عاجل:
مقالات 2009-10-11 03:00 1184 0

لن أنتخبه ولو كان نبيا!

مع ان اغلب الأئتلافات السياسية التي تشكلت تحت عناوين جديدة، هي لقوى سياسية معروفة مسبقا على الساحة

مع ان اغلب الأئتلافات السياسية التي تشكلت تحت عناوين جديدة، هي لقوى سياسية معروفة مسبقا على الساحة العراقية، وكلها تقريبا باتت اوراقها مكشوفة للناخب العراقي، إلا أن الحراك السياسي بما يثير من غبار من خلال الأجتماعات واللقاءات المتواصلة، أو من خلال الظهور الممل لبعض السياسيين على شاشات الفضائيات، وهو ظهور مدفوع الثمن في أغلب الأحيان، نقول ان هذا الغبار السياسي ربما يشوش المشهد، لكن عملية التشويش لا يمكن أن تستمر طويلا، فالعراقيين وهم يفيقون على مشهد آلامهم المتكرر، يعرفون مسببات الألم، وفي مقدمة تلك المسببات، هو تلك القوى السياسية النافذة التي تصرفت بروح تفتقر الى  المسؤولية التاريخية، بقدر يوازي افتقارها الى تفهم مسؤوليات اللحظة، فقدمت تلك القوى مصالحها الحزبية الضيقة على مصالح أغلبية الشعب  العراقي، وذلك من خلال الحراك الأنتخابي الذي يسعى لأبتلاع كل القوى الأصغر تحت عناوين براقة في مقدمتها الوطن وحلمه الذي تعد بتحقيقه.
 ولأن ذاكرة العراقيين ليست غربال بخروم كبيرة، ولأن الغرابيل مهما دكن لون نسيجها لا تحجب الشمس، ولأن تلك القوى مازالت تمارس السلطة، وخبر العراقيين أسلوبها في أدارة الدولة، فأن للذاكرة استحقاقات لا يمكن لتلك القوى تجاهلها، وسيكون للذاكرة القول الفصل في منعطف المستقبل الخطير الذي تمثله الأنتخابات النيابية المقبلة، كما سيكون لذلك الاستحقاق الدور الاكبر في رسم ملامح المرحلة القادمة.
وعلى خلفية هذه القناعة شبه التامة بدأت تلك القوى تتحرك في مساحة المشهد السياسي، غير أنها وهي تدرك عدم قدرتها على خلق توازن بين ماتطرحه من شعارات، وبين ما تركته في ذاكرة العراقيين من صور سيئة سببتها ممارستها المغرقة في الذاتية، سقطت في فخ التنظير مجددا، مثلما سقطت في امتحان السلطة، فالمشهد المستقبلي هو رجع صدى للماضي القريب، والناخب العراقي لا يمكنه القفز على ضعف المخرجات تحت ذرائع الأمن والتحديات، او أن يخضع مجددا لنظرية المؤامرة البائسة.
إن خطاب المنجز لا يوازيه بالمحصلة خطاب الوعود، وسيكون لخطاب المنجز القول الفصل في تقريرنتيجة الأنتخابات القادمة، وقد وقعت الحكومة في مساحة الخطأ القاتل حينما دافعت بضراوة عن موظفيها المسيئين، ونقول موظفيها ونقصد وزرائها، لأن الحقيقة تفصح ان تسمية وزير لا يستحقها أغلب من أستوزروا، لأنهم بالحقيقة لم يحملوا وزرا بل حَمَّلوا شعبنا أوزارهم، وهي أوزار خلفت فينا نتائج مؤلمة على مستوى مخرجات عملهم، فقد فشلوا في تنفيذ ما يمكن تسميته ببرنامج حكومي على تواضعه، مثلما أربك تنفيذهم الخاطيء لمعظم مفردات ذلك البرنامج، مستقبل شعبنا وزاد من قتامة الصورة وجعل حلم الرفاه بعيد المنال .
إن مشهد التفجيرات الأرهابية التي تسجل ضد مجهول بعد ان تحصد مئآت الأرواح البريئة، ومشهد الأرهابيين القتلة المطلق سراحهم وهم يتلمضون يلوكون اكبادنا، ومشهد مواكب المسؤولين بسيارات الدفع الرباعي الذي يستفز الفقراء والكادحين، ومشهد المستشفيات بلا دواء، ومشهد الحصة التموينية البائسة التي رحل بأثمانها وزير التجارة المستقيل، ومشهد المليارات التي أبتلعتها عقود وزارة الكهرباء، ومشهد طوابير البنزين والوقود، ومشهد تراجع القطاع الزراعي حتى بتنا نستورد الباذنجان، ومشهد المتقاعدين وهم يستلمون راتب الذل فيما يستلم (35) نائبا رواتب تعادل ميزانية محافظة باكملها كما أعترف بذلك نائب من حزب الحكومة، ومشهد اسواقنا المليئة بالسلع المغشوشة، ومشهد باعة الخمور ورواد الرذيلة تحت حماية دوريات الشرطة، ومشهد نسب الرسوب المريعة في أمتحانات ابناءنا الطلاب، ومشهد المهجرين الذين تناست الدولة قضيتهم وتجاهلتها عن عمد منشغلة بحل قضية من هجرهم!، ومشهد ابنائنا مكبلين  بأغلال الحكومة لأنهم قالوا لا للإحتلال، ومشهد....ومشهد كلها مشاهد ستقرر نتيجة أنتخابات كانون الثاني 2010. 
ومن في عهده جرى احراق داري ولم ينصفني، لن أنتخبه ولو كان نبيا..
إن أمام القوى التي ستتصدى لقيادة المرحلة الجديدة بعد أنتخابات مطلع العام المقبل مهمة جسيمه تتمثل بمحو آثار الأخطاء والأرتباك المؤسسي الذي جرى تنفيذه على يد رجال المرحلة الراهنة، وسيتعين عليهم خوض صراع مرير من أجل أعادة الدولة العراقية على جادة العمل المؤسساتي السليم بعد الاخطاء المريرة والفادحة التي ارتكبت بقصد او بدونه في المرحلة التي ما زلنا فيها ونخشى أن نبقى فيها إن لم نحسم خياراتنا ونحسن الأختيار.
اما أذا بقي واحد ، وواحد فقط من رجال هذه المرحلة (خمرة) الى المرحلة القادمة فتلك هي الكارثة ، وتلك هي المعظلة...

التعليق