عاجل:
مقالات 2012-03-29 03:00 941 0

لماذا أتخذ العرب النسر شعار؟!

لا تحصل اختلافات بين الناس حول الحقائق الثابتة، فالليل هو الليل عندهم جميعا، والماء هو الماء، والشمس هي الشمس عندهم كلهم، لأن سنن ال

لا تحصل اختلافات بين الناس حول الحقائق الثابتة، فالليل هو الليل عندهم جميعا، والماء هو الماء، والشمس هي الشمس عندهم كلهم، لأن سنن الكون لا تبديل لها ولا تغيير إلا بإرادة من سنها، لكنهم يختلفون حول الحقائق التي لم يبت بها بعد، فهم مازالوا مختلفين حول ساعات الفجر الأولى هل هي من الليل أم من النهار..! ويلتبس الأمر إلى حين، لكن سرعان ما ينتهي الفجر وينبلج النهار وينتهي معه الاختلاف! لأن سننهم دائمة التغيير، وبسبب تلك التغيرات الدائمة التي لا تركن في معظم الأحوال إلى أسباب حكيمة، فإن حوادث التاريخ تتدافع وترسم مصائر البشر أفرادا وشعوبا، وعادة ولغفلة منا نحسب تلك التغيرات من تقلبات الزمن وصروفه، متغابين أو متعامين عن أنها من صنع أيدينا، فحوادث القتل مثلا مع أنها قدر من الأقدار، لكن القاتل منا، وكان بالإمكان أن لا يقتل أبدا، ومعنى هذا أنه قدر صنعناه بأيدينا، ومن سرق منا لا يعقل أن يوصف عمله بأنه قدر محتوم، وإلا فأننا نحمل الخالق تنزه سبحانه وجل في علاه مسؤولية ما اقترفته أيدينا مبرئين السارق والقاتل من فعلتيهما، وهو تعسف في التفكير يقود إلى أن الشر أيضا قدر محتوم، وهو أمر لا يصدقه عاقل، فالشر صناعة آدمية بامتياز، وفي هذا الصدد يقول العلماء أن أكثر المخلوقات وحشية هو الإنسان! فقلما سمعنا أو شاهدنا حيوانا يقتل حيوان من صنفه، نعم يمكن أن تتصارع ذكور الأسود على مناطق النفوذ، وغالبا ما ينتهي صراع الأسود بانسحاب أحد طرفي الصراع يجر أذيال الخيبة! وعادة ما يكون المنسحب هو المعتدي ! وتلك حكمة وضعها الخالق برسم تفكيرنا كبشر عقلاء..! على أية حال ربما استطردت قليلا ولكني أبغي من هذا الطرح إيضاح أن الاختلاف مسألة طبيعية جدا بين البشر، بل هو حق، وأن اللا طبيعي هو أن لا نختلف! فنحن غير متشابهين في الرغائب والميول والاتجاهات والمعتقدات، وبسبب اعتقاد كل منا بأنه يمتلك مفاتيح أبواب الحقيقة وحده ينشأ الاختلاف، وحاصل الأمر أننا معبأين دوما بالاختلاف إلى حد التخمة، وما في ذلك من ضير أذا لم يتحول الاختلاف إلى خلاف، عند ذاك نتحول إلى وحوش كاسرة نتصارع ليس على مناطق النفوذ كالأسود، لكننا نتصارع على حق الوجود، فيقتل بعضا بعضا!..ومع أنه ليس القاتل دوما على خطأ، كما أنه ليس المقتول هو المظلوم دوما، لكن الحقيقة هي أن القاتل عندما نزع إلى القتل في حل مشكلاته مع الآخرين، خرج من إنسانيته ليدخل في حيوانيته، ولكي نتأكد من صدق تصورنا هذا أذهبوا إلى شعارات معظم الدول العربية المشاركة بقمتنا، وسترون أن معظمها ضم صورة لنسر بمخالب ومنقار معقوف...!
كلام قبل السلام: نعم مرتكب الخطيئة يستحق العقاب..ولكن ماذا عن من أوجدها ؟!

التعليق