عاجل:
مقالات 2010-01-04 03:00 715 0

لغة الحوارالسليم ولغة التجني

بسم الله الرحمن الرحيم: يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر ألا أولوا الألباب. 269-البقره

بسم الله الرحمن الرحيم

يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر ألا أولوا الألباب. 269-البقره

من أولى صفات المسلم المؤمن بالله وبكتابه وبنهج رسول الأنسانية محمد بن عبد الله أن يتحاور مع أخيه المسلم  كذلك غير المسلم الذي لايشهر السلاح بوجهه على  أسس سليمة من المنطق الأنساني البعيد كل البعد عن التجريح والطعن والتعصب الأعمى والأنغلاق    و  النعرات الطائفية المقيتة لاتجلب ألا الأحتراب والدمار والحرائق التي أنهكت  أمتنا الأسلامية وجعلتها تنتقل من خيبة ألى أخرى ومن تراجع ألى تراجع أكثر وطأة وأشد أيلاما من التراجع الذي سبقه والشواهد كثيرة لمن ألقى السمع وهو شهيد.

أن المسلمين اليوم بأمس الحاجة ألى الوحدة والتعاضد والتآلف  ورص الصفوف ولابد أن يحترم كل صاحب مذهب صاحب المذهب الآخر مادام قد رسم لنفسه  خط السير وفق هدي القرآن العظيم والشريعة المحمدية الغراء لتطهير نفسه من أدران الحقد والسب والفحش واتهام الآخرين جزافا على رؤوس الأشهاد بما ليس فيهم . ومن نكال الدنيا أن ينبري شخص يدعي أنه داعية أسلامي  ويلقي المحاضرات والخطب هنا وهناك  ليسوق كلمات فاحشة سيئة ظالمة في يوم الله الذي جعله رب العالمين يوما يلتقي فيه المسلمون ويتعاهدوا فيه على المحبة والتآلف والتعاون وليسمعوا فيه كلمة حق من خطيبهم تجمع بينهم ولا تفرقهم  وهو يوم الجمعة العظيم .  ولكن  محمد العريفي  شذ عن هذا السلوك الأسلامي القويم   فتجاوز وبغى وتجنى على المرجعية الدينية في النجف الأشرف  ممثلة بشخص السيد الجليل والعالم الرباني  آية الله السيد علي السيستاني بكلمات سوقية وضيعة  دون أي وازع أخلاقي  أو خجل أو حياء  لالذنب ألا لأنه اختلف معه في المنهج والرؤيا دون المساس بجوهر الدين الأسلامي  الذي  يعتبر عموده  الفقري شهادة لاأله ألا الله وأن محمدا رسول الله بدليل قول رسول الرحمة والهدى (كلمة لاأله الا الله حصني فمن قالها دخل حصني)رغم وجود خلافات في فروع لاتضر ولا تؤذي جوهر الدين   والله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم : (وما اختلفتم فيه من شيئ فحكمه ألى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وأليه أنيب  )10- الشورى وقال سبحانه وتعالى : (أن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون .) 92- الأنبياء هذا أذا كان العريفي الذي حمل شهادة الدكتوراه  الذي منحته له جامعات آل سعود يعلم  أن الله أمرنا أن نجادل أهل الكتاب من الديانات الأخرى بالحسنى وأن لانتجنى عليهم لأنهم غير مسلمين فقط بسم الله الرحمن الرحيم : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب ألا بالتي هي أحسن ألا الذين ظلموا منهم  وقولوا آمنا بالذي أنزل ألينا وأنزل أليكم وألهنا  وألهكم واحد ونحن له مسلمون .) 46- العنكبوت. فأين العريفي من كتاب الله وهو يعلم أن المرجعية الدينية في النجف الأشرف حقنت دماء المسلمين في العراق في أشد الظروف حلكة حين أراد دعاة الفتنة الطائفية والتكفير أشعال حرب دموية طائفية لاتبقي ولا تذر أحدا من ملايين المسلمين في العراق وربما كانت تلك الشرارة تنتقل ألى بلاد أخرى من بلاد المسلمين ومعظم النار من مستصغر الشرر ؟والتأريخ يشهد تلك المسيرة الجهادية المشرفة التي قادتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف لمد جسور المحبة والحوار والتواصل بين المسلمين في شتى أنحاء الأرض منطلقة من قول  رسول الأنسانية النبي محمد ص الذي قال  ( المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه  بعضا . ) وهذا قول لايختلف فيه أثنان من المسلمين ويكونوا بذلك  حربا على أعداء الله وأعداء الأسلام الذين مازالوا يهاجمون مقدسات المسلمين ويصفون نبي الرحمة والحق والهدى بكلمات ظالمة بعيدة عن الحقيقة  ما أنزل الله بها من سلطان .

ترى ماالذي سيحنيه العريفي ومن قبله الكلباني وأبن باز وأبن جبرين  وغيرهم ممن   ركبوا هذا المركب الضلالي الخطير وصار   لهم باع طويل في  توجيه كلمات الحقد  والضغينة  والتكفير ضد  الشيعة ورموزهم الذين يؤمنون بالله ورسوله أشد الأيمان هذه الدعوات التي تنطلق ضدهم وضد رموزهم  دون أي مبرر أو مسوغ ألا لأنهم على غير منهجهم؟وكل مسلم منصف في هذا العالم يدرك تمام الأدراك أن  هذه الرموز تمثل القيم الفاضلة والمعاني السامية وتحمل روح التسامح وترفض الظلم أينما حل وتنبذ التعصب والكراهية بين المسلمين وتطالبهم بالوحدة   مجسدة كلام الله جلت قدرته في سلوكها ونهجها ومواقفها التي يشهد لها المنصفون من كل المذاهب الأسلامية  وتطالبهم دوما بالتمسك بها وجعلها دليل عمل في مسيرتهم ليكونوا خير دعاة لدينهم وليبعدوا عنه الشبهات التي جلبها دعاة التحجر والأنغلاق والتهم الظالمة المتشنجة البعيدة عن نهج القرآن العظيم الذي يمثله قول الواحد الأحد  في آياته المحكمات الواضحات وأحداها هذه الآية العظيمة بسم الله الرحمن الرحيم : (ومن أحسن قولا ممن دعا ألى الله وعمل صالحا وقال أنني من المسلمين ولا تستوي الحسنة ولا السيئة أدفع بالتي هي أحسن فأذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها ألا الذين صبروا  وما يلقاها ألا ذو حظ عظيم . ) 35 – فصلت ماأعظم هذه الآية وكل آياتك عظيمة أيها الرب العظيم فأين هؤلاء الذين أعمتهم نار طائفيتهم المقيتة وحقدهم الضلالي الأعمى من آياتك  النورانية الجلية التي تخاطب البشرية جمعاء؟ ولماذا هذا التشويه الذي سار عليه هذا النفر من جهابذة التكفير والتجني من تلك الأرض الطاهرة   المقدسة التي سيطر عليها سلاطين  آل سعود وملوكهم وجعلوها منطلقا لهذا التجني والتكفير ضد أجل وأطهر وأنقى علماء المسلمين في هذا العصر وهم بحق علماء  المرجعية  الدينية في النجف الأشرف وعلى رأسهم السيد علي السيستاني حفظه الله ورعاه من كيد الأشرار الظالمين وهذه شهادة ينطق بها كل مسلم حق من أي مذهب كان . أن  البلد الأمين الذي انطلقت منه مبادئ الأسلام العظيم ألى كل أنحاء الدنيا والذي  أقسم الله به لجلاله وعظم مكانته بسم الله الرحمن الرحيم : ( والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين ) أصبح اليوم ومع كل الأسى والألم اللذان يحزان في نفس كل مسلم ومسلمة  منطلقا لهؤلاء الضلاليين       التكفيريين الذين يطلقون سمومهم بين آونة وأخرى ليزيدوا من مآسي المسلمين وجراحاتهم  ويدقوا  أسفينا بينهم ويزرعوا الفتنة الكبرى في صفوفهم  وبذا يقدمون خدمات جليلة ومجانيه   لأعداء العقيدة الأسلامية السمحاء . أن الحقد الطائفي  المتأجج  والمتجدد في قلوبهم والمرارة التي في أفواههم  أعمتهم عن رؤية الحق  جعلتهم لاينطقون    ألا بالبهتان  فانقلبت لديهم المقاييس وضاع الحق  ولغة الحوار السليم من نهجهم وهم بذلك  كما قال الشاعر:

ومن يك ذا فم مر مريض – يجد مرا به الماء الزلالا

أنهم يكفرون المسلمين من جوف الكعبه وهذا من أعظم المحرمات التي ترتكب في هذا العصر  التي يجب على جميع المسلمين وعلمائهم الحقيقيين أستنكارها واستهجانها حتى لاتتكرر انطلاقا من قول رسول الله ص : ( من راى منكم منكرا فليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الأيمان . ) وهذا الذي تفوه به العريفي ومن قبله هو منكر وبغي وضلال. فمتى يكف هؤلاء من تصريحاتهم المتطرفة  والمسيئة والجارحة لمشاعر الملايين من المسلمين في هذا الزمن ؟ وألى متى سيتحمل  المسلمون   في العراق  هذه التجنيات والتطاولات البعيدة كل البعد عن جوهر الدين الأسلامي وروحه السمحة الطاهره؟ أن السيد علي السيستاني يحظى باحترام كل الطوائف والمذاهب من مسلمين وغير مسلمين  في العراق وهو صمام الأمان  لجميع أبناء العراق وشخصية  أسلامية ناصعة  تسعى  للتقريب بين  معظم  مذاهب المسلمين في العالم . ولا يمكن  لتصريحات العريفي الأخيرة  ومن قبله أن تمر مرور الكرام كما في كل مره  ومن واجب الملك السعودي  أذا كان حقا خادما للحرمين الشريفين  أن يأمربأيقاف هذه التجنيات الضلالية  الظالمة نهائيا وهذا من صميم واجبه الأسلامي .  أن هذا  الظلم الذي يأتينا من مملكة آل سعود ظلم كبير قد تخطى حدوده والظلم مرتعه وخيم  ولابد أن يدفع أصحابه ومطلقوه الثمن الذي يستحقونه  فمتى  تثوبون ألى رشدكم وتعترفون بتجنياتكم  التي طالت وكثرت  أيها الظالمون أم ستستمرون في غيكم وضلالتكم وظلمكم  أم ستكفرون عن هذا الظلم بعد فوات الأوان ؟  بسم الله الرحمن الرحيم  : ( يوم لاينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار . )52- الزمر .

التعليق