عاجل:
مقالات 2011-08-12 03:00 931 0

لا عجب اذا ما تغير الموقف

العجب مرفوض والاستفهام مقبول ودائما التغير في الموقف يكون على شكلين الاول هو ان يكون للشخص الواحد موقفان متناقضان

العجب مرفوض والاستفهام مقبول ودائما التغير في الموقف يكون على شكلين الاول هو ان يكون للشخص الواحد موقفان متناقضان يعلم باحدهما ويجهل الاخر فاذا علم به اصبح العجب والشكل الثاني للتغير في الموقف يكون عندما لا نعتقد او نستبعد ان يكون موقف معين لشخص ما نعرف طبيعته ومنهجه فاذا ما ظهر منه عكس ما كان متوقع منه فاننا نتعجب ، والحقيقة ان مثل هكذا مواقف في هذا الزمن لا تستحق العجب بحكم الثقافة التي طغت على افراد المجتمع بكل شرائحه عالم ومتعلم، هذا ناهيكم عن مواقف في التاريخ تتحدث عن المواقف المتناقضة .
حسان بن ثابت هو القائل :
قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي إماماً وهادياً
فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له اتباع صدق موالياً
هناك دعا اللهم وال وليه وكن للذي عادا علياً معاديا
ولكن هل التزم هو بما قال ؟
والزبير ابن العوام صاحب المواقف البطولية في معركة بدر واحد بل وله موقف مشرف عندما كان مع علي عليه السلام لما هجم القوم على بيته وحرق باب داره واعتدوا على بضعة الرسول عليهما السلام ، فضلا عن انه الوحيد الذي صوت لعلي عليه السلام في شورى الخليفة الثاني ، وبعد كل هذا هو من نكث بيعته وقاد جيش الجمل لمحاربة علي عليه السلام .
كان الإمام الحسن (عليه السلام) جالسا مع جماعة أمام منزله، فمر عليهم سفيان بن ليلى ـ وهو من شيعة امير المؤمنين عليه السلام الخلص ـ ، وقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين ، فقال (عليه السلام): عليك السلام يا سفيان!، فنزل عن مركبه وترجل، وربط بعيره، وجلس.فقال: له الإمام (عليه السلام): ما الذي قلت يا سفيان؟.قال: قلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين.قال (عليه السلام): ما هذا الكلام الذي جرى على لسانك ؟! قال: فداك أبي وأمي، والله لقد أصبحنا أذلاء يوم صالحت هذا الظالم، وجعلت أمور الناس بيد ابن هند آكلة الأكباد، مع انه لك مائة ألف من الرجال شاهرين سيوفهم، وما يقتلون إلا قبل أن تقتل، ويجمع الله لك أمر الناس.
فقال (عليه السلام): يا سفيان! نحن أهل بيت متى تبين لنا الحق نعمل به، سمعت من أبي علي (عليه السلام) يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، يقول: لا تنقضي الأيام والليالي حتى يكون أمر هذه الأمة في يد رجل عظيم البطن واسع البلعوم يأكل ولا يشبع، لا ينظر الله إليه نظر رحمة، ولا يموت حتى لا يرضى به أحد من أهل السماء، ولا يريده أهل الأرض، وهذا هو معاوية، وأنا أعلم أن الله تعالى عمل بإرادته
والخوارج هم كلهم ممن كانوا مع علي عليه السلام في صفين ،لا عجب ولا عجب ولا عجب .....المواقف ذاتها تحدث للظلمة فيزيد لعنه الله الذي قتل الحسين هو امر باكرام السجاد وعيال الحسين وارجاعهم الى المدينة ، وعبيد ا.....بن زياد الذي قتل مسلم وامر بقتل الحسين عليه السلام وكل الاعمال الاجرامية التي جرت في واقعة الطف كانت بامره وعلمه ، هو نفسه الذي اقتص من القاتل الذي قتل اولاد مسلم .
اليوم اذا ما ظهر فقيه ما يتجاوز على فقيه اعلم منه او مثله فانه امر طبيعي ولا يستحق العجب

التعليق