عاجل:
مقالات 2010-03-27 03:00 1451 0

لقاء مع حكيم النجف

في لقاء تأجل أكثر من مرة، ذهبتُ أخيراً إلى دار آية الله محمد سعيد الحكيم المتواضعة في أحدى درابين " أزقة " مدينة النجف

في لقاء تأجل أكثر من مرة، ذهبتُ أخيراً إلى دار آية الله محمد سعيد الحكيم المتواضعة في أحدى  درابين " أزقة " مدينة النجف القديمة .

كنت قد أعددت كصحفي مجموعة من الأسئلة لسماحة آية الله العظمى السيد الحكيم، لكن ما إن وقع ناظري عليه..، .. أصبح أمامي..إستقبلني بإبتسامة عريضة مطمأنة..وبلهجة نجفية عذبة ( خُيل لي أنه يعرفني ..) ، فوضعت أسئلتي جانبا.

حلق سماحة السيد بعيدا، في عوالم مختلفة ، في النجف الأشرف .. والحوزة العلمية " المعاهد الإسلامية " ، إلى فترة السجن العصيبة، ولياليها الطوال التي أمضاها سماحته مع أولاده ، والمئات من آل الحكيم الكرام في سجون ومعتقلات النظام السابق " مديرية الأمن العامة، الشعبة الخامسة،  سجن أبو غريب " و التي كانوا يلاقون فيها أنواع التعذيب النفسي والجسدي، وإستشهد بسبب التعذيب العشرات من آل الحكيم منهم " آية الله السيد علاء الحكيم نجل الإمام محسن الحكيم ".

إلى أن وصل السيد إلى مصر والإشادة بها ، والقاهرة والأزهر الشريف ورسالة حقوق الإنسان التي بعثها الإمام علي بن أبي طالب للصحابي مالك الأشتر. وصولاً للعراق الحالي وآلامه وشجونه، وآفاق المستقبل.

أن ثقافة السيد وسعة إطلاعه ، وعلميته الفذة ومرجعيته الدينية الكبرى لم تقف حاجزا بينه وبين ضيوفه ومستمعيه، متلقيه ومقلديه.. فقد كان يشعر من حوله بأنه قريب منهم، يتفاعل معهم، يفهمهم، سماحته كان يباغت، يفاجأ المستمع وهو مسترسل بحديثه:  بسؤال في صلب الموضوع!، ينطق نصف الجملة ويترك تكملة نصفها الثاني للمستمع، دون أن يطلب ذلك.

 عندما تطرق إلى تجربة السجن على مرارتها، كان يذكرها وهو يبتسم !.

هيبته ووقاره..تواضعه، شيبته..، عمته السوداء القديمة كأنه رجل قادم من بطون الكتب والتأريخ ..منعوني من طرح أسئلتي.

نداء..لا إله إلا الله

الوقت أخذنا، والسيد ما زال يتحدث عن حقوق المرأة والإنسان، ومفهوم العدالة الإجتماعية، ومراسلاته مع المستشرقين وأساتذة كبريات الجامعات في مختلف بقاع العالم.

لم يقطع هدير كلماته إلا صوت المؤذن..أشهد أن لا إله إلا الله.

فتقدم السيد يأُم المصليين،

فهمست للسيد عز الدين نجل سماحته،

أن اللقاء إنتهى ولم ينتهي.

 

 قاسم المرشدي/ زيورخ
[email protected]

التعليق