حجر بن عدي صحابي جليل وتابعي كبير القي القبض عليه في الكوفة من قبل جلاوزة معاوية بتهمة الولاء لامير المؤمنين وسيد المجاهدين وامام المتقين علي عليه السلام ويروى ان ابنته انشدت وهي تنظر لابيها واخيها همام و11 صحابيا من اخوانه وهم يقادون الى قصر الامارة ومن ثم الى دمشق وهي تنظر الى القمر يتحرك بارتفاع قامة حجر:

ترفع ايها القمر المنير .. علي ارى حجرا يسير

يسير الى معاوية بن هند .. ليقتله كما زعم الامير

طلب معاوية بن ابي سفيان من سيافه ان يستقبلهم في مرج عدرا (تبعد 11 كيلومترا شمال العاصمة السورية دمشق) وهناك كان السياف محاطا بجلاوزة معاوية لينفذ قرار اعدام اصحاب امير المؤمنين وفي مقدمتهم حجر بن عدي ويستثني من يبرأ من الامام علي عليه السلام ويقال ان السياف كان اعور العين فقال حجر بعد ان راى السياف..قتل نصفنا وبقي النصف الاخر.

خشي حجر بن عدي على ابنه اذا ماقطع راسه ان تضعف ارادة الابن همام فقال السياف لحجر تبرأ من علي بن ابي طالب فاجابه حجر هيهات ذلك فقال السياف ماهو طلبك قبل ان يقطع راسك فقال اقطع راس ابني قبلي ففعل السياف ان قطع راس همام الشهيد فقال السياف لحجر مااقسى قلبك فاجابه حجر خشيت ان يرى حر السيف على رقبة والده فيرتد عن ولاية علي فاردت ان اطمئن على انه غادر الدنيا وهو متمسك بولاية علي بن ابي طالب وهكذا قطع راس حجر بعد استشهاد ابنه.

احبتي واعزتي..زرت حجرا وانا في دمشق اكثر من عشرين مرة وقد رافقت شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم رض مرتين وتشرفنا بزيارة هذا الصحابي الشهيد وفي المرة الاولى لزيارتي لحجر سالت سادن ضريحه..من قتل حجر؟!.

فاجابني الرجل الدمشقي..سيدنا معاوية قتل سيدنا حجر!.

قلت ..كيف يقتل سيدك سيدنا؟!.

فرد الرجل ..انهم صحابة رسول الله!.

فقلت ..هل يعقل ان صحابيا يقتل صحابيا اخر دون ذنب؟!.

وتابعت ان الحقد الدفين الكامن في عقل وقلب هند هو الذي تسرب في جسد معاوية وهي الشجرة الخبيثة التي لطالما لعبت دورها الحقدي على الاسلام منذ مقتل حمزة سيد الشهداء مرورا بسيد شباب اهل الجنة الحسن المجتبى وليس انتهاءا بحجر بن عدي..

وهنا اقول ايضا ان تلك الشجرة الخبيثة التي قتلت ابناء النبيين امتدت في الافاق لتقتل اصحاب الانبياء وابناء الانبياء ومثلما تسرب الحقد من قلب هند الى جسد وعقل ابنها معاوية يتسرب الحقد ذاته الى يزيد بقتله للامام الحسين سيد الشهداء وابن بنت رسول الله وهكذا تستكمل الشجرة الخبيثة حلقات الحقد لتنبش هذه المرة وعبر احفادهم اسارى الكراهية وبعد مرور اكثر من 1400 عام قبور الشهداء ليقولوا مرة اخرى لهند ومعاوية وابي سفيان وكل القتلة والمجرمين.. انهم لازالوا يمثلون عنوان هذه الشجرة ولن تستأصل الا على يد قائم ال محمد.