عاجل:
مقالات 2016-12-08 03:00 3350 0

مصالحة أم تسوية؟!

لاريب ان التخبط والعشواء، كانا العناوين الأبرز، لمسيرة مقاربة بناء تصورات مشتركة تجمع العراقيين، ومن حق العراقيين اليوم؛ أن يطرحون أسئلة كثيرة بعضها مثير، وهم يجدون أنفسهم إزاء

لاريب ان التخبط والعشواء، كانا العناوين الأبرز، لمسيرة مقاربة بناء تصورات مشتركة تجمع العراقيين، ومن حق العراقيين اليوم؛ أن يطرحون أسئلة كثيرة بعضها مثير، وهم يجدون أنفسهم إزاء مشروع بعنوان كبير، دخلت الأمم المتحدة على خطه، وتبناه التحالف الوطني العراقي، كاكبر قوة مكوناتية، مؤمنة بالعملية السياسية بل وقائدة لها.

مع إقترابنا من النضج السياسي، نظرا لمرور زمن ليس قليل، على شروعنا بالعملية السياسية الديمقراطية، وما نتج عنها من مخرجات، إلا أن الذين لا يزالون مصرين على قيادة الدولة بلا مشروع، أو بمشاريع عمياء، جعلوا هوية الدولة موضع تساؤل، مع أنها  واضحة وثابتة ومثبة بالدستور منذ 13 عاما.

     نعيد هنا الى الأذهان؛ أن الوقت والأموال والدماء التي أنفقت على مشاريع باهتة، لم تثمر شيئا على مدى ثماني سنوات، هي عمر تجربة السيد المالكي، مع مشاريع المصالحة والصحوات ولجان الإسناد، وما تفرع عنها من مؤسسات ومناصب، بل ولقد تشكلت في حينها وزارة للمصالحة، كانت بالحقيقة وزارة لرعاية المصالح وتوزيع المنافع، وحولوا هذا الهدف النبيل، الى مجرد هوسات ومؤتمرات الخ، الأمر الذي أساء الى هذا المبدأ والمفهوم الكبير والمهم .

     في مسار التوافق السياسي وورقته التي أقرت منذ عامين تقريبا، فإن قانون العفو العام الذي تم تشريعه قبل عدة أشهر، واصبح باتا ونافذا، وأطلق بموجبه سراح آلاف من المشمولين بفقراته، لا بد أن توظف القوى السياسية معطياته لصالح بناء السلم المجتمعي

     في قضية التسوية الوطنية، يتعين أن تفهم الأطراف المستهدفة بها، أنها تسوية وليست مصالحة، وهي من شقين: إصلاح للنظام ، ومصالحة للشرائح والمكونات، على قاعدة المشتركات الوطنية الجامعة، وقاعدة الإيمان الراسخ بالعملية السياسية السلمية البناءة، سبيلا أوحدا لحل المشكلات والخلافات.

في الإطار العام والتفصيلي، فإنه من المفهوم أن "التسوية" لا تستهدف اي ارهابي، او بعثي، او تكفيري، او عنصري، او اي عنصر لم يحسم أمره قضائيا، وما سوى ذلك هو من تهريج المغرضين..

     لا يتحقق بناء جسور الثقة وفقا للتسوية المطروحة، إلا بإعلان من يريد الانخراط بها، بشكل واضح وصريح، عن إعترافه بالنظام والدستور الجديدين، وان يلتزم بكل مخرجاتهما السياسية والقانونية والإدارية.

    التحالف الوطني، وهو يمسك برمانة الإنتصار الكبير، الذي سيتحقق لا محالة قيربا بأذنه تعالى، وبهمة ودماء الأشاوس من قواتنا الأمنية، جيش وشرطة وحشود شعبية وعشائرية، وبمختلف مسميات الفصائل التي تعفر دمائها ارض الطهر والنقاء في بلاد الرافدين، وأنه أجمع على إنفاذها ، وان لا حل للعراق الآمن المستقر المتقدم، الا بها، ليس إبراءا للذمة من موضع القوة فحسب، بل لأنه يريد بناء وطن يسعنا جميعأ.

    كلام قبل السلام الذي يريد ان ينحر الأهداف النبيلة في مهدها، ودون أن يناقشها؛  فلا بد ان يحضر جوابه للخالق عز وجل، وللتاريخ والنَّاس ولنفسه الأمارة بالسوء..!

    سلام..

التعليق