عاجل:
مقالات 2010-09-20 03:00 684 0

مخاطر تأخير تشكيل الحكومة

لقد لحق بالعراقيين الظلم الشديد طيلة حكم حزب البعث الذي كان يرفع الشعارات العنصرية ويعتمد برنامجاً إقصائياً ولم يكن

لقد لحق بالعراقيين الظلم الشديد طيلة حكم حزب البعث الذي كان يرفع الشعارات العنصرية ويعتمد برنامجاً إقصائياً ولم يكن للعراقيين في ذلك الوقت قدرة على دفع الضرر ولقد باءت جميع محاولاتهم بالفشل لوقوف جيوش معظم الساسة الى جانب النظام فلم يسمع أنينهم أحد.

ولقد فقد العراقيون قادة وشباب دفعوا حياتهم ثمناً غالياً في سبيل إزاحة الكابوس الذي كان جاثماً على صدورهم ولم يفكروا يوماً ما في طرح أية مشروعات عنصرية أوطائفية وكان كل أملهم أن تأتي حكومة منهم عادلة تقيم النظام وتحقق سعادة الشعب في جو من السلام.

ولقد تشتت الكثير من المعارضين في مختلف البلدان هروباً من بطش النظام لكنهم فيما بعد طمعوا أن يطيحوا بهذا النظام عن طريق أيدي أجنبية ولم يكن أحد يعلم بما سيصدرعنهم بعدذلك.

قد سقط الكثير منهم في الفخاخ المرسومة لهم دون أن تكون لهم حصانة تنقذهم من إرهاصات الطامعين والمتلاعبين بمقدرات الشعوب، ولقد بذل الشعب كل جهده من أجل مساعدتهم ضناً منه أن ذلك سيخرجهم من ظلمات كابوس الهيمنة الأجنبية لكنهم فشلوا في إثبات حسن نواياهم وسمحوا لكثير من الأعداء والمتربصين أن يخترقوا جدران الحصانة الشعبية فتعرض الشعب بسبب فشل المشروع السياسي لأقسى حملات القتل والإبادة الجماعية وبشكل يفوق التصور وأصبحت خارطة العراق منقوعة بدماء الأبرياء ممن يسقط يومياً دون أن توفر لهم حكومتهم المدعومة من الدول العظمى أية فرصة للعيش بهناء.

لقد بات الساسة العراقيون يتصارعون ولأكثر من نصف عام على المناصب وتقاسم السلطة في جو أغبر أسود مظلم وبلا إستحياء ولاخجل، فلا مشروع ولاحكومة ولامجلس نواب ولارئيس ولا أمن ولاخدمات.. أفلا يستحي القوم من أنفسهم وهم يقبضون الرواتب العالية ويتمتعون بحصانات ومناصب لم يكونوا يحلموا بها في الوقت الذي تتساقط فيه جثث الضحايا من أبناء شعبنا المظلوم.

لقد أصبح مشروع الدولة العراقية الجديدة مشروع تنازلات مستمرة لهذا وذاك وخاضعاً لمطالب الكتل الداخلية والمنظومات الإقليمية وإرادات الدول الكبرى دون أن يكون للفئة المسحوقة ولالممثليها مطالب، ونحن نلمس وبإستمرار مدى توسل الساسة ووقوفهم على ابواب الدول الحاقدة التي تدعو الى سحق الشعب العراقي وهي تصرف الملايين من الدولارات لهذا وذاك وتشجع على تنفيذ مشاريعها العدوانية والتخريبية، تلكم الدول التي تنشر الدمار والإرهاب تحت مسميات عديدة وغير رسمية تدعو الى العنصرية والطائفية وتلعن أهل الدار.

فالعراق اليوم مقطع الأوصال تنهش فيه الوحوش ويقف عليه الذباب الذي يأتيه من كل مكان، وتلسعه الأفاعي، وتلدغه العقارب، وتركض على أراضيه الجرذان.

إن الساسة الذين يحكمون اليوم نسوا أن البترول مصدر خطر على الشعب العراقي وأن هذا الشعب يتعرض بسبب السياسات النفطية والأحلاف العسكرية والحروب الإقتصادية الى هجمة شرسة تستهدف مصادر طاقته وعلى الرغم من سياسات التنازل المستمرة لهم إلاّ أنهم لاينفكوا عن توجيه الطعنات رغم التوسل بهم والتزلف لهم دون نتيجة.

إن المرحلة التي يمر بها العراق اليوم تعد أصعب مرحلة تأريخية، وسيلعن التاريخ كل من ركب موجة الكفر والفسوق والعصيان، وسوف تلعن الأجيال الساعة التي وقفت فيها تمهد لمن أدعى النزاهة والإستقامة.

إن الشعب اليوم يريد التخلص من ظلمات الحاضر الفاسد كما كان يريد التخلص من حقب الماضي المظلم ولعل الشعب ينهض من جديد ليمنع عودة الفاسدين ممن مضى ومن تلى، والشعب اليوم يتوق أن يحكم نفسه معتمداً على الله وعلى القيم العادلة فلامجال لعودة البعث ولامكان للفساد في أرض العراق الطاهر.

وأخيراً نوصي بما يلي:
أولاً: عدم تسليم الملف الأمني بأيدي غير أمينة خصوصاً قادة وأركان النظام السابق.
ثانياً: مراعاة الإستحقاق الإنتخابي على مستوى الكتل والأشخاص.
ثالثاً: فرز الأعداء والأصدقاء وإتخاذ مواقف مناسبة تجاه توجهاتهم وسياساتهم وعدم التمادي في إعطاء التنازلات.
رابعاً: الإعتماد على الله وعلى الشعب وعلى وحدة الموقف ونكران الذات والعمل من أجل المشروع لا من أجل تحقيق الأحلام الشخصية.
خامساً: الحفاظ على أمن المواطنين وعلى ثروات بلدهم والإسراع بتوفير الخدمات لهم.
سادساً: إعادة تقييم الخارطة السياسية والأمنية والإقتصادية بما يحفظ غستقلال البلد ومصالحه.
سابعاً: تطبيق بنود الدستور وتجاوز الخلافات السياسية والعمل على إحياء الإصلاحات السياسية والدستورية بعد تشكيل الحكومة.

وفق الله جميع الخيرين من أهل العراق، ونسأله تعالى أن يحفظ شعبنا من كل ظالم وفاسد، وأن الله مع العبد مادام العبد في عون أخيه.

التعليق

آخر الاخبار