عاجل:
مقالات 2015-06-19 03:00 724 0

مكان قديم في الأمكنة وزمان سحيق في الأزمنة..!

ليس من مناص أمام أي منا؛ إلا أن يعترف؛ بقوة علاقته بالمكان الذي ينتمي إليه، وأن يقر بسطوة الزمان عليه، وهو يمضي قدما نحو نهايته؛ التي أنتهى إليها كل البشر، بلا إرادة منهم

ليس من مناص أمام أي منا؛ إلا أن يعترف؛ بقوة علاقته بالمكان الذي ينتمي إليه، وأن يقر بسطوة الزمان عليه، وهو يمضي قدما نحو نهايته؛ التي أنتهى إليها كل البشر، بلا إرادة منهم.

الإنتماء لمكان ما ولزمان ما، هما ما يشكل الجزء الأكبر من شخصية الفرد، وهما أيضا يمنحان المجموعات البشرية، عنوانها وتسميتها وسلوكها، ومكانتها بين المجموعات البشرية الأخرى.

نحن الآن في بغداد، "الآن" تعبير عن الزمان، وبغداد تعبير عن "المكان"؛ وبغداد أكبر مدينة عراقية وربما عربية(مكان)، في السنة الخامسة عشرة من الألفية الثالثة بعد الميلاد (زمان) ..

في بغداد المكان، يوجد موقع "تل محمد" الأثري( مكان)، شاهد على وجود الإنسان، آلاف السنين قبل الميلاد (زمان)، "تل محمد" المكان؛ بات اليوم في قلب بغداد المكان، ولا يمكن أن نعرف كم عدد الذين عاشوا في المكانين، الذين أضحيا مكانا واحدا، و فعلوا ما فعلوا، وجرت عليهم صروف ألأزمنة، قبل أن ينتهوا إلى التواري، خلف ما يزيد عن 21 ألف سنة قبل الميلاد، التي هي أقدم حقبة "زمان" معروفة، من تاريخ وجود الإنسان، في العراق والكرة الأرضية" مكان".

أنا وإياك عزيزي القاريء، وبقوة المكان و الزمان، هنا الآن في العراق نحيا وارثين، لهذا العمق التاريخي والحضاري والثقافي، الضارب في منابع التاريخ، وبمعيتنا ما يقارب 35 مليون عراقي وعراقية.

التاريخ هذا الكتاب المفتوح، يحكي عن مكاننا هذا؛ أنه كان موطنا لأقدم المجموعات البشرية، التي عمرت في القديم بلاد مابين النهرين.

تقول بقايا التاريخ التي لم تطمس بعد؛ أن أدوات الإنسان في العصور القديمة، وتقويمه الزمني، وعقائده الدينية، وطقوس دفن الأموات، متطابقة مع ما هو سائد اليوم، ثم انضافت على مر العصور، مجموعات بشرية من كل بقاع العالم، وانصهرت فيما بينها، لتنتج الشعب الذي ننتمي إليه: العراقيين..!

للأسف الشديد، فتاريخ العراق الصادق الصحيح؛ لم يتم تلقينه لنا في المدرسة، ولا في الجامعة، ولا عبر وسائل الإعلام، على النحو الذي وصفته لكم قبل قليل، وكل ما قيل لنا في أدوات التعليم، هو أن العراق بلد "عربي" لم يبدأ تاريخه، إلا مع رجل جاء من شبه جزيرة العرب، إسمه سعد بن أبي وقاص.

 أما الذين كانوا هنا قبل هذا التاريخ، فهم ببساطة فص ملح وذاب، في بحر الفتوحات الأسلامية العربية، فلا سومريين ولا أكديين، بل ولا بابليين أو آشوريين، ولا كلدانيين أوحوثيين، فهؤلاء أقوام سادت ثم بادت، كما يقول لنا تاريخنا المدرسي.

لكن التاريخ الآخر، المدفون في وجداننا، يركل بشموخ تاريخنا المدرسي المزور، فالعراقيون هم هم منذ الأزل، و(شكو ماكو)، و(ﭼا) و(صماخ)، و(هاون) و(جاون)، و(فالة) و(مشحوف)، و(بلم) و(كضني) و(طركاعة)، و(مسـﮔوف) و(بوري)، و(بارية) و(صريفة)؛ وأكثر من خمسة عشر ألف كلمة، متداولة في العامية العراقية،هي كلمات سومرية، مازالت مستعملة لغاية اليوم، خصوصا في جنوب العراق!

كلام قبل السلام: تاريخنا المدرسي كتبه لنا عنصريون، أحاديو التفكير والإعتقاد، يرون أنهم وحدهم العراق، ولا شيء قبلهم ولا شيء بعدهم!

سلام..

التعليق

آخر الاخبار