عاجل:
مقالات 2015-10-22 03:00 362 0

عاشوراء فرصة جلد الذات بسوط الضمير

تمر على المسلمين في كل بقاع العالم ذكرى سنوية مؤلمة، تحتل مكانها في صدارة الاحداث لتاريخ العرب والمسلمين، تتحدث عن مقتل بن بنت الرسول الاكرم، مما جعلها مقدسة عند أتباع

تمر على المسلمين في كل بقاع العالم ذكرى سنوية مؤلمة، تحتل مكانها في صدارة الاحداث لتاريخ العرب والمسلمين، تتحدث عن مقتل بن بنت الرسول الاكرم، مما جعلها مقدسة عند أتباع أهل البيت، ومرفوضة عند من يناوءهم ويناصبهم العداء. 
هذه الذكرى لها طقوس وشعائر، تحدث جدلا واسعا بين المسلمين، فبين مؤيد لها، ويمارسها بجنون، ولايمكنه التخلي عنها، وبين من ينظر لها بعين الكفر وبعصبية مقيتة، تجعل منه بهيمة يفجر نفسه في سبيل قتل من يتبناها، وهذا ما يحصل في ايام محرم من كل عام، في أغلب الدول التي تمارسها. 
ايام شهر محرم زاخرة بالحركة الدينية والمجتمعية، وفيها نشاط غير طبيعي للناس، ينسى أكثرهم مشاكله مع الآخرين، ومصاعبه في الحياة، وقد ينسى أمراضه، فالشعائر الحسينية نعمة كبيرة بالنسبة له، لا يعرف فوائدها الا من يمارسها، وهي في تزايد مستمر، وتقتحم عاما بعد اخر المجتمعات الإسلامية في كل دول العالم، وبقاراته المختلفة. 
الشعائر الحسينية واقع يعيشه بلدنا، ويمارسه مجتمعنا بشغف وحب قل نظيره، بحيث يصبح المجتمع كتلة واحدة، ويعيش حالة عجيبة من التكافل الاجتماعي والعطاء اللامحدود، ومع ذلك هناك من ينتقد هذه الشعائر، لكن بشكل معتدل ليس كسابقه المتعصب، ويهجوا من يمارس اللطم والزنجيل والتطببر، عازيا ذلك لإيذاء النفس، مع أنه لم تسجل حالة إعاقة أو وفاة واحدة من جراء ذلك.
التأسي بحال أهل البيت، من جراء ما حصل لهم من قتل وسبي، عمل حسن وليس مستهجن، عند أغلب المسلمين، ماعدا داعش واباءها وامهاتها من الوهابية والقاعدة، وهذا أمر طبيعي، نظراً لما نراه من اعمال وحشية، مورست بحق الابرياء والمدنيين من قبل داعش ومن يتبعها من أمراء النفط، وشيوخ التكفير.
فوائد الشعائر المنظورة كثيره للمجتمع، لكننا نريد أن نضيف اليها فائدة أخرى، هذه المرة ليست للمجتمع، وإنما لمن يتحكمون بمصير هذا المجتمع والشعب المغلوب على أمره، من مسؤولين وسياسيين متحكمين، والسبب لانهم جزء من المجتمع، وكذلك فهم مؤيدون لممارسة هذه الشعائر، بغثها وسمينها، فمن جرب أن عارضها سابقا، ندم وأستغفر وأصبح مؤيدا لها، برغم علمانيته في الحكم، وخلفيته الإسلامية.
لاضير أن نرى أحدهم، يجلد نفسه بالسلاسل، وبعنف في أحد المواكب الحسينية وأمام الناس، ليكفر عن سيئاته السابقة، أو ينزل السيف على رأسه تأسيا بالحسين عليه السلام،كما يفعل الاطفال مثلاً، أو حتى يمرغ جسمه بالطين، وأنفه بالتراب، كما يفعل البسطاء، ويبتعد عن انفته ولو في شهر محرم الحرام فقط. 
اذن محرم الحرام وعاشوراء الإمام الحسين، فرصة عظيمة لمن يبحث عن الغفران من المسؤولين، ممن أساءوا أو سرقوا أو قصروا في تنفيذ واجباتهم، تجاه هذا الشعب المظلوم، وهي فرصة لجلد الذات، بسوط الضمير الذي قد يكون حياً، لكنه فاقد للوعي في الفترات السابقة.

التعليق