عاجل:
مقالات 2010-02-06 03:00 689 0

كربلاء الدم يسيل

لاشك أن هذه المسيرة الإنسانية التي قصدها الملايين من المؤمنين من خارج العراق وداخله هي تعبير صادق عما يجول في خاطر

لاشك أن هذه المسيرة الإنسانية التي قصدها الملايين من المؤمنين من خارج العراق وداخله هي تعبير صادق عما يجول في خاطر هؤلاء وهم يعبرون عن تأييدهم وحبهم وولائهم لحفيد رسول الله وريحانته الحسين (رضي الله عنه وأرضاه) الذي وقف بوجه الظلم والظالمين والطغاة والمتكبرين لتكون راية الحق هي التي ترفرف على عالم الإنسانية والأمة الإسلامية باعتباره هو ذلك الامتداد التاريخي والعقائدي والنسبي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) الذي قال عنه (صلوات ربه وسلامه عليه ) حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا

فهذه المسيرة هي مسيرة مناصرة وحب وتعاز لما أصيب به البيت النبوي العلوي الطاهر من فواجع اهتزت لها فرائص الإنسانية من قبل ومن بعد وهي تقرأ سطور تلك الملحمة التي سقط بها أبناء رسول الله صرعى مقطعين بيد الظالمين الذين تستروا بلباس الإسلام كذبا وزوارا كما يفعل بعض الناس اليوم في زماننا وهم يلبسون لباس الإسلام ليكفروا المؤمنين ويقتلوا عباد الله الصالحين بالمفرد والجملة  فهذا الباطل ورايته لا يزال يحاول أن يفرض نفسه في

 

مثل هذه الأجواء الإيمانية والمسيرة المليونية فتجد العصابات التكفيرية والإرهابية تدخل غدرا وغيلة وسط هؤلاء الجموع ليفجروا أنفسهم ويحولوا المؤمنين إلى أشلاء ممزقة وهم أناس عزل عن حمل السلاح والوقاية من درء الأخطار سوى إيمان بالله عز وجل وحب لذلك السبط العلوي الطاهر الذي بذل نفسه وأهله وأصحابه لأجل الإسلام وأمة المسلمين والذي يزيدنا استغرابا وذهولا هو ذلك الصمت الإعلامي أو التحريف والتزييف الإعلامي في تناوله لمثل هذه الأحداث دون أن يقفوا عند فلسفة هذه الجرائم فما الداعي أن نذكر الخبر الإرهابي دون أن نشير إلى تحليله ومناقشته ودواعيه ولماذا لا يخرج العقلاء من أبناء الأمة ليقولوا بأن طائفة من المسلمين في العراق اليوم(الشيعة) تتعرض لإبادة جماعية على أيدي المجرمين التكفيريين الذين لبسوا ثوب التطرف والإقصاء والتنطع  فهل في ذلك عيب أم فيه مجاملة!!! إذا ذكرنا هذه الجرائم أم أن قتل هؤلاء قضية فيها نظر أنا اعتقد أننا إذا استطعنا أن نرتقي إلى ذلك المستوى متجردين بالطرح والفهم والدفاع عن أبناء شعبنا  نكون قد وقفنا وقفة صحيحة بوجه أعاصير الفتن التي تلوح اليوم بالأفق في أجواء بلاد الرافدين فالعشرات من الشهداء والمئات من الجرحى يسقطون على مدى ثلاثة أيام متتالية في طريق كربلاء تستهدف الأبرياء ولهذا لا يمكننا أن نسجل هذه الأحداث والجرائم ضد مجهول فأننا إن فعلنا ذلك نكون قد اعتدينا على حرمات الله ودماء الأبرياء ونكون قد صمتنا وسكتنا عن المجرمين لماذا لا نقول بان ثمة فضائيات من ورائها أشخاص ومؤسسات تروج لقتل الناس والعراقيين بالخصوص وتدفع لكي تكون الفتن بين المؤمنين نعم هذه الجرائم لا يمكننا أن نسكت عنها وأن نقف بجانب الحائط دون أن نحرك ساكنا ومع هذا كله فإننا نعول على إرادة العراقيين الوطنية والإيمانية والتي لن تدع لأصحاب الفتن أن يوقعوا العراقيين بحرب طائفية جديدة .. ولكن لابد من مقولة الحق والتصدي لكل المجرمين الذين يعبثون بأمن العراق والعراقيين بل نحن نقف بمسافة واحدة أمام هذه التحديات المؤلمة وندافع عن جميع أبناء شعبنا في العراق بكل قومياتهم ومذاهبهم وتوجهاتهم اللهم اشهد أني بلغت من خطر هذه الجرائم التي لربما تُحدث تداعيات لا تُحمد عقباها. 

 

التعليق