عاجل:
مقالات 2010-04-17 03:00 711 0

علاوي والولايات المتحدة والخيارات الصعبة

الذي حدث من نتائج في الانتخابات الاخيرة لايبتعد عن استحقاقات لاتمت لمصلحة العراق وشعبه بصلة فرضها الواقع البعيد

الذي حدث من نتائج في الانتخابات الاخيرة لايبتعد عن استحقاقات لاتمت لمصلحة العراق وشعبه بصلة فرضها الواقع البعيد عن مصالح شعبنا ومتغيرات مفروضة في المنطقة تجعل من الولايات المتحدة في حال احلاه مر وهي التي لولا ثقل المرجعية المباركة ولولا معرفتها الاكيدة بوزن الشارع المطيع لها والواقف رهن اشارتها لكانت قد حسمت الامر منذ زمن بعيد ولكان اياد علاوي على سدة الحكم كبديل للمقبور صدام وبديل مفضل امريكيا وعربيا وهو خيار كانت الولايات المتحدة قد اعتمدته ولكن جائت الامور على ارض الواقع على غير ماخطط له وفوجئ الامريكان وعملائهم بمانع صلب وغير متوقع منهم حينما اتخذت مرجعيتنا وشعبنا والقادة السياسيين  مذهب او قرار تفعيل وتطبيق التداول السلمي الديمقراطي الحقيقي  للسلطة وفق اسس الانتخاب الحر ولكن هل تستسلم امريكا وعملائها لواقع يضرب مصالحهم او يتقاطع معه او يضر بها ..؟؟

 

لايمكن للولايات المتحدة الامريكية ان تتقبل واقعا يتقاطع مع مصالحها خصوصا تلك المصالح الاستراتيجية الكبرى والعراق قلبها ولايمكن لنا الفصل بين مايجري بين الولايات المتحدة وايران ولنا في العراق كغالبية النصيب الاكبر من اذاه فايران تتحسس كثيرا من الوجود الامريكي في جوارها الافغاني والعراقي وفي الخليج والمحيط وتحاربه ورد فعلها هو ان تعرقل المشروع الامريكي في العراق كدفاع عن النفس تعتقده وفي ذات الوقت نجد ان الامريكان والعرب يعتبرون كل ماهو شيعي في العراق هو ايراني او موالي لايران وبالطبع هذا الامر وتاثيراته سيشمل بالطبع الكتل السياسية التي تمثل الغالبية الشيعية والتاثير من المؤكد انه يجب مواجهته بتخطيط دقيق وبهمة عالية وجهد متواصل وهذا التخطيط جرى وفق ثلاثة خطوط هامة :

 

اولا:  ان يتم اضعاف الشارع الشيعي القواعد والساسة وتفرقته قدر الامكان بضرب قواه بعضهم ببعض وتوهين قوتهم عبر دس العملاء والمفسدين في كل مفاصلهم وتم ذلك عبر اختراق كل الجهات بصور متفاوتة ولما يزل الاختراق مستمرا والسبب هو حاجة تلك الاحزاب لارقام  انتخابية تزيد ارصدتها وتناست ان النوع يعزز القوة وان الكم المصاب ببعض الامراض انما هو دس للفايروسات والفايروسات التي اخترقت الاحزاب ومؤسسات الدولة وكتلنا الوطنية الحقيقية هي عبارة عن كم من الحربائات والمنافقين والعملاء تندس في الجسد لتوهن القوة ولتضعف كامل الجسد وان لم تستطع شله توجعه وقد تستطيع شله ان استطاع الاختراق الاستفحال دون علاج  ومع الاسف انساقت بعض الاطراف الى حيث يريد عدوها ..

 

والامر الثاني : هو تخريب عمل أي حكومة يرأسها الشيعة عبر دس المخربين والمعطلين السياسيين في جسدها وتم لهم ذلك عبر فرض حكومة الوحدة الطينية السابقة تحت ذات الشعار الذي يرفعه اليوم علاوي وطارق المشهداني وكان وقتها يرفع بقيادة الوطنيون المفخخون الدليمي والعليان والمشهداني والمطلك والدايني والجنابي وغيرهم الكثير الكفيل بالتخريب وكما اسميتها منذ انطلاقتها وتوقعت ان تكون كذلك بائسة معطلة منتهية الى نهاية نتائجها مانراه اليوم في هذه المرحلة من المخطط  ولو رجعتم لارشيف ماكتبته وقتها ستجدون رايي بهذا الخصوص وقد جرت الامور وفق ماتوقعت نسخة طبق الاصل و جرى الامر وفق مايريدون ..

 

 والامر الثالث : هو الزج وبقوة بعملائهم من قطعان وحاضنات الارهاب وفق الية مبرمجة متدرجة لايشعر بها الا المتابع الدقيق وبدات بمصالحة الامريكان والبعثيين ومايسمى بالصحوات غير التي في الانبار وعقد هدنة بينهم برعاية العرب وتم الاتفاق على دخول حاضنات الارهاب البعثية في مجال الصحوات واعترف بترايوس من قبل بانه سيتخذ استراتجية خاصة مع البعثيين وقال انه اعتمد بذلك على نصيحة البريطانيين والذين نصحوه بالتصرف والحوار مع البعثيين كما فعلت بريطانيا مع الشين فين الجيش الجمهوري الايرلندي السري حيث اتفقت معهم على شراكة واشراك مقابل وقف اطلاق النار والعمليات العسكرية وكنت قد رددت على ذلك الامر وارسلت الخارجية الامريكية ردا على مقالي الغير متفق مع هذا الراي وقلت وقتها ان الشين فين ثوريون على حق والبعثيون مجرمون قتلة سفاحون مبيدون للجنس البشري على باطل ولايمكن مقارنتهم بالثوار في ايرلندا المحتلة من قبل بريطانيا ولم يعجب الامريكان احتجاجي وانا لايهمني بالطبع رضاهم ..

 

هناك امور كثيرة وتفاصيل جزئية حدثت وكل ما تتحرك وفقه الولايات المتحدة هو اختيار مفخخ وهنا اقول ان الامريكان يواجهون واقعا وخيار على الارض العراقية وفي المنطقة صعب للغاية فهي امام خيارين احلاهما مر اما ان تميل الى البعث كل الميل وهنا تنفتح امامها جبهة بل بركان غضب حممه حارقة وقد تكون قد اعلنت انتحارها امام ثورة متوقعة وشرسة وعنيدة ومجربة بمحاربة الطغيان وهم الغالبية التي لن تجد امامها شئ تخسره بعد ان ترى عودة البعث تجري بمعونة الامريكي الذي لم ينس الشعب العراقي المذبوح في الجنوب والوسط غدرته ابان انتفاضة شعبان وحرب الثمان سنوات المدعومة امريكيا وخليجيا وعربيا وعملية دعمهم لعودة الطاغية وبعثه وهو الذي كان قاب قوسين او ادنى من السقوط على يد شعبنا الثائر وهنا لن يكون الامر نزهة لا للبعثيين ولا للامريكان  ..

 

الامر الاخر ان تميل الولايات المتحدة الامريكية الى لغة العقل وتدعم العملية الديمقراطية بحق وان تتعامل مع العراق الجديد باحترام  ولكن هذا الخيار مستبعد باعتقادي الان لان الولايات المتحدة تربط شان الغالبية في العراق وجميع الامور فييه بانهاء الملف الايراني وانا اعتقد ان نتائج الانتخابات الاخيرة والمصنعة في اقبية ودهاليز التآمر الامريكي المبارك عربيا وخليجيا والمدعوم بالمال السعودي الاماراتي ماهي الا احد اطر العقوبات التي يعتقد هذا الحلف الامريكعروبي انها موجعة لايران لانهم يعتبرون الشيعة في كل مكان هم يد ضاربة لايران يجب قطعها او ايجاعها وبالطبع هؤلاء العرب لايهمهم مصير هذه الغالبية المظلومة  ولاتعنيهم الديمقراطية المضرة بحياتهم ومصيرهم بصلة لا بل يعنيهم شان واحد فيهم وهي عملية الابادة لهذا المكون مع الديمقراطية التي ينادي بها الاثنين بضربة واحدة لان في ذلك  بلسم لجروحهم وقروحهم وطافئة لنيران ساديتهم ..

 

هذه الخلطة التي ذكرت تحتاج الى عملاء للتنفيذ وعلاوي وطارق العلوي  ومن كان معهم كما يعتقد  الامريكان وعملائهم العرب هم خير من سينفذ هذه المهمة  وهم كانو مخطؤون بالطبع لان  اختيارهم كان من الهزال والضعف انه صعب تسويقه في الشارع العراقي الواعي للدسائس وماتخفيه الصور البراقة اولا وانه صعب تمريره ثانيا وانه صعب ابقائه في وضع قوي ثلاثا فالشعب تلك الورقة الرابحة ومن خلفه المرجعية القوة العظمى في المنطقة والعالم لهم الكلمة الفصل الاخيرة وان تم الامر وفق رؤية الانقلاب على العملية الديمقراطية وهنا لا اتكلم باسم المرجعية وانا تلميذا لما ازل صغيرا اتعلم في مدرستها ولكن المرجعية وشعب العراق لايقبلون الغدر بهذا الكم من المظلومين وحينما تستشعر ان هناك أي جهة لها يد غدر تمسك خنجرا لتطعن به شعبنا فهي ستتصدى لهذا الغدر ببسالتها المعهودة وهو امر بديهي لايحتاج الى حذاقة لمعرفته ..

 

اما اياد علاوي فانه وقع في فخ الاستخدام المتعدد كورقة استعملت من قبل عدة جهات وهي ورقة خاسرة منذ البداية ولكن الحاجة لها كانت ماسة لعدة اطراف واقول هو فقط وبعض من معه كطارق ورقة خاسرة وخسارتها ستكون شخصية لن تشمل كل القائمة التي ستنفرط تلقائيا بعد ايام لان هناك اختراق وطني حقيقي لها اولا ولان بين اطرافها من يجب ان يشرك في العملية السياسية وفق معطيات واليات الشراكة ولان الامر لن ينتهي عند نهاياته فمن عادة المجندين للعملاء انهم يهيئون عشرات البدائل المناسبة حينما تحترق ورقة هذا او ذاك فالبديل موجود وهذا هو مصير كل من يرهن نفسه وتاريخه لمصلحة اعداء شعبه ولايتحرك وفق ارادة مايعتقد ويؤمن به ابناء جلدته وهؤلاء يبقون في دائرة الاحتقار حتى في نظر من جندوهم واستخدموهم لانهم بائعين لاغلى مايملكه الانسان وخطأ علاوي انه تصور انه الزعيم الاوحد وان النرجسية هي من ستوصله الى مايريد متناسيا ان شعبنا يريد من يعيش معاناته ويتحسس آهاته ويتنازل عن طاووسيته ويعرف انه الخادم المطيع والشعب هو المخدوم  الامر الناهي ونسي اياد علاوي ان هناك ثمة من يحمل ذات النرجسية والطموح التحق بقائمته لا التحاق مبني على اسس الوطنية الرصينة بل على ذات الاساس الذي استخدم فيه علاوي ويحمل ذات مواصفته المتناقضة ونسي او تناسى اياد علاوي ان هناك عدة الغام امامه في طريقه الى السلطة ليس اقلها قضية النجيفي مع الكورد وما تحرك به علاوي مع ارشد زيباري بمعونة المخابرات المصرية لاحداث انقلاب في الاقليم الكوردستاني قبرته القيادة الكوردية في مهده ولم تستقبل اياد علاوي الا بعد اعتذارات وتوسلات ولم يذهب اليهم للاعتذار الا برفقة وسطاء واهمهم الامريكان وجاء الخطأ القاتل لطارق المشهداني حينما قال وفق مايعرفه من اسس الوطنية التي هي على مقاسته لوحده وقال ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون عربيا ولم يقل يجب ان يكون عراقيا ونسي ان الكورد عراقيون فاستفزهم الامر وغالبية العراقيين فاتحدوا واتحدنا معهم  بالرد وقلنا يجب ان يكون الرئيس عراقيا أي كان معتقده او قوميته لان الوطن العراقي منوع واتفق الجميع ان مام جلال خير من يتسنم هذا الموقع وكلا كبيرة لطارق فضاعت اماله وطموحاته ووقعت قائمة الاعتلال العروبي في مازق محرج لاينتهي الا بازاحة طارق من كل القائمة في الوقت الحرج وهذا سيتسبب بمشكلة كبيرة لان الامر ان طرد ارضاء للكورد لكي يتحالفوا معهم سيفسر انه انشقاق وتشرذم في القائمة وهذا مالايرغبون باثارته في هذا الوقت الصعب بالنسبة لهم فكان ان فرضت تصريحات طارق امرا واقعا اخر لايستطيعون امامه فعل شئ وهو ان الكورد وبقية القوى التي يحتاجها اياد علاوي لتشكيل الحكومة انما هي لن تدخل في تحالفات مع علاوي الا على اساس هام ان رئاسة الوزراء والجمهورية لن تبتعد عن استحقاق الكورد والغالبية المعروفة للاعمى والبصير وللاصم والابكم وهذا من الاستحالة قبوله من قبل نرجسية اياد ولم يبق سوى مجلس النواب واياد علاوي خبرناه من قبل لديه حساسية من المجلس وكراسيه ويستنكف منه ويعتبره دون مستواه وحتى برئاسته لايقبل لانه وفق رؤيته الديمقراطية النرجسية الاستعلائية يعتقد ان تمثيل الشعب عبر ارقى مؤسسة تشريعية هامة في البلاد والنظم الديمقراطية امر دون المستوى ولايشرفه وطارق كذلك وقلتها يوم كتبت انا فرح للغاية بفوز اياد علاوي ان الامر سيؤول الى ان علاوي وطارق سيبحثون عن منصب مدير عام فلايجدوه وفق مارايته من صورة واقعية للواقع العراقي واليوم تجري الامور وفق تلك الرؤية الدقيقة  او هي قاب قوسين اوادنى للتحقق ..

 

لن اطيل وكل شئ واضح ولدينا الان خلطة خائبة لايمكن لها الاستمرار والبقاء وفي السياسية كل شئ ممكن والولايات المتحدة ممكن ان تبيع علاوي وجوقته وال سعود ومصر وكل حلقة ضعيفة من عملائها بصفقة واحدة مقابل شروط مفروضة عليها من قبل اللاعب الاقوى في المنطقة او عندما يتفق القطبين الاقوى في المنطقة والعالم وايضا يمكن للاعب العراقي الاقوى في العراق .. المرجعية + الشعب المطيع والجاهز رهن اشارتها ان يغيروا من قواعد اللعبة في الواقع وارضهم وخيرات العراق تحت ارجلهم وهو ماتحسب له الولايات المتحدة مليون لا بل ترليون حساب ولذلك فهي وضعت الارقام النتائجية المرنة والمطاطة الاخيرة للانتخابات وفق سياسية تقول ان من خلال تلك الارقام استطيع اللعب على أي حبل اريد ووفق أي خطة طارئة فباسم الديمقراطية فمثلا ممكن ان تتراجع وترضخ لواقع تشكيل حكومة اغلبية برلمانية ليس فيها علاوي وطارق وفيها اطراف هادئة من القائمة العراقية وهناك ارقام ممكن تطويعها بالضد من ذلك وهناك وهناك وكل شئ في السياسة ممكن لديها خيار دعم علاوي بحجة انه فاز في النتائج رغم هزالها وهناك خيارات اخرى ولكن جميع خيارات الولايات المتحدة وعلاوي ستصطدم بواقع مرير هو العراق وشعبه الجبار وهو الرقم الاصعب في المعادلة لا ولن يستطيع احد اركاعه حتى لو بقي منه واحد على الارض وعلى الجميع الهدوءوالعودة الى الصواب وان تحالف الائتلافان فهم بالامس كانو واحد واليوم واحد اضيف اليه اشراف انفسنا الاخرين ومعهم الرقم الكوردي وكل هؤلاء هم الوطنية العراقية الحقة وكل من يقول غير ذلك عليه ان يراجع اقرب طبيب نفسي وان يتناول جرعة مهدئات لكي لايفقد بقية عقله وصوابه .

التعليق