عاجل:
مقالات 2009-04-23 03:00 1021 0

في يوم المراءة العالمي..المراءة لا تريد حقوقها...!

من فندق راديسون ساس الى اسواق الطيور ، ومن تلعفر الى المسجد الاحمر ، من مجموعة هوسفتاد الى فرقة الارامل السود ، من ملعب طشقند الى مستشفى الشماعية،

جغرافيا متباعدة واحداثا مترابطة عنوانها الرئيسي امراءة انتحارية تفجر نفسها وسط مجموعة من الابرياء ، تتوالى التصريحات والاخبار بين مندد ومتشفي ، وتمرالحوادث مرور الكرام وتترك ضجيجا كثيرا وعويلا وحزنا اكثر، لكنها لم تترك اثرا واحدا لبرائة الفاعلة ، بيانات تتبنى العملية واخرى تندد بها ، موقع الانفجار وأهميته ، الوضع الامني في ذلك البلد ومدى استقراره ، عدد القتلى وحجم الخسائر ، رسائل الدعم والمواساة ، ودائما تختم التقارير باحصائية تتضمن عدد النساء اللواتي نفذن عمليات مماثلة. قبل سنوات شامل باسييف يعلن بفرح عن تشكيل فرقة الارامل السود في الشيشان لمحاربة القوات الروسية تبعه الزرقاوي ليعلن عن اول امراءة انتحارية تنفذ عملية في تلعفر شمال العراق في ايلول 2005 و يزف البشرى لتنظيمه (( اللهم تقبل اختنا بين الشهداء فقد دافعت عن عقيدتها ))،هنا بدأت فصول جديدة لتنظيم القاعدة في العراق تجاوزت كل القيود الدينية والاخلاقية والاجتماعية ، تسارعت الاحداث دون ان يتوقف امامها احد، في الشيشان كان 42% من العمليات تنفذها نساء ،و يقول مركز الخليج للابحاث ان النساء تعرضن للاغتصاب  على ايدي الرجال الشيشان ثم لعملية غسيل دماغ للدفع بهن نحو تنفيذ الانتحار هذه الرواية الروسية، اما الرواية الشيشانية فتقول ان هؤلاء النسوة قتل ازواجهن وتعرضن للاغتصاب على يد القوات الروسية واياً كانت الحقيقة فالنتيجة واحدة امراءة تفقد زوجها او اخوها وتتعرض للاغتصاب وهنالك من هو جاهز للدفع بها للانتحار ، على الجانب الاخر ، تتوالى الفتاوى الملغمة التي تلتف حول اجساد النساء لتحولها الى اشلاء متناثرة وتسيل معها دماء الابرياء والجميع منشغل هل هي عملية انتحارية ام عملية جهادية ...؟

القرضاوي يصدر فتواه الشهيرة والتي تعطي الحق للمراءة في الخروج للجهاد دون الحصول على موافقة زوجها ، وكأن المشكلة موافقة الزوج من عدمها ، وحسب المراقبين فقد سامهت هذه الفتوى في زيادة اعداد النساء الانتحاريات مع ملاحظة ( ان بنات القرضاوي في لندن لاكمال الدراسة ) .! وفي زمن اصبح اهدار الدم اسهل من حفظه تفشل ساجدة الريشاوي في تفجير نفسها في حفلة عرس في احد فنادق عمان مثلما فشلت نساء اخريات من مجموعة هوسفتاد والتي ارتبطت بها عملية اغتيال المخرج الهولندي (( ثيوفان جوخ )) في امستردام عام 2004 وتفشل نساء اخريات في المسجد الاحمر في باكستان لعدم كفاية المتفجرات كما قلن للاعلام ، ولكن تنجح فتاتان مصريتان بمهاجمة حافلة سياحية بالاسلحة الرشاشة وتنجح اخريات في اسواق الطيور في بغداد واخرى قرب الجامعة المستنصرية واخريات في ديالى وآخرهن فجرت نفسها صبيحة اليوم العالمي للمراءة اليوم الذي احتفى فيه الجميع ، تنجح البلجيكيه ديفوك موريك في عملها الانتحاري في العراق ، عمليه لم يقتل فيها احد غيرها   ، اما التي فشلت مثل الريشاوي فقد صدر بحقها حكم الاعدام ، وفي الثالث من اب 2007 تم اعتقال افراد شبكة تابعة لتنظيم القاعدة في العراق تتولى تجنيد الانتحاريات ومثل هذه الشبكة يلقى القبض عليها في المغرب العربي وبعض العواصم الاوروبية ،اخر التقارير تقول انه تم تدريب عشرات من النساء باعمار تتراوح بين 25-40 عاماً في مناطق عديدة من العراق ليصبحن قنابل بشرية ويبدأنا عملهن الانتحاري ، خافيير سولانا ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي زار الاردن بعد تفجيرات عمان ليعلن تضامنه مع الاردن وقرر مسؤولون اوروبيون نقل مؤتمرات كان مقررا عقدها في اوروبا الى الاردن كنوع من التضامن ، الادميرال غريغوري سمث الناطق باسم القوات الامريكية في العراق يعقب على استخدام النساء في العملية الانتحارية ويفسره على انه افلاس للقاعدة ولاشيء غير ذلك ، ليعلن بعدها الجيش الامريكي ان تنظيم القاعدة وضع يده على سجلات النساء المريضات نفسياً واستخدامهن في هذه العمليات ليتم تفجير سوقين للطيور في بغداد بواسطة امراءتين يعانين من متلازمة داون وكأنهن خطفن من وفاء عبد الرزاق وحكاياتها المنغولية ، وفي اليوم العالمي للمراءة جابت العالم تظاهرات واعتصامات تطالب  بحقوق المراءة ومساواتها مع الرجل والسماح لها بالسفر بدون محرم وقيادة السيارة ، لكن نساء العراق يطالبن بحمايتهن من الانتحار وايقاف فتاوى التكفير والقتل ، فللمراءة النصيب الاكبر في كل العمليات فكيف وهي المنفذة التي تفجع غيرها من الامهات والزوجات والاخوات بعملها ، ومع الاسف الى الآن لم نسمع او نشاهد اي تجمع او تظاهرة او اعتصام يطالب بوقف استخدام المراءة في العمليات الارهابيه واجبارها على الانتحار.

الضحايا اخذوا نصيبهم من التعاطف ولا شي غير التعاطف ، ولكن المراءة المنتحرة لم يتعاطف معها احد ولم يدافع عنها سوى المنافقين لكي يغرروا بغيرها.، فمن مدرسة بيسلان الى سوق الغزل المراءة تقتل ولا احد ينتبه لها. لذلك اتمنى ان تنتبه جميع النخب السياسية والثقافية والفكريه،  نساء ورجال الى هذه الظاهرة والتصدي لها ولتبدأ من موقع النور حملة لحماية المراءة العراقية من الانتحار.

التعليق