عاجل:
مقالات 2009-09-02 03:00 698 0

فقيد العراق وحكيمه

اليوم نعزي أنفسنا اليوم نبكي حالنا اليوم نفصح عن مشاعرنا اليوم نتكلم مع عالمنا اليوم فقدنا ركنا من أركان عراقنا.

اليوم نعزي أنفسنا اليوم نبكي حالنا اليوم نفصح عن مشاعرنا اليوم نتكلم مع عالمنا اليوم فقدنا ركنا من أركان عراقنا.
اليوم نتحدث عن رمز من رموز العراق ورجل مغوار عرف في ساحات الوغى وكان صمام أمان بين العراقيين في أصعب الظروف وأشدها وهذا أمر ربما يخفى على بعض من أبناء شعبنا العراقي المخلصين بسبب بعض قنوات التشويه والتشويش فإذا أردنا أن نتحدث عن سماحة السيد الحكيم (رحمه الله تعالى )بتجرد ومصداقية إنما نتحدث عن رجل وإنسان بل نتحدث عن تاريخ مرجعية إسلامية كبيرة لعبت دورا كبيرا في العراق وهي تقارع قوى الظلم والاستبداد والإلحاد والعنصرية.

وكانت دائما بمواقفها تقف لجانب الشعب العراقي ومصالحه العامة ولعل من أبرز المواقف التي وقفها المرجع السيد محسن الحكيم (رحمه الله تعالى) في قضية الكورد وتحريم قتالهم ثم مقارعته لبعض القوى الإلحادية التي كانت تبث سمها وإلحادها وفسوقها في ذلك الوقت إضافة إلى امتلاك هذه المرجعية علاقات طيبة مع كبار علماء السنة في العراق والعالم الإسلامي وقصة استقبال السيد محسن الحكيم من قبل كبار المسئولين في السعودية وأظن من بينهم جلالة الملك السعودي وذلك في موسم الحج يعرفها الكثير من الناس وقد أشير له بالبنان لا لشيء وإنما لمواقف هذا المرجع الإسلامية والوطنية نعم من هذا البيت العلوي يظهر سماحة السيد عبد العزيز الحكيم ومن هذه الأجواء الإسلامية الأصيلة تبرز شخصيته وإذا أردنا أن نتحدث عن السيد الحكيم بعمق فإنما نتحدث عن إنسان بذل وقدم كل حياته لأجل شعبه ووطنه وهو يجاهد ويصارع وينقل قضية أبناء شعبه إلى العالم كله في وقت عجز الكثير الكثير من الناس أن يلعبوا هذا الدور نعم كان يعمل هو وإخوته في سياق واحد لكي يصلوا إلى هدفهم وهو تحرير الشعب العراقي من سنوات الظلم والاستبداد وان يعود العراق إلى وضعه العربي والإسلامي الفعال

المهم إن هذا القائد والرمز والسيد يخرج من هذه العائلة الكريمة والتي هي بجهادها وجهدها في سبيل الله والوطن قدمت الكثير من صلب عائلتها وكان جلهم من الفقهاء والوجهاء وآخر ما قدمته هذه العائلة هو شهيد المحراب سماحة السيد آية الله العظمى محمد باقر الحكيم (رحمه الله تعالى ) والذي اغتيل بسيارة مفخخة غادرة أودت بحياته وهو يسرع الخطى من مرقد سيدنا علي بن أبي طالب (رضوان الله عنه) لكي يقدم شيئا للعراق وشعبه وكان قد أسس لمشروع عراقي كبير تجتمع فيه القوى السياسية لكي يقدموا شيئا لهذا الشعب والذي بدوره قدم التضحيات تلو التضحيات ولكن أمر الله نافذ ويقدر الله أن يحمل هذه الأمانة الكبيرة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم ليحملها بكل دقة وشجاعة وموضوعية وثقة بنفسه حتى يكون محط أنظار العالم وأنظار العراقيين وهنا لابد لأبناء شعبنا أن يعرفوا أن هذا الرجل قد عمل في ظروف استثنائية معقدة لكنه كان يتعامل معها بعقلانية وصبر ومصابرة ولربما الوقفة الجادة من جميع أبناء شعبنا مع هذا السيد الجليل أعطته زيادة ودفعة في العمل مع انه كان يعاني من آثار المرض ولكنه ما أن يتشافى قليلا حتى يرجع إلى ميدان العمل السياسي والفكري من جديد

لقد كان رحمه الله تعالى مركز الرحى والفيصل الناصح بين إخوانه العراقيين في ظروف شائكة عاشها الشعب العراقي وهذا يشهد به القادة السياسيون على اختلاف توجهاتهم ولعل من أبرز تلك المواقف الوطنية النبيلة وقفته الجادة بوجه الحرب الطائفية التي خطط لها أعداء العراق من القاعدة وحلفاؤهم الأوغاد ومن خلال الإعمال الإرهابية التي استهدفت أبناء شعبنا الأبرياء وأمام مرأ ومسمع من العالم كله ولكن السيد الحكيم (رحمه الله) كان وسطا في ذلك بين الحفاظ على مبادئ الدين والوطن وبين أبعاد أبناء الشعب عن أتون حرب طائفية مقيتة ولكم أن ترجعوا إلى كلماته التي نطق بها بعد تفجير المرقد الشريف للإمامين العسكريين وعند زيارته إلى مدينة سامراء فقد كان لها الأثر الكبير في تهدئة النفوس وهذا هو دور القائد الحقيقي الذي يستطيع أن يتعامل مع الإحداث بهذه الروح الإنسانية النبيلة وهذا فارق واضح بينه وبين البعض الذي حاول أن يشعل نارا لا تنطفىء وهو يصرخ من تركيا أنا طائفي أنا طائفي ويكررها بلا حياء

لكم أن تفرقوا بين هؤلاء وبين شخص كالسيد الحكيم وهو يطالب بان يأخذ الشعب العراقي كله جميع حقوقه وان يكون شريكا حقيقيا في العملية السياسية القائمة وبين البعض الذي يريد أن يرجع العراق إلى مربعه المظلم حيث الرجل الواحد والسلطة الواحدة والحزب الواحد والقرار الواحد لقد لعب دورا كبيرا ومهما في كتابة الدستور على انه لابد أن يكتب بأيدٍ عراقية تتناغم مع متطلبات شعبنا وخصوصياته الدينية والاجتماعية والسياسية والمواقف كثيرة والمزايا وفيرة في شخص هذا السيد الجليل وعلينا أن نتعلم الدرس جيدا لكي نواصل الطريق في بناء بلدنا وعزة شعبنا وهنا لابد أن نقف عند الأطياف العراقية الوطنية بجملتها وهي تقدم التعازي إلى عائلة الفقيد والشعب العراقي والعالم الإسلامي وفي هذا لدليل على أن هذه القوى والشخصيات تجمع على شخص الحكيم رحمه الله تعالى ولما قدمه لدينه وشعبه وهكذا نحن في جماعة علماء العراق فرع الجنوب نتعامل مع كل المخلصين العراقيين الذين يبذلون أرواحهم وأوقاتهم لأجل العراق وشعبه بمسافة واحدة لا نفرق بين احد منهم نتألم ونحزن كلما فقد العراق رجلا من رجالته في وقت نحن بحاجة إلى كل شريف وغيور على بلده وشعبه وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

التعليق