عاجل:
مقالات 2009-05-10 03:00 705 0

عمار بن ياسر .. ودروس الصبر والاصرار

الحمد لله نرى كل يوم الضغوط على الاسلامين وعلى الدين العظيم تتزايد وحتى من قبل بعض الاسلاميين نفسهم.. ومن بين هذه الضغوط هي النكران او الاهمال المقصود

الحمد لله نرى كل يوم الضغوط على الاسلامين وعلى الدين العظيم تتزايد وحتى من قبل بعض الاسلاميين نفسهم.. ومن بين هذه الضغوط هي النكران او الاهمال المقصود والغير المقصور للارث الاسلامي والمتمثل بصاحبة رسول الله (ص) وعدم طرح سيرهم العطرة في كثير من المحافل الاعلامية .. لذا ارتئيت ان يكون هذا اليوم مقالي عن احد الصحابة بعدما مرت ذكرى وفاته دون ان ينتبه لها احد الا مارحم ربي انه غفور رحيم.. انه الصحابي العظيم عمار بن ياسر ..  ولد في مكة ونشأ فيها بين حلفائه بني مخزوم، قدم أباه ياسراً من اليمن إلى مكة مع أخويه مالك والحارث في طلب أخ رابع لهم، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم فزوجه أبو حذيفة أمته سمية بنت خياط فولدت له عماراً وعبد الله ومن هنا صار حليفاً لبني مخزوم". وقيل إن أبا حذيفة أعتقه فكان مولاه..."، وسرى هذا الحلف إلى ولديه عبد الله وعمّار، أما سميّة، فهي مولاة مملوكة لأبي حذيفة. وكانت ولادة عمّار في عام الفيل على نحو التقريب  ولم يكن أحد أقرب سناً إلى النبي(ص) منه.صاحب عمّار محمداً في شبابه، وكان أميناً على شؤونه الخاصة، ومؤتمن سره، وكان لا يألو جهداً في إرضائه، ووصل به الأمر إلى أن يكون الوسيط في زواجه من السيدة خديجة(ع).وواكب عمّار الرسول(ص) في دعوته منذ اللحظة الأولى التي دعا فيها إلى كلمة لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلى الإيمان بالله جلّ وعلا، وإلى التصديق بنبوته.وتنوعت أساليب قريش في صد النبي(ص)، بين الترغيب والترهيب، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل، فعمدت نهاية الأمر إلى استعمال القوة والعنف منزلة أبشع ألوان، التعذيب النفسي والجسدي باتباع محمد(ص) سيما الضعفاء منهم، "فوثبت" كل قبيلة على من فيها من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم، كعمار وأبويه ياسر وسمية، وبلال وحباب بن الأرث، وأبو فكيهة وغيرهم.ولم يقتصر الأمر على الرجال فقط، بل شمل النساء حتى العواجز منهن، فكانت سمية أم عمّار وهي أول شهيدة سقطت في الإسلام، وزنيّرة، ولبيبة، وكذلك أم عبيس، والنهدية وأضرابهن ممن واجهن المحنة في سبيل الإسلام.وقد نال عمار من تلك المعاناة الحصة الكبرى والحظ الأوفر، حيث لم يترك المشركون وسيلة من وسائل القهر والتعذيب إلاّ واستعملوها معه، فكانوا يسحبونه على الرمضاء المحرقة مجرداً من ثيابه، ثم يضعون صخرة كبيرة على صدره، فإن يئسوا منه لجأوا إلى تغريقه بالماء بغمس وجهه ورأسه حتى يختنق أو يشرف على الموت، فكان لا يدري بما يقول!.ويمر رسول الله(ص) بتلك الكوكبة من طلائع المسلمين وهم يواجهون المحنة، فيمسح جراحهم ويلملم أحزانهم معزياً ومسلياً وينظر الكل إليه بعين الأمل، فيرون فيه المنقذ، وينظر إليهم(ص) ثم يصافحهم مقوياً من عزائمهم شاداً على أيديهم، ولكن المشهد كان يختلف حينما يمر على عائلة ياسر فينظر إليهم برحمة وشفقة ثم ما يلبث أن يقول: "صبراً آل ياسر، فإن موعدكم الجنة"، ثم يقبل على عمار فيعزيه ويسليه، ويجهش عمّار بالبكاء وهو يبث إلى رسول الله همومه وأحزانه فيقول: "يا رسول الله، بلغ منّا العذاب كل مبلغ" فيقول(ص): "صبرا يا أبا اليقظان، اللهم لا تعذب أحداً من آل ياسر بالنار".ولشدة ما عذّب اضطر أخيراً إلى النيل من رسول الله(ص) وهو في حالة غيبوبة أو شبه غيبوبة، قال": شرُّ يا رسول الله، والله ما تركت حتى نلت منك يا رسول الله، وذكرت آلهتهم بخير"، قال: فكيف تجد قلبك"؟ قال: "مطمئن بالإيمان". قال: "فإن عادوا عُدْ". وفي ذلك نزلت الآية الكريمة(( إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)) .واشتدت قريش في محاربة المسلمين أملاً في فتنتهم عن دينهم، وكان ذلك على مرأى ومسمع من رسول الله(ص) فأمرهم بالهجرة إلى الحبشة، لأن "بها ملكاً لا يُظلم أحد عنده، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه".وهكذا خرج المسلمون قاصدين تلك الأرض مخافة الفتنة وفراراً إلى الله بدينهم، فلاحقتهم قريش ولكن سفينة كانت ترسو على الشاطئ نقلتهم إلى الحبشة وكانوا اثني عشر رجلاً من بينهم عمّار بن ياسر.وكان عمّار بن ياسر ممن شهد مع رسول الله (ص) بدراً وأبلى فيها بلاء حسناً كما ساهم في حرب "الخندق" وأبلى في ذلك اليوم بلاءً حسناً، بل "وشهد المشاهد كلها مع رسول الله(ص)" على أثر الاضطهادات التي لحقت بالمسلمين في مكة، شكل الانتقال منها إلى المدينة نقلة نوعية في حركة المسلمين نقلتهم إلى مرحلة الدولة، وكان هذا يفترض وضع الأسس لبناء تلك الدولة، فكان بناء المسجد الخطوة الأولى في هذا المجال، وكان عمار قد شارك في بنائه، وقد بارك الرسول(ص) عمله وجعل ينفض التراب عن رأس عمّار، ويقول:"ويحك يا عمّار تقتلك الفئة الباغية، تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار" وكان يرتجز وفي ذات يوم اشتكى عمّار من علة ألمت به فقال بعض القوم، ليموتن عمّار اليوم، فسمعهم رسول الله(ص) وكان بيده لبنة فنفضها من يده وقال: "ويحك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية".
.كما أنه شارك في حرب الردة مشاركة فعالة وقد شوهد وهو يحفز المسلمين على القتال من منطلق إيماني ويدعوهم إلى الثبات للفوز بالجنة.وفي صفين كان عمّار يمثل قطباً من أقطاب تلك الحرب، فكان بالإضافة إلى حملاته يشجع الأبطال ويحثهم على الجد في الحرب وعلى التقدم باللواء محاولاً كسب المعركة في أقرب وقت، وقد جاء في وصف نصر بن مزاحم لبعض مواقفه في هذه الموقعة المهولة "وخرجت الخيول إلى القتال واصطفت بعضها لبعض، وتزاحف الناس، وعلى عمّار درع بيضاء وهو يقول: "أيها الناس، الرواح إلى الجنة، فقاتل القوم قتالاً شديداً لم يسمع السامعون بمثله وكثرت القتلى حتى كان الرجل ليشد طنب فسطاطه بيد الرجل أو برجله".وفي يوم الجمل حاول عمّار أن يفض النزاع بالوسائل السلمية، فوقف بين الصفين فقال: "أيها الناس، ما أنصفتم نبيكم حين كففتم عقائلكم في الجذور، وأبرزتم عقيلته للسيوف". موضحاً أهداف التحرك المضاد،ولكن القوم رموه بالسهام ورأى أن لا سبيل إلى إيقاف الحرب عندها دعا إليها.وقد دنا عمّار من عائشة وهي على جمل في هودج، ونادى إلى ماذا تدعين؟ قالت: إلى الطلب بدم عثمان. فقال: قاتل الله في هذا اليوم الباغي والطالب بغير الحق، ثم قال: أيها لناس، إنكم لتعلمون أيّنا الممالئ في قتل عثمان".إن حرب الجمل بالرغم من شراستها وما تركت من مآس وآلام في نفوس المسلمين، تبقى المحنة الأمل والأهون بالقياس لما حدث بعدها من حروب، لا سيما حرب صفين التي استهدفت أكبر قوة بشرية وعسكرية ومادية على الساحة الإسلامية في ذلك الوقت، وأمضت فيها نزفاً وتمزيقاً.وقد كان لعمار في هذه الموقعة موقف ورأي، وكعادته كان يفضل الحلول السلمية، وهذا ما تجلى بقوله: "يا أمير المؤمنين، إن استطعت إلاّ تقيم يوماً واحداً فافعل من قبل استعار نار الفجرة، واجتماع رأيهم على الصدود والفرقة وادعهم إلى حظهم ورشدهم، فإن قبلوا سعداء وإن أبوا إلاّ حربنا، فوالله إن سفك دمائهم والجد في جهادهم لقربة عند الله وكرامة منه". فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.. فهؤلاء هم من تنزلت بهم الايات وكان يحبهم النبي ومن احبه النبي احبه الله افلا يستحقون منا كل هذا الاهتمام؟؟؟؟... وللحديث بقية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

التعليق