستقبال الدكتور الجلبي من قبل السعودية وبعض دول الخليج في هذا الوقت بالذات يصب في هذا المضمار ويؤشر الى بقوة على ذلك الصراع , وما التصريحات الأخيرة التي أتهمت الدكتور الجلبي بالتعامل مع إيران إلا  واحدة من تجليات المشهد , فكثير من المراقبين يتوقعون أن مستقبل العلاقات العراقية العربية ستحدده نتائج الإنتخابات القادمة , فالدول العربية المحيطة بالعراق وبالاخص المملكة العربية السعودية لا تخفي رغبتها وميلها لجهة سياسية معينة بعيدة عن السياسة الإيرانية وتوجهاتها , وكذلك إيران لا ترغب بوصول كيان سياسي يناصبها العداء , فقد كانت تصريحات الرئيس نجاد واضحة حينما طالب وبصراحة عدم عودة البعثيين للعملية السياسية , فثمة من أعتبر هذه التصريحات  تدخل في الشأن الداخلي العراقي ناهيك عن كونها مؤشر لأنحياز إيران الى جهة سياسية معينة , ولو تابعنا الشعارات الانتخابية لبعض المرشحين لرأينا الأمر أكثر وضحا ً , فقد استخدم بعض المرشحين هذه الورقة وراح يناغي بها بعض الدول العربية  وجزء من الشارع العراقي المتحسس من التواجد الإيراني في العراق  فعلى سبيل المثال استخدم أحد المرشحين شعار( اننا لانخشى ايران) في حملته الدعائية , فهذا يوضح صورة الصراع وإنعكاساته على العلاقات العراقية العربية والعلاقات الايرانية العراقية  , ومما زاد في حدة الموقف التصريحات الأخيرة لقائد القوات الامريكية في العراق والسفير الامريكي الذي أرسل تهديدا مباشرا ً  لأيران وللحكومة العراقية المقبلة – فيما إذا كانت تميل لأيران - حينما قال ( إن قواتنا ما زالت متواجدة في  العراق, وعلى الحكومة العراقية القادمة أن  تختار بين إيران والمجتمع الدولي), فالحقيقة باتت مكشوفة إن هذا  الصراع  كان نتيجة غياب الرؤية الوطنية والارادة العراقية المستقلة , وأنه سيؤدي – أي الصراع-  الى جملة من الاحتمالات وسيكون له نتائج وإنعكاسات خطيرة ومنها فيما لو إنتصرت  الأحزاب ذات التوجه السعودي الأمريكي مثلا ً فسينحسر الدور الأيراني في العراقي وسيعود الشارع العراقي لعملية الشد من جديد من قبل القوى الخاسرة وسيكون الوطن هو المتضرر الأول جراء ذلك خصوصاً وأن حجم التعملات الاقتصادية بين العراق وإيران بلغ 8 مليارات دولار ناهيك عن أن بعض المدن أصبحت تعتمد بشكل كبير على أعداد الايرانيين الداخلين لها.ولو حصل العكس فسيحسب هذا إنتصار للسياسة الايرانية وبالتالي سيزداد العراق عزلة عربية, مما سؤثر على عملية البناء والتنمية والتواصل مع إمتداده الطبيعي , وبالتالي ستتأثر العلاقات الامريكية العراقية  وحجم الدعم الامريكي للعراق بهذا التحول, والعراق كما هو معلوم بحاجة الى هذا الدعم في المرحلة الراهنة, علما ًأن العراق لا يزال تحت طائلة البند السابع. وعلى ضوء ذلك يمكننا التعرف على  المواقف العربية تبعا للموقف السعودي, أما فيما يخص العلاقات السورية العراقية المتدهورة أصلا ًفأن الأمر يبدو أكثر وضوحا ً على الرغم من عدم تصريح السوريين بشكل علني,  إلا ان السورييون يعتبرون ما يتمخض عنه الصراع السعودي الامريكي الإيراني هو يصب في صالحها من الطرفين وإن كانت تفضل الطرف السعودي لقربه من سياستها, ففي جميع الأحوال أن ما ستتمخض عنه الانتخابات العراقية سيكون بالتأكيد له إنعكاسات على دول المنطقة والعراق معا ً وستتغير السياسة العراقية تبعا ً لذلك , ويبقى أن نرى حكمة الساسة العراقيين وهذا ما سنعرفه بعد الانتخابات .                      

التعليق