عاجل:
مقالات 2013-08-06 03:00 910 0

مراجعة عصرية لـ 110 «آل عمران» ‏.

في موروثنا الكلامي نعتبر أننا المعنيون بما أنزله تعالى من قول" كنتم خير أمة أخرجت للناس"، وهو إعتبار يحتاج الى وقفة ودليل، سيما ونحن

في موروثنا الكلامي نعتبر أننا المعنيون بما أنزله تعالى من قول" كنتم خير أمة أخرجت للناس"، وهو إعتبار يحتاج الى وقفة ودليل، سيما ونحن ثقفنا أنفسنا على أن اليهود وهم غرماؤنا التاريخيون، أحفاد قردة وخنازير..

وفي وقفتنا التأملية هذه، تكون هذه المعادلة صحيحة إذا كنا فعلا  "خير أمة أخرجت للناس"بإتمامها بما يليها من كلام له تعالى: تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110- (آل عمران)‏.. لكننا لن نستطع إتمامها، ودون ذلك خرط القتاد، فنحن لسنا بقادرين على الإتمام لما يترتب على ذلك من إلتزام وإيمان وعمل وجهد ومثابرة، وهي مفردات قد غادرتنا منذ قرابة 1400سنة..أي بعيد نزول هذه الآية بقليل..!

فعشية محرم الحرام عام 61 للهجرة تعين على " خير أمة أخرجت للناس"، أن تقبل فاجرا فاسقا ليتسلط على رقابها، والحقيقة أن شطرا كبيرا من هذه الـ"خير أمة أخرجت للناس" قبل قبولا إيجابيا بما جرى، وتعامل معه على أنه إرادة إلهية، وأن هذا الفاجر الفاسق خليفة الله تعالى وظله في أرضه، وأن طاعة الحاكم واجبة على "الرعية" فسق أم فجر، بل وبايعته على أنه أمير المؤمنين، بإعتبار أن المبايعين هم المؤمنون..!..والنتيجة أن دهماء رعاع قبلوا أن يكونوا خولا وعبيدا لذلك الفاجر الطاغية، وفرحوا بتلك العبودية وصفقوا لها جذلين طربا، وشكروا الله تعالى على نعمة العبودية للفاجر الفاسق!..

ولأن السنخ من بعضه، ولأن الأمة تتعامل مع النص على طريقة "ولا تقربوا الصلاة" دون أن يتموها بما بعدها: :وأنتم سكارى"..بقيت هذه الأمة تتغنى بأنها "خير أمة أخرجت للناس"..وتكلس عقلها وتجمد ليعيد إجترار أربع كلمات من 110- (آل عمران)‏، ومحت من ذاكرتها بقية الكلمات السبع عشرة:" تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"..وهي مفارقة سمجة، أن نتمسك بالخمس ونترك الأخماس الأربعة المتبقية لأن فيها عبارة لوينا وجوهنا عنها كشحا فتعامينا عنها لأنها تصفنا بما فينا حقا: وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"....

لكن ونحن نصر على ترك ذلك المتبقي من 110- (آل عمران)‏..نزا على ظهورنا أحفاد القردة والخنازير اليهود غرماؤنا التاريخيون، تماما مثلما نزا على ظهور أسلافنا فاجر فاسق مثل يزيد قبل 1373 عاما..

كلام قبل السلام: المسافة بيننا وبين مخالفينا كبيرة جدا، نحن نرى وهم يشمون..نقف على أكتاف عمالقة، ولذلك "نبصر" الأشياء البعيدة..ويقفون تحت أبط أقزام ولذلك لا يرون إلا ما تحت الأبط و "يشمون" رائحته..!

سلام.

التعليق