عاجل:
مقالات 2010-08-08 03:00 733 0

من سلسلة أضواء على ادعية الصحيفة السجادية للإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام

يعتبر كوكب القمر أحد أبرز مظاهر الوجود والرحمة الالهية فلولاه لأطبق الظلام على وجه الارض ولكن بضياءه تستنير

ملاحظة: تجدون نص الدعاء بعد الضوء الذي ألقيناه على الدعاء وذلك لغرض الإستفادة التعبدية من الدعاء.رؤية الهلال واستقبال شهر رمضان
يعتبر كوكب القمر أحد أبرز مظاهر الوجود والرحمة الالهية فلولاه لأطبق الظلام على وجه الارض ولكن بضياءه تستنير الناس والمخلوقات وتهتدي في طريقها الى المكان الذي تريد في البر والبحر، وبطاقته يقتصد الناس طاقتهم، وهو إحدى علامات عظمة الخالق التي تدل على إبداعه، وكثيرا مايدخل إسم القمر في شعر الشعراء وتشبيهات العشاق، كما يعتبر القمر أحد علامات قيام العدل المنتظر والوعد الحق وظهور الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عجل الله تعالى فرجه الشريف، وقد ذكر القمر في القراآ مرات عديدة وذلك لأهميته وجوده كونه يمثل أحد علامات وجود الخالق " اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ " سورة 13 الرعد الآية 2.
وتمر مساحة القمر المنيرة بحالات من الزيادة والنقيصة والظهور والأفول والخسوف على مدار الساعات والأيام بسبب تغير موقعه بالنسبة للشمس والأرض ويستفاد من ذلك في حساب الليالي والأيام وعدد السنين، وفي كل دورة من دوراته ينتظر الناس طلوع الهلال بجماله الأخاذ وضوءه الهادئ يدعون ربهم أان يكون هلال سعد وسلامة وهلال يسر يبتغون فيه رضوان الله تعالى بالصلاة والذكروالزكاة وطلب التوبة وترك المعاصي وشكر النعمة وطلب العافية وإستكمال الطاعة.
وقد تعود المسلمون في شهر رمضان النظر الى السماء وتحري ظهور هلال شهر رمضان " فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ " سورة 2 البقرة الآية 185. فاذا ماتبين ظهوره فرح الناس وأستبشروا به خيرا، لان ذلك يعني لهم مهرجانا عباديا لكثرة مافيه من الطاعات وإقامة الصلوات والإنقطاع الى الله بترك المعاصي والذنوب، وإراحة النفس بتقليل الطعام والشراب وترويضها على الصبر الجميل.
ويتميز هذا الشهر الفضيل بكثرة العبادة والدعاء وإصلاح النفوس ونبذ الخلافات وكثرة إقامة الدعوات بين الناسواقامة موائد الإفطار وإحياء الشعائر والإكثار من مجالس الذكر بقراءة القران وتوعية الناس في تلك المجالس حيث ترى عباد الله يتسابقون على ختم القران والتصدق على الفقراء، وذكر الأموات.
" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ " سورة 2 البقرة الآية 185 أيضا. ومن فضائل هذا الشهر إقترانه بنزول القران وقد أشتهر عن الباقر عليه السلام أنه قال" لكل شي ربيع وربيع القران شهر رمضان" وفي حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " ومن تلا فيه اية من القران كان له مثل اجر من ختم القران في غيره من الشهور" حديث شريف.. وبقراءة القران تزداد المعارف والعلوم بما يشتمل عليه القرآن من المعلومات عن الأمم السابقة، وسرد حوادث التاريخ والحديث عن علوم الطبيعة وبيان حقوق العلاقات بين الناس، والتعرف على القوانين التي سنها الخالق سبحانه وتعالى وتحصيل التربية العقائدية والروحية والسياسية من خلال مناهج القرآن الكريم، والنظر الى عوامل تقوية الجوانب الإجتماعية والروابط الأسرية والإستفادة منها.
وأما بالنسبة للمرضى والمسافرين فقد سمح لهم بالإفطار حتى يتعافوا، من مرضهم أويعودوا من سفرهم حتى يستقروا وتستقر صحتهم بعد المشقة والعناء وصعوبة الحركة بسبب الأثقال والمتاعب بالنظر الى طبيعة الإعتبارات الاجتماعية التي تترتب على المسافر أثناء لقاءه بالناس على ان تقضى في وقت لاحق للإستفادة من فوائد الصوم من الناحيتين البدنية والنفسية الى جانب الفوائد العبادية " وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " سورة 2 البقرة الآية 185.

وكانَ من دعائه ( عليه السلام ) إذا نظر إلى الهلال
أيُّهَا الْخَلْقُ الْمُطِيعُ الدَّائِبُ السَّرِيعُ الْمُتَرَدِّدُ فِي مَنَازِلِ التَّقْدِيْرِ، الْمُتَصَرِّفُ فِي فَلَكِ التَّدْبِيرِ، آمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ، وَأَوْضَحَ بِـكَ الْبُهَمَ، وَجَعَلَكَ آيَةً مِنْ آياتِ مُلْكِهِ، وَعَلاَمَةً مِنْ عَلاَمَاتِ سُلْطَانِهِ، وَامْتَهَنَكَ بِالزِّيادَةِ وَالنُّقْصَانِ، وَالطُّلُوعِ وَالأُفُولِ، وَالإِنارَةِ وَالْكُسُوفِ، فِي كُلِّ ذلِكَ أَنْتَ لَهُ مُطِيعٌ وَإلى إرَادَتِهِ سَرِيعٌ، سُبْحَانَهُ مَا أَعْجَبَ مَا دَبَّرَ فِيْ أَمْرِكَ، وَأَلْطَفَ مَا صَنعَ فِي شَأْنِكَ، جَعَلَكَ مِفْتَاحَ شَهْر حَادِث لأَِمْر حادِث، فَأَسْأَلُ اللهَ رَبِّي وَرَبَّكَ وَخَالِقِي وَخَالِقَكَ وَمُقَدِّرِي وَمُقَدِّرَكَ وَمُصَوِّرِي وَمُصَوِّرَكَ أَنْ يُصَلِّي عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَنْ يَجْعَلَكَ هِلاَلَ بَرَكَة لاَ تَمْحَقُهَا الأيَّامُ، وَطَهَارَة لاَ تُدَنِّسُهَا الآثامُ، هِلاَلَ أَمْن مِنَ الآفاتِ، وَسَلاَمَة
مِنَ السَّيِّئاتِ، هِلاَلَ سَعْد لاَ نَحْسَ فِيْهِ، وَيُمْن لاَ نَكَدَ مَعَهُ، وَيُسْر لاَ يُمَازِجُهُ ُسْرٌ، وَخَيْر لاَ يَشُوبُهُ شَرٌّ، هِلاَلَ أَمْن وَإيمَان وَنِعْمَة وَإحْسَان وَسَلاَمَة وَإسْلاَم. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلْنَا مِنْ أَرْضَى مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِ، وَأَزْكَى مَنْ نَظَرَ إليْهِ، وَأَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ، وَوَفِّقْنَا فِيهِ لِلتَّوْبَةِ، وَاعْصِمْنَـا فِيْهِ مِنَ الْحَـوْبَةِ، َاحْفَظْنَا فِيهِ مِنْ مُبَاشَرَةِ مَعْصِيَتِكَ، وَأَوْزِعْنَا فِيهِ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَأَلْبِسْنَا فِيهِ جُنَنَ الْعَافِيَةِ، وَأَتْمِمْ عَلَيْنَا بِاسْتِكْمَالِ طَاعَتِكَ فِيهِ الْمِنَّةَ، إنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

المصادر
القران الكريم
احاديث النبي وعترته الطاهرة عليهم السلام
الصحيفة الكاملة السجادية
تدقيق الآيات القرآنية من موقعي السراج في الطريق الى الله ومؤسسة الإمام علي عليه السلام

 

التعليق