عاجل:
مقالات 2016-07-17 03:00 2336 0

لماذا نتمسك بالفاشلين؟!

إستكمالا للأفكار التي طُرحت في عمود نشرناه قبل ثلاثة أيام ، وكان عنوانه " حتى لا نصل الى وضع اللادولة؟!، حيث ابدينا فيه مخاوف جدية، من أن نصل الى حال لا تكون

قاسم العجرش   [email protected]

إستكمالا للأفكار التي طُرحت في عمود نشرناه قبل ثلاثة أيام ، وكان عنوانه " حتى لا نصل الى وضع اللادولة؟!، حيث ابدينا فيه مخاوف جدية، من أن نصل الى حال لا تكون لدينا فيه دولة، وحيث يكون لكل منا دولته، نتحدث عن كيفية بناء دولة قوية، قوية بمعنى دولة مؤسسات رصينة، دولة قوية بشعبها، وليست دولة قوية على شعبها!

في الدول الديمقرطية ومنها دول الغرب، يتم إسقاط الحكومات وتغييرها، من داخل البرلمان في فترات متقاربة، وثمة حكومات لا تُعمِر إلا عدة أيام، ومع ذلك فإن الأمور تسير بإنسيابية، حتى لو تأخر تشكيل الحكومة الجديدة عدة أشهر، كما حصل عدة مرات في إيطاليا، لأن الدولة هناك قائمة على مؤسسات ومرتكزات قوية.

فى أمريكا التي صدرت لنا ديمقراطيتها بغزونا؛ فإن مدة دورة الرئيس هي أربعة أعوام، والحد الأقصى لأي رئيس هو دورتان فقط، وبعضهم قضى دورة رئاسية واحدة، مثل كارتر الذي فشل بالفوز بدورة ثانية، وهناك عندما يرحل الرئيس يرحل معه طاقمه، الذي عينه إبان فترة رئاسته، يرحلون بلا تقاعد مقداره 80% من الراتب، وبلا إبقاء عناصر الحماية، وبلا بيت المنطقة الخضراء، وبلا جواز سفر دبلوماسي مدى الحياة، إلى خالة حضرة السيد النائب ام زوجته!

هنا تعودنا أن تتماهى الفواصل، بين الدولة والحكومة بل والقضاء ايضا! وتصبح كلها كتلة واحدة، وإذا سقطت حكومة تترنح الدولة؛ التي سُيِسَت أجهزتها وخدماتها المدنية ومرتكزاتها الرئيسية، ولذلك نخشى التغيير، ونتمسك بالفاشلين، خوفا من إنهيار كل شيء! وثمة تصور واقعي في أن أي تغيير يحدث، ويحل  نظام حاكم آخر محل النظام القائم، ستنجم عنه عقبات ومعضلات يشيب لها رأس الوليد، إذ إن جسم الدولة هو جسم النظام السابق، وستكون الدولة في واد والحكومة في وادٍ آخر.

إن نظام حكمنا الراهن، قائم على سيطرة الطبقة الحاكمة المطلقة، وبسط هيمنتها الكاملة على وسائل السيطرة، المتمثلة في المال والإعلام والأمن، مع ترك هامش للآخرين، ليشاركوا مشاركة ديكورية صورية؛ لذلك فهو نظام يشيع جنازته بنفسه ولو بعد حين، وإنه لنظام يستمد قوته من ضعفها، وأشد حالات الضعف؛ هي أن يعتقد أهل النظام؛ بأنهم باقين إلى الأبد، كما كان يعتقد القذافي وقبله صدام.

أن النظام القائم الآن؛ يجمع بين مستويين من التفكير في بناء الدولة، الأول هو مستوى أهل الحل والربط؛ الذين بيدهم كل الخيوط، والمستوى الثاني هو مستوى المؤلفة قلوبهم، ولدينا دولة الباطن، وهي الأكثر نفوذاً أو تأثيرًا من دولة المواطن. 

كلام قبل السلام: نستمع لكلام كثير من المسؤولين، يعدونا فيه عن دولة وردية، كأن العراق أصبح جنة في الأرض، وهي صورة تختلف تماماً عن واقعنا الماثل؛ لأن الدولة ليست دولة مؤسسات، بل هي دولة أيام تشطب عندما تمضي..

سلام.....

التعليق