عاجل:
مقالات 2009-09-24 03:00 675 0

ما الذي ليس في الاسلام لأنتمي لغيره ..؟!

كنّا جالسين معا عندما التفت ليّ صديقي المحترم ليسألني : لماذا لم يزل بعض العراقيين ينتمون الى افكار وايدلوجيات ماضوية

كنّا جالسين معا عندما التفت ليّ صديقي المحترم ليسألني : لماذا لم يزل بعض العراقيين ينتمون الى افكار وايدلوجيات ماضوية وحجرية وظلامية ولاعلمية تتصل بالقرن السابع عشر كالرأسمالية الديمقراطية والثامن عشر الميلادي كالماركسية الشيوعية والقومية العنصرية التي اثبتّ العلم والتاريخ والعقل والحياة فشلها على جميع الصعد الانسانية ؟.
ثم ماهو السبب الذي يجعلك انتّ تنتمي لفكرة وايدلوجيا أسلامية تعلن بانها ايدلوجية الانسان الى اخر الزمان ؟.
فأجبته بعد ان اخذت فسحة تفكير قصيرة : هو ان يكون الانسان منتميا لفكرة او رؤية او ايدلوجيا في حياته الانسانية فهذا اعتبره من ضروريات حياة الانسان على هذه الارض ، فالفرق عندي بين الانسان ومادونه من مخلوقات الله سبحانه الحيوانية هو ميزة الانتماء هذه ، فالانسان يتمكن ولدية قدرة وحرية اختيار ان يكون منتميا لفكرة جماعية ربما تكون مختلفة عن لونه او عنصره او دينه او ....الخ ، تنظم له حياته وترسم له طريقه وتوضح له هدفه في حياته هذه ، بينما الحيوان كائن غريزي لايدرك من الانتماء الاالفصيلية المثلية ، ولايرى لحياته هدف اسمى من بقاءه يأكل ويتحرك لاغير ، وعلى هذا الاساس كان من الضروري والواجبي والانساني ان يكون الفرد منتميا !.
أما سؤال : لماذا وماهو السبب لتفضيلي الانساني انتماءاً على آخر ؟.
فيبدو ان الجواب على مثل هذه الاسألة مختلفة من حيز الى آخر من وجهة نظري ، فالربما عامل الايمان بالفكرة والرؤية وطلب السعادة في الانتخاب لنظام الحياة في ظل الاسلام هو احد اسباب دفعي للايمان بالانتماء الاسلامي باعتبار ان الاسلام واطروحته يضمن لي كأنسان الجواب على اسألتي الفلسفية الوجودية حول وجودي في هذا العالم ولماذا انا وجدتُ والى اين سأذهب بعد هذا الوجود ، وكيف ينبغي علي ان امارس الحياة ، وماهي علاقتي مع الاخر الانساني وكيف ينبغي ان انظر اليه .......الخ ، فكل هذه الاجوبة الفلسفية الاسلامية اقنعتني كفرد انساني مفكر في مصيره ان أؤمن بالاسلام كطوق نجاة ايدلوجي وسعادة حياة ونظام اجتماعي لضرورة انتمائي في حياتي هذه لايدلوجية الاسلام  !.
كذالك وجدتُ في الاطروحة الاسلامية اجوبة لأسألتي السياسية والاقتصادية وهكذا الاجتماعية والاسرية والفردية والنفسية والروحية وحلحلة لمشاكلها وبرنامجا لاعادة ترتيبها إن طبّق الاسلام في وعلى الحياة ....... دفعني للايمان بالاسلام كمخلص ومنقذ وضامن للسعادة كي يكون هو ولاغيره نافذتي الى رؤية الحياة والعالم والانسان الاخر بشكل مختلف  !!.
فعاد صديقي ليسألني : وماهو سبب الاخرين في اختلاف انتمائاتهم الفكرية والسياسية ؟.
ولماذا لاتنتمي انت ايضا لما انتمى اليه الاخرون في هذه الحياة ؟.
فأجبت بكل صراحة وارتياح : إن الاخرين كالماركسية الشيوعية ومعها الراسمالية الصناعية الديمقراطية لم يزلوا يعيشون ( من وجهة نظري الخاصة ) في ومع افكار وايدلوجيات ماضوية ليست تاريخيا وانما فكريا أكل الدهر عليها وشرب حتى بانت جميع عوراتها الايدلوجية التي دفعتني ودفعت غيري للكفر بها كطاغوت ، فبغض النظر عن رؤية الفيلسوف الالهي السيد محمد باقر الصدر الذي اعتقد انه اول من حمل فأس ابراهيم الخليل عليه السلام من جديد ليهشم اصنام الراسمالية والشيوعية ومن ثم ليقول للعالم اسألوهم ان كانوا ينطقون ، بغض النظر عن ذالك ، فقد شكلت التجربة والممارسة اكبر طعنة للايدلوجيا الشيوعية في العالم بعد ان تفتت جميع افكارها وما طرحته باسم الخلاص الانساني الى كوارث ودكتاتوريات وظلام ولاعلمية ... وغير ذالك ، أما ما يختص بالراسمالية فواقع حالها المادي وتذبذبها مع مصالح الراسمال اينما اتجهت ، مضافا لذالك افتقار الراسمالية لفكرة فلسفية ايدلوجية حول الاسألة الوجودية الكبرى ...دفعني وغيري ايضا للنظر الى هذه الايدلوجيات على اساس انها ايدلوجيات تنتمي فكريا للقرون الثلاثة الماضية لاغير ، فالشيوعية هي وحسب الايدلوجية الشيوعية نفسها انعكاس لظرف اقتصادي معين ينتمي الى حقبة الطاحونة البخارية بعد تطورها عن الطاحونة الهوائية ، ونحن اليوم في عصر الفيزياء الذرية الذي اثبتت خرافية جميع الافكار الشيوعية المادية ، ولهذا اقول ان هذا الفكر وعلميا هو فكر لايصلح مطلقا لهذا العصر ومابعده !!.
قاطعني صديقي قبل ان اتم الفكرة ليسألني : وماذا عن ايدلوجيتك الاسلامية أليس هي ايضا تنتمي لعصر ماضوي معين ؟.
أجبته : لا.. لو كانت فكرتي الاسلامية تقول ان فكر الانسان هو انعكاس لوضعه الاقتصادي او النفسي او المادي وكلما تطورت وسائل الانتاج تطورت معها افكار الانسان وايدلوجياته لوافقتك القول ان الاسلام رهين مرحلته المعينة حسب ما يبشر هو نفسه بذالك ، ولكنّ الاطروحة الاسلامية تؤمن بالفلسفة العقلية التي ترى ان افكار الانسان ورؤاه الايدلوجية هي نتاج حركة عقلية فطرية ترتكز على قوانين ثابتة في الحياة ، ولهذا الاسلام كوحي الهي ناغم الانسان كعقل وقوانين فطرية ليؤسس لحياة الانسان قانونيا وليعلن من ثم ان الاسلام دين البشرية الخالد هو نفسه دين الفطرة الانسانية الثابتة وضرورات العقل البشرية المتناهية التي تخترق الزمان والمكان المتغيران والذي لاتتغير هذه الايدلوجيا الاسلامية مهما تغيرت وسائل الانتاج او اذرع المصانع الراسمالية المتجددة............ وعلى هذا كان ولم يزل وسيبقى الاسلام هو ايدلوجية الانسان
الفطرية التي تدور معه اينما دار !.
نعم لاعود لسؤالكم الاخير وهو لماذا لاانتمي شخصيا الى فكر وايدلوجيا الاخر القومي او الشيوعي او الراسمالي ؟.
الحقيقة انه بغض النظر عن ماذكرت حول الاطروحتين الماديتين الراسمالية والشيوعية وكذا القومية باعتبار انها ليست فلسفة وايدلوجيا بقدر ماهي رؤية سياسية فانا دائم السؤال على نفسي ولكن من الجانب الاخر ب : ما هو الشيئ الذي يوجد عند الاخرين في شعاراتهم ولايوجد في الشعارات الاسلامية لانتمي لغير الاسلام منهجا وفكراً وانتماءَ ؟.
بمعنى آخر : ما الذي ليس في الاسلام لانتمي لغيره ؟.
في الاسلام عداله اجتماعية حقيقية تراعي جميع طبقات المجتمع وتلاوينهم فلماذا اذهب الى عدالة شيوعية شعاراتية مزيفة تبنى على حساب ظلم باقي طبقات المجتمع وممارسة الدكتاتورية ضدهم في سبيل استحصال السلطة لطبقة على اخريات  ؟.
في الاسلام فكر ورؤية وهدف وسعادة وتلذذ بحياة جميلة ، فما الشيئ الذي يدفعني للانتماء الى ليبرالية تجارية يتمتع بها فقط وعلى الحقيقة اصحاب رؤوس الاموال العملاقة لاصبح انا الانسان عبدا لصاحب خبزتي وخبزة عيالي على الحقيقة ؟.
في الاسلام كرامة الاهية للانسان لاتميز بين لونه او لسانه او منشأه الجغرافي القومي فما الداعي الذي يجبرني للايمان بقومية ترى الغير غيرية اقل مستوىً انسانياً  من قوميتي العنصرية الهتلرية ؟.
في الاسلام سياسة وحكم عندما يدعو للحكم العادل والرشيد فعلى ماذا البحث في باقي الايدلوجيات السياسية التي تطرح اما حكم العنصرية او القومية او الطبقية او الراسمالية ؟.
في الاسلام معارضة وثورة اذا كان الحكم دكتاتوريا ظالما ، فلأي شيئ انا باحث عن فلسفة تمردية تطالب بالحقوق السياسية والاجتماعية اذا كان الاسلام يضمن لي شرعية الثورة على الحكم الظالم والمستبد ؟.
في الاسلام فلسفة وفيه اسرة وفيه تنظيم وفيه قانون وفيه اخلاق وفيه حياة واخرى وفيه راحة نفس وفيه هدوء روح وفيه مستقبل وانتصار وفيه رحمة وتعاطف اجتماعي وفيه مال واقتصاد وفيه حب وفن وفيه تطور وعلم وصناعة .....الخ !.
اذا كان في الاسلام كل هذا الكمّ الهائل من الافكار والنظم والاتجاهات ...... فلماذا اذهب الى غيره لانتمي له مع ادراكي انه ليس هناك في العالم اليوم ايدلوجية تحمل عشر مايحمله الاسلام من فكر وانفتاح ووضوح رؤية ودافع وغير ذالك !!.
ياصديقي عندما آمنا بالاسلام وهجرنا مادونه من الهة كنّا على يقين ولم نزل ان الايمان بالاسلام يغنيك حتما عن جميع الايدلوجيات المادية المؤقتة التي تطرح الشعارات الكبيرة وعند التطبيق تظهر العورات التي تكون نواة حتمية وفيروس قاتل سيطيح بالايدلوجية فيما بعد !.
ان الاسلام مطهّر كلما تلوثت عقلية الانسان او اصيبت بفيروس مميت عليه الرجوع من وجهة نظرنا للوصفة الاسلامية كي تعيد له بعضا من عافيته ، ولهذا نحن نؤمن بالاسلام كنظام حياة يخلق السعادة ومعها القوّة والاقتدار .

التعليق