عاجل:
مقالات 2016-02-12 03:00 1126 0

مكنسة المرجعية..!

ثمة من يرى أن لا إشارات سياسية قد أطلقت، عندما حمل ممثل المرجعية الدينية العليا، الشيخ مهدي الكربلائي المكنسة في كربلاء، بعدما اعلنت عزمها على التوقف،عن التعاطي

ثمة من يرى أن لا إشارات سياسية قد أطلقت، عندما حمل ممثل المرجعية الدينية العليا، الشيخ مهدي الكربلائي المكنسة في كربلاء، بعدما اعلنت عزمها على التوقف،عن التعاطي بالشأن السياسي، إلا عند الضرورة، ووقوع ما يستلزم أن تتحدث بشأنه! 

يقول هؤلاء، أن قضية المكنسة المرجعية، لا تعدو أن تكون قضية تربوية، نتيجتها أن نتعلم كيف ننهض بإعباء الخدمات، إذا ما قصرت الحكومات المحلية، أو شحت الأموال بيدها، أو إذا كان الحال ينطوي على الإحتمالين معا، كما هو الحال في كربلاء المقدسة.

الواقع أن هذه الرؤية؛ ترسل بدورها إشارات غبية، تحاول تفسير عمل سياسي كبير، بتفسيرات لا تنطبق عليه إلا في حدود ضيقة..

مكنسة المرجعية الدينية العليا؛ التي حملها ممثلها الشيخ الكربلائي بمنزلته الرفيعة، تمثل الرمز الذي ستستخدمه المرجعية في قادم الأيام، لمعالجة مخلفات الأخطاء، التي أرتكبتها الإدارات الحكومية، والأجهزة التمثيلية، فضلا عن الفوى السياسية..

المكنسة كاداة للإصلاح، يمكن أن تكون أمضى سلاح، في عملية الإصلاح التي لا مناص من أن نسلكها جميعا، شعبا وسلطات، حكومة وبرلمان ، حكومات محلية، وهي نافعة جدا؛ لأن العراقيين أعيتهم  سوء الممارسة، وأكلت من حاضرهم كثيرا ودمرت مستقبلهم..

التجربة المنصرمة منذ 2003 ولغاية اليوم، أوصلت العراقيين الى وضع لا يعولون فيه، على التصديق بأن مجرد النوايا الحسنة، والتوجهات العامة، يمكنها أن تقود للمنشود من إصلاحات شاملة، لأن النوايا وحدها لا تصنع المستقبل، فهي بحاجة أولا، الى إرادة قوية مؤمنة بأنها تستطيع التغيير، وثانيا أن تحول هذه الإرادة الى فعل عملي ملموس..

إن أطروحة الإصلاح، أمست ضرورة قصوى، ومن المهم جدا؛ أن تتم مراجعة العملية السياسية ومخرجاتها، ومراجعة الأداء الحكومي، والذهاب الى جراحات صعبة، تقتضيها حالتنا المرضية.. لكن حديث الإصلاح الراهن، يبقى في إطار غائم الملامح غامض التكوين، لأن ملامح الإصلاح، والتغيير المطلوب لدى الساسة عموما، والذين في المقدمة منهم خصوصا، مجرد توجه تعميمي؛ خال من التفاصيل والاشتراطات اللازمة، التي يستوجبها التغيير والإصلاح.

معظم أطاريح الإصلاح التي يتحدث بها الساسة، تمثل نماذجا عملية لخداع النفس، الذي وقع فيه المنخرطين بالحقل السياسي، فهم يخدعون أنفسهم؛ إن ظنوا أن التغيير والإصلاح، هو لعبة تنازلات، أو في أرضاء هذا الطرف أوذاك، بمواقع تنفيذية تشغلها قاذورات العملية السياسية.

كلام قبل السلام: هذه القاذورات، هي المعنية بمكنسة المرجعية..!

سلام...

التعليق