طبيعة التحالفات الجارية بين القوى والكتل المشاركة في مجالس المحافظات أثبتت بشكل مبكر رائحة الاستئثار والاحتكار النتنة لمواقع السلطة والقرار في هذه المحافظات وهو ما يتقاطع تماماً مع مشروع الشراكة في العراق الجديد. الانفراد بالمواقع بروح حزبية وفئوية بعيدة عن التوجه الوطني تعكس اشارات غير ايجابية لا نتمناها ولا نتبناها في بلد تعددي ومتنوع واتحادي.
الاخوة الفائزون في مجالس المحافظات يشعرون بشهوة انقلابية ونشوة سلطوية وغايتهم العليا هي السلطة واقصاء غيرهم بكل الوسائل واستغلال التحالفات لاغراض غير نزيهة لا يمكن التعويل عليها في بناء وتأسيس دولة دستورية وبلد يقوم على اساس وطني وفق معايير موضوعية لبناء الدولة الجديدة في العراق.
روح ورائحة الاستئثار الحزبية تفوح من التحالفات القائمة وهو ما سيفرز ولادات مشوهة لمحافظين لم يثبتوا جدارة وادارة في مواقع اخرى كانوا يشغلونها قبل انتخابهم محافظين.
شعور الاخوة القادمين الجدد لمجالس المحافظات محافظين ونائبين لهم بانهم الاجدر والاقدر امر غاية في الايهام وقد يتمادى هؤلاء بالتوغل اكثر في انانيتهم ومصالحهم الشخصية والحزبية مغادرين كل معايير الاخلاق والوطن والشرف. ينبغي ان يكون التفكير الجدي منصباً على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب واختيار النزيه والجدير والامين في هذه المواقع فانها انما أنشأت لمصلحة المواطنين وتقديم اقصى الخدمات لهم وليس من اجل مصلحة المسؤول وامتيازاته واغراضه الشخصية.
هذا نمط خطير من الفساد الاداري فعلى هيئة النزاهة ومجلس النواب الاسراع الفوري في مواجهة المفسدين ولا ينبغي ان يخضعوا لابتزازات عصابات الفساد ومافيات القرصنة في بلد قد غادر والى الابد دائرة الشخصنة والاستبداد والديكتاتورية ولن تعود عقلية الحزب الواحد والزعيم الاوحد مطلقاً.