عاجل:
مقالات 2009-06-18 03:00 789 0

لا يا شيخ الأزهر

سيدي شيخ الأزهر اسمح لي أولا أن أقبل يديك ورأسك صاغرا متواضعا محبا لجنابكم الكريم اسمح لي أن أتبرك وأتبارك بوجهك

سيدي شيخ الأزهر اسمح لي أولا أن أقبل يديك ورأسك صاغرا متواضعا محبا لجنابكم الكريم اسمح لي أن أتبرك وأتبارك بوجهك الذي ملئه الشيب بطاعة الله ودراسة الإسلام اسمح لي أن أتحدث  من البصرة الفيحاء وقد شربت أنت من ماء شط العرب وعرفت شيعة العراق وسنتهم بل أنكم التقيتم على حد علمي بزعيم الحوزة العلمية السيد الخوئي رحمه الله ورحم الله علمائنا جميعا وأهداكم كتابا له اسمه البيان وهو كتاب في التفسير لم يكمله لتقدم عمره على ما اعتقد وبالمناسبة صدقوني حينما أتكلم عن عالم سني فبنفس المسافة أتكلم عن عالم شيعي وهكذا حينما أنتقد اي شخص.
سيدي شيخ الأزهر إن الذي اطلعت عليه من تصريح لحضرتكم في موقع العربية نت جعلني أقف طويلا عند كلامكم عن إخواننا الشيعة وانتشار التشيع في العالم الإسلامي بل جعلني أقف خائفا لما تضمره لنا الأيام من مفاجئات كثيرة وخطيرة واعتقد أن مثل هذا الكلام وفي هذا الوقت أبدا لا يصب في مصلحة المسلمين ووحدتهم بأي حال من الأحوال وأرجوا أن لا ينجر علمائنا كجنابكم إلى دعاة الفتنة وتجارها وأنا إذ اقرأ هذا الكلام أتصور أو أفترض لو أن شيعيا قال لسنة إيران مثلا لا مكان لكم في إيران لقلتكم!! وعليكم أن ترحلوا منها أو نلقي بكم البحر أو أن شيعيا في العراق قال لسنة البصرة أو ميسان أو  ذي قار أو في السماوة لا مكان لكم بيننا أو نلقي بكم الصحراء لقلتكم بيننا! فماذا عسانا أن نفعل هل تستطيع يا سماحة الشيخ أن تستقبلنا في أرض الكنانة أم أن إجراءات الإقامة ستفصلنا عن الديانة وأنت يا سيدي تُتابع الإعلام جيدا وبين جمعة وأخرى تنقل صلاة الجمعة من البصرة الفيحاء التي عشت فيها أنت اياما جميلة مع ال الرابح او الراجح او غيرهم نعم انت تتابع الاعلام ويطل الخطيب السني ويتكلم على راحته بنقل مباشر وتحت حماية الحكومة المحلية من حيث الحراسة الأمنية بل أنهم يأخذون الخطيب إلى  المسجد بسيارة أمنية محصنة وهذا من شدة حرصهم على سلامة الخطيب فلماذا هذا التحرش بشيعة العالم ولماذا نحرك مشاعر الآخرين ضدنا ولماذا هذا الخوف أنا أسألكم يا علمائنا بصراحة كلكم لماذا تخشون من الفكر الشيعي أو من أي فكر سني جديد أذا كنتم على الحق وانتم على الحق وإذا كنتم تستمدون نهجكم من كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فلماذا كل هذا التخوف من التشيع ومن دعاته الم يعترف كبار العلماء بوجود مذهب الأمامية كأحد مذاهب المسلمين والآن اسمحوا لي أن أتكلم بصراحة وواقعية تنبع من حسرتي وألمي وحرصي على الإسلام وأهله لكي أسألكم أيها العلماء ماذا فعلتم لمذهب أهل السنة والجماعة وأنا أتحدى عالما استطاع أن يقدم لمؤسسة سنية مستقلة ما يقدمه أدنى مرجع شيعي في العالم الإسلامي لأتباعه اليوم وسنأخذ سنة العراق نموذجا ماذا فعلنا لهم أو ماذا فعلتم لهم ماذا فعلتم لديننا وللمسلمين في العراق أين مؤسساتنا الثقافية وأين مدارسنا العلمية نعم لقد دعَمت بعض المؤسسات في الخارج بعض المؤسسات في داخل العراق وذهبت الأموال تلو الأموال ولكن كان بعضها بل أكثرها يذهب لعصابات الإجرام والقتل والتفخيخ نعم لقتل الأبرياء وتقطيع أواصر المجتمع العراقي الذي عانى من مناهج التكفير والإقصاء أنا متأكد أن البعض لا يرضى بمثل هذا الطرح الواضح الذي يتناغم مع قلوب الناس قبل عقولهم  ونحن نحترم  الرأي الآخر ونتقبل  النقد العلمي البناء ومع هذا لابد أن أقول الحق هذا الكلام الذي خرج من شيخ الأزهر كان فيه شيء من الاستعجال وأنا أخشى ما أخشاه أن يفهم إخواننا الشيعة أن هذا هو رأي المذاهب السنيـة وأقولها لكم أبدا هذا هو رأي الحاكم والحاكـم فقط ............الحاكم الذي لا يزال إلى يومنا هذا يملي على  العلماء سياسته الخاصة به ويـدفع بهم إلى مثل هذه التصريحـات والذي يخالف المؤسسات الحكومية منهم فجزاءه جهنم وبئس المصير في الدنيا وأنا متأكد أن  شيـخ الأزهـر يفهم  جيدا معنى قول الله تعـالى (إنما المؤمنــون إخوة )  ويفهم قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المسلم اخو المسلم أما ما حدث في العراق من قتل وتهجير وترويع فعليكم أن تفهوا شيئا واحدا أن العراقيين جميعا قد قتلوا ومن كل الطوائف والأديان والقوميات والذي  يقول خلاف ذلك فهو كاذب كاذب كاذب وستثبت لكم الأيام من الذي قتل الشيخ حارث العبيدي في بغداد والشيخ عبدالله عدنان في البصرة كنموذج لتتعرفوا على القتلة الحقيقيين لشعب العراقي وقد دفعت أثمان قتلهم من أموال المسلمين بحجة القضاء على العملاء على حد زعمهم واعتقد أن العميل الحقيقي هو من يقتل أبناء شعبه ويدخل الانتحاريين ليفجروا أنفسهم بالأبرياء يكفي يا علمائنا إذا أردتم أن تحصنوا المجتمع فحصنوه بالعلم النافع في بناء المؤسسات والمدارس الإسلامية والملتقيات الفكرية والثقافية والمجمعات الخيرية  ويكفينا خضوعا لمؤسسات الحكومة التي تفرض علينا وتملي علينا ما لا يصب في مصلحتنا فعلا نريد أن نتحرر من قيود المؤسسات التي لا تزال تفرض علينا لونا واحدا من التعامل  والآراء ولو تجرأ احد كبار علماء الشيعة المعاصرين على أهل السنة لوقفت بنفس المسافة في النقاش والعتاب.

التعليق