عاجل:
مقالات 2010-12-16 03:00 1071 0

كيف يكون الاسلام بقاؤه حسينيا ؟

المراحل التي مرت بها الامة الاسلامية منذ البعثة والى يومنا هذه تخللتها مراحل ذهبية واخرى صدأة ولا يخفى عليكم ولا علينا ان

المراحل التي مرت بها الامة الاسلامية منذ البعثة والى يومنا هذه تخللتها مراحل ذهبية واخرى صدأة ولا يخفى عليكم ولا علينا ان فترة الرسول محمد (ص) تعد لا مثيل لها من حيث انتعاش الاسلام والمسلمين، والكل يعلم كذلك بان هنالك منافقين متربصين الفرصة للنيل من الاسلام ممن كسر اصنامهم وانار عقول المستعبدين من قبلهم فكسر شوكتهم والبعض منهم بقي جاهلي الفكر والبعض الاخر على اديان اخرى .
هذه المسيرة الرائعة لابد من ان يوكل رسول الله (ص) احدأ من بعده ليكون مصداق لحديث الثقلين ( اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ...) والتعقيبات على هذا الحديث وربطه ببقية عترة المصطفى واضح ولا يحتاج الى توضيح ولكنني اريد ان اقف هنا عند الاية الكريمة ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر/9} ) وما علاقتها بعاشوراء الحسين عليه السلام؟
الشطر الاول من الاية خصصت للرد على المشككين بان القران كلام مسحور او مجنون بل هو من عند الله ، الشطر الثاني للاية وهو (انا له لحافظون) هذه العبارة التي تستحق وقفة وتعقيب والله العالم بما اقول .
انا له لحافظون فالمقصود بـ (إنا) اي الله عز وجل و( له ) الجار والمجرور اشارة الى الذكر اي القران و( لحافظون ) اي حفظه من التحريف وصوره الدس والحذف والزيادة والصورة الاخرى التي اضيفها الى التحريف هو تحريف المعنى فان هذا له العلاقة الوثقى في الاية (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ ) اذن المتشابه الذي يؤول الى غير معناه يؤثر على النفوس القليلة الايمان فيؤدي الى تحريف القران .
اذن لماذا نهضة الحسين عليه السلام ؟ في السنوات التي اعقبت وفاة رسول الله (ص) كانت هنالك ثلة من المؤمنين وعلى راسهم علي وولديه عليهم السلام والاصحاب الاخيار منهم سلمان وحذيفة وعمار وميثم وابي ذر رضوان الله تعالى عليهم وغيرهم الكثيرون ممن كانوا على نهج محمد ووصيه فاذا ما اقدم احد ما على التحريف وتغيير تفسير اية ما كانوا لهم بالمرصاد .
الفترة التي اعقبت صلح الحسن عليه السلام وقيام معاوية بتصفية البقية من الثلة المؤمنة منهم حجر وولده ورشيد الهجري وغيرهم بدأ يعمل معاوية على الدس في السنة المحمدية من جهة والتحريف للقران من جهة اخرى من خلال تغيير تفسير اية او ذكر كلام له على غرار القران ليجعله في القران واذا تمكن من ذلك فان هنالك عقول في الشام تصدق انه من القران ويكفينا دليل انهم لعنوا ابا تراب ولا يعلمون من هو بل انهم لا يعلمون انه كان يصلي وحتى الشامي الذي لاقى الحسن عليه السلام في المدينة وبدا يسب ويشتم الامام ولكنه بعد ما تبين له من هو الامام واخلاقية الامام انقلب على معاوية فالعقول الشامية كانت تصدق ما يقوله معاوية وكانت هذه اخطر مرحلة يمر بها الاسلام .
معاوية الذي اراد تغيير القران وحذف اسم محمد من الاذان لو لا اشارة ابن العاص بترك هذا الامر وجعل سب علي عليه السلام بدلها كسنة .
في تاريخ القرآن - الزنجاني ص 20 وحياة اللغة العربية لحفني ناصف ص 62 ذكر ان كان للنبي كتّاب يكتبون الوحي بالخط المقرر وهو النسخي وهم ثلاثة وأربعون. أشهرهم: الخلفاء الأربعة، وأبو سفيان وابناه معاوية ويزيد وسعيد بن العاص ووووو...الى اخر الاسماء ) تخيلوا ان معاوية ويزيد هم من كتاب الوحي فاذا قالوا عبارة ما وانها من القران فان هنالك من يصدق وهذا هو التحريف
وقال مجاهد : كانت الإقامة مثنى كالأذان حتّى استخفّه بعض أمراء الجور واولهم معاوية فأفرده لحاجة لهم ـ أبو الوفاء الأفغاني في تعليقته على كتاب الآثار 1: 107 ـ وجاء في مجمع الزوائد 1/332 عن عبد الرحمن بن ابن ليلى قال : كان علي بن أبي طالب إذا سمع المؤذن يؤذن قال كما يقول فإذا قال : أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأشهد أن محمّداً رسول اللَّه . قال علي : ( أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأشهد أن محمّداً رسول اللَّه وأن الذين جحدوا محمّداً هم الكافرون )
يروي القاسم بن معاوية: قلت لأبي عبد اللَّه (عليه السلام) : هؤلاء يروون حديثاً في معراجهم أنّه لما أسري برسول اللَّه رأى على العرش مكتوباً ( لا إله إلّا اللَّه ، محمّد رسول اللَّه ، أبو بكر الصديق ) فقال : ( سبحان اللَّه ، غيروا كل شي‏ء حتّى هذا ؟! ) .مداخلة ذكر ابا بكر دليل ان الاسم كان علي ولو لم يكن علي لما ذكروا انه ابو بكر.
وطالما ان الله عز وجل هو الحافظ لذكره فلابد من مصداق على الارض يهيء له الاسباب والمسببات ليقوم بهذا الواجب فكان الثقل الثاني للكتاب ، وبعد استشهاد الحسن عليه السلام وبقية الصحابة وخلو الجو لمعاوية عبث كثيرا في سنة محمد (ص) والذي احدى موبقاته كما ذكر الطبري أنّ معاوية بذل لسمرة بن جندب مئة ألف درهم حتى يروي أنّ هذه الآية أُنزلت في علي: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ...)
، وأنّ الآية الثانية نزلت في ابن ملجم ، وهي قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) ، فلم يقبل . فبذل له مئتي ألف درهم ، فلم يقبل . فبذل له أربعمئة ألف ، فقبله وروى ذلك.
وتهيأة الخلافة للخمير يزيد الذي يقول عنه الزنجاني بانه كاتب الوحي والذي ينشد وهو سكران بان الله لم يقل للسكارى ويل بل قال ويل للمصلين هذا الدعي لو بقي من غير ردع فانه سيتمادى اكثر مما قام به معاوية من تحريفات ، فجاءت نهضة الحسين لتكن مصداق لحفظ ذكر الله بتاييد من الله عز وجل لتوقف فساد يزيد وتكون المنار الذي يقتدي به من بعده ، ولان الاثار المترتبة على استشهاد الحسين عليه السلام كانت بادية لحظة الاستشهاد بدليل تنكر يزيد هذا الفعل وتنسيبه الى ابن زياد ومن ثم جعل حكام بني امية وبني العباس عدم الاقدام على قنل ال البيت بنفس الطريقة التي استشهد الحسين عليه السلام بالرغم من ان شغلهم الشاغل اي الطواغيت هو كيفية القضاء على العترة .
في زمن المنصور قال أبو أيوب الجوزي: بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل فدخلت عليه وهو جالس على الكرسي وبين يديه شمعة. وفي يده كتاب . فلما سلمت عليه رمى الكتاب إلي، وقال: هذا ابن سليمان (والي المدينة) يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات. ثم قال: اكتب. فكتبت صدر الكتاب، ثم قال (اكتب إن كان قد أوصى إلى رجل يعينه فقدمه واضرب عنقه).
لكن اللّه كف بطش أبي جعفر. فرجع الجواب إليه أن الإمام أوصى إلى خمسة هم: أبو جعفر المنصور وابن سليمان، وعبد اللّه وموسى وحميدة. والأخيرون ولدا الإمام وزوجه. فليس هنا وصي بعينه. والأولان أبو جعفر ذاته وواليه. وليس إلى قتل هؤلاء من سبيل .ولو لا الاثار الايجابية لنا والسلبية لهم المترتبة على استشهاد الحسين لاقدموا على نفس الفعل الشنيع ولاستغنوا عن السم.
ونحن نحمد الله عز وجل على الغيبة للامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف لان هنالك من المؤمنين من لاحول ولا قوة لهم في الدفاع عن الامام الحجة عندما اراد المتوكل القضاء عليه ولو تمكن من ذلك لكانت القيامة بعينها لكن الله له ارادة في لطفه علينا فجعله يغيب عن انظار الظلمة
فلو لا نهضة الحسين عليه السلام لتمت تصفية الامام السجاد ومن بعده من الائنة ولكن النتائج التي تركتها نهضة الحسين جعلت الاسلام بقائه مقرونا بمن سار على نهج الحسين واولهم ذريته الائمة ومن اتبعهم من المؤمنين بدفع تحريفات من تسول له نفسه العبث بالذكر والسنة المحمدية

التعليق

آخر الاخبار