عاجل:
مقالات 2009-09-09 03:00 597 0

منطق الدولة ومنطق الفوضى !

بين منطق الدولة ومنطق الفوضى شعرة دقيقة السمك جدا أذا لم يلاحظها صنّاع السياسية ومديري المجتمع

بين منطق الدولة ومنطق الفوضى شعرة دقيقة السمك جدا أذا لم يلاحظها صنّاع السياسية ومديري المجتمع فستكون هناك كارثة بكل المقاييس البشرية والتاريخية والفكرية والثقافية  !.
في منطق الدولة يجب ان تكون الرؤية ورسم السياسات العامة الداخلية والخارجية واحدة ، بينما في منطق الفوضى فنحن لسنا بحاجة إلاّ الى رؤيتين وسياستين وقائدين فاكثر لتكون نتيجة اي دولة في هذا العالم عدم وجود الدولة !.
في منطق الدولة يجب ان يكون هناك (تسالم ) على رأس ودماغ وانسان ومقدمة واحدة لاغير تتسالم او يتسالم عليها الكلّ الاجتماعي سواء كان من خلال الديمقراطية وانتخاب ربّان السفينة وخضوع الباقي الاجتماعي وانقيادهم له ، أو من خلال عهود ومواثيق ملكية تنقل السلطة والادارة لهذا القائد او الشخص او صاحب المشروع ، بينما في منطق الفوضى لسنا بحاجة الى اكثر من دماغين فصاعدا يحاولان ادرة الدفة تحت مبرر المشاركة في القيادة والحكم ، وعندئذ ما على العقلاء الا انتظار غرق السفينة وضياع البلد وتمزق الحكم الى مئة هوية وروح واتجاه !!.
في منطق الدولة لامكان للخطأ الغير مقصود ، ولامجال للتجربة الساذجة ، ولانوايا حسنة في الادارة السيئة للبلاد والعباد ، ... فكل هذا ستكون نتائجه كارثية وضحاياه ارواح بشر ودماء مجتمع واقوات بطون جائعة في منطق الدولة  !!.
بينما في منطق الفوضى كل شيئ جائز ومباح ومغفور له وعفى الله عنه !!.
في منطق الدولة الردع والعقاب هو سيد اللعبة ، والمسؤولية هي عنوان اي حركة ، وعدم التسامح بالصغير كي لايتجرأ على الكبير من الجرم والجريمة هو الضابط لايقاع الحكم !!.
بينما في منطق الفوضى العقاب اخر قرارات المحكمة ، والتوافقات سيدة المواقف وتسليك الطرقات وتعبيد الازقة لسير الامور على حساب الضحايا والدمار والخراب والمغامرات !!.
في منطق الدولة لامكان للمجاملات الشخصية ، ولاوظائف على حساب الاخلاص والامانة والكفاءات ، بينما في منطق الفوضى من السهل تقديم الابله لضرب من الصدفة ، والشاطر ( النصاب والحرامي ) لمجرد التسلق والوصول الى الغايات ، والرعديد لطاعته العمياء لقيادة العصابة والمجموعة !.
في منطق الدولة ليس من السهل وجود الثغرات ، ولاابواب تجدها مفتّحة لدخول الغرباء واجترائهم على الهيبة والوطن والثروات ، كما انه لايمكن تسرب يد سارقة لجيب التعبان بلا سيف السلطان حاضرا لقطعها وبدون الالتفات للومة لائم من العالمين ، بينما في منطق الفوضى يُجترأ على السلطان ، ويطول لسان الرويبضة ، وتمتد يد السارق بلا خشية حتى من فقد اصبع واحد من اصابعها عندما تعود بالغنيمة !!.
في منطق الدولة القوّة هي روح القانون وليس العكس ، بينما في منطق الفوضى تكون القوّة هي القانون  !!.
في منطق الدولة هناك قمة للهرم تحملها القواعد ، بينما في منطق الفوضى هناك قواعد تريد ان تكون على راس الهرم !! .
في منطق الدولة لسان واحد ويد واحدة ورجل واحدة ، بينما في منطق الفوضى هناك الف لسان ولسان ، والف يد واخرى ، والف رجل ومسار !.
في منطق الدولة شروق لشمس واحدة وغروب في ساعة محددة ، بينما في منطق الفوضى هناك مئات الافاق والافاق ، والاف درجات الغروب وغروب الغروب ليكون في البيت الواحد صائم ومفطر وشاك !.
في منطق الدولة هناك هدف ومشروع وتوجه وايدلوجيا وولاء ودفع وتشييد وترادف..... فرد صمد  لايقبل الضرائر او تعدد الازواج ، بينما في منطق الفوضى هناك الف جارية للسلطان ، ومئات من ولاة العهد ينتظرون متى وفاة الدولة  ليصبحوا هم الملوك والاباطرة !!.
في منطق الدولة هناك شيئ متوحد على ذاته بينما في منطق الفوضى هناك اشياء متعددة كل يحمل ضده  !!.
هذا هو الفرق بين منطق الدولة ومنطق الفوضى .

التعليق