عاجل:
مقالات 2010-08-19 03:00 657 0

شكلوا الحكومة وأتركوا صراعاتكم

إتركوا الشخصية وأنتخبوا إدارة صالحة : إن أسؤأ مرحلة تمر بها الأحزاب العراقية هي حالة الصراع السياسي والحزبي،

إتركوا الشخصية وأنتخبوا إدارة صالحة : إن أسؤأ مرحلة تمر بها الأحزاب العراقية هي حالة الصراع السياسي والحزبي، وحالات الشك المزمن وعمليات الإسقاط المتبادلة وتراشق التُهَم في الوقت الذي تجد الحيرة في فكر المواطن العادي الذي كان يتوسم وقت الإنتخابات بداية لمرحلة جديدة من الإستحقاق الإنتخابي تبرهن على أن العملية الديمقراطية تعيش مرحلة من مراحل النمو والتطور نحو الإستقرار وإلاستقلال ونحو السيادة الكاملة والطريق الى التخلص من أزمة الخدمات، والكل ينتظر أن يعم السلام والعدل فالشعب لازال يدفع ثمن التغيير الأعرج الذي كان خياراً مراً إذ لم تُتَح فرصة حقيقية لإسقاط نظام الغراب الأسود والوحوش البرية التابعة للنظام السابق فاستبدل الغراب بإبن آوى والثعلب كما أستبدلت الوحوش بنعاج سهلة الذبح وقى الله المؤمنين شر ذلك اليوم الذي ليس فيه منجٍ إلاّ الله وحاشى الفئة المخلصة وهي قليلة.

وتشهد الساحة السياسية والمسرح السياسي العراقي تدخلاً سافراً من قبل دول الجوار التي لايروق لها إلاّ التصارع فوق جثث الأبرياء من أبناء شعبنا المسكين حتى وصل الغدر بشرطي المرور والكناس والزبال وعامل البناء في المسطر.

وهاهي الدول الكبرى مجتمعة تلعب لعبة جر الحبل والإستغماية وطفرات التوكي والبلبل حاح والختيلة والجميدة وسائر اللعب الأخرى والتي يطلق عليها بالمصطلح الحديث ( الكَيم ) وهي تتفرج على لحوم العراقيين المقطعة كل يوم في مناطق الباب الشرقي والكاظمية والأعظمية وفي كربلاء والبصرة والموصل والرمادي وسائر المدن العراقية الأخرى، وكأنما عجز الساسة الكبار قادة العالم عن حل المشكلة الأمنية، وعجز معهم قادة الدول العربية العظمى وصويحباتها من دول عربية وإسلامية أخرى.

والأعجب من ذلك أن جيوش الدول العظمى وعساكر أهل العراق ورجال أمن الشعوب المجاورة عاجزة ومشلولة أمام سر الإرهاب الذي يعلمه الله ويعلمه الناس لكن ليس لهم فيها حول ولاقوة إلاّ بالله.

وكم من لهوٍ طلَّ علينا من عوامل اللهو السياسي بِدْأً من الإتفاقية الستراتيجية الأمنية وعملية سحب القوات ويكأن هناك حرب عالمية مقدسة تجري على أرض العراق وفي بغداد .

كما لم يصل اللاعبون في لعبة الأمن الإقليمي الى نتيجة للتراضي عن تسمية سياسية للعلاقة بين العراق وإيران في المعادلة الإقليمية، ونحن ننتظر أن تتحسن العلاقة بين إيران والغرب كي نريح ونستريح إذ لازالت الجهود غير كافية لوضع نهاية حاسمة لهذا الخلاف المستعصي.

لقد شهد الملف الأمني تدخلات دولية وإقليمية كثيرة منها إدارة السجون والمعتقلات بأيدي غير عراقية، وكان من أكبر الأخطاء التي إرتكبتها تلك الإدارات إطلاق سراح إرهابيين عادوا لينفذوا جرائم جديدة، ولم يسلم حتى القضاء من تدخلات مختلفة داخلية وخارجية لعبت بالملك لاهثة ومشت وراء الأهواء راكضة.

كما أن من أعظم الأخطاء التي أرتكبها السياسيون هو تنازعهم على السلطة وفشلهم في تشكيل حكومة مقبولة وهذا يدل على فشل التربية الحزبية الداخلية في صفوف أعضاء تلك الأحزاب وهذا الأمر يستوجب إعادة النظر في هيكليتها لعمل لتنظيف صفوفها من العناصر غير اللائقة وهي ضرورة تاريخية لهذه المرحلة.

إن وجود غثاء تنظيمي غير مؤهل وطارئ على الحياة الحزبية سيؤدي بالنتيجة الى الفشل والسقوط في نظر الجماهير وستهبط هذه الأحزاب في مهوى التقزم إن عاجلاً أو آجلا فلايجوز للحزب أن يكون جسراً أو ممراً سهلاً للإنتهازيين على حساب مستقبل الشعوب وحياتها وأمنها.

إن العناصر الدخيلة داخل صفوف الحزب والتي لاتُقَّدِر قيم الإخاء الحزبي والتعاون على أساس المواطنة الصالحة مع الآخرين خارج الحزب وعلى أسس من الوطنية الصالحة فإنها بطبيعة الحال ستولّد حالة من العداء والإستعداء في صفوف السياسيين وبين منظوماتهم الحزبية وعلى القيادات الشريفة أن تعي خطورة المرحلة وتترك هذه الصراعات من أجل مصلحة الوطن.

نحن نحتاج الى صرخة في وجوه السياسيين توقظهم من سباتهم وعلينا حثهم بضرورة توفير عناصر صالحة تُحْدِث طفرة في العلاقات العامة وتساعد في حل الأزمات وعليهم أن يعملوا وكأنهم في حزب واحد أو فريق وطني واحد كما في تشكيل ( الفريق الوطني ) للألعاب في لعبة كرة القدم التي يضم عناصر من عدة فرق متنافسة، وهذا الأمر يحتاج الى ثقافة جديدة هي ثقافة نبذ الصراعات الثانوية وتجيد حلقاتها المغلقة.

إن بلداً كالعراق يعيش اليوم إرهاباً نوعياً يحتاج الى تغيير نوعي في إدارة الملف الأمني وهذا يتوقف على الإسراع بتشكيل الحكومة وهي رغبة الجماهير الشعبية ورغبة المرجعية الرشيدة في العراق وعلى رأسها سماحة المرجع الديني الكبير السيد السيستاني أدام الله ظله الشريف وهو الذي يشكل النور والبلسم في لحظات العراق الحرجة التي تمر بها البلاد.

وأما الفشل الآني في تشكيل الحكومة في هذه الشهور الأخيرة التي أعقبت الإنتخابات فهو لايعني بالنسبة لنا هزيمة لكنه يمثل أحد مراحل الإنتصار شرط إنجاز مهمة التشكيل وعدم تاخيرها أكثر مما ينبغي وترك الصراعات الجانبية الى غير رجعة ولايتحقق ذلك إلاّ بنكران الذات وإبداء مشاعر الأخوة الصادقة وتغليب مصالح البلد العليا.

كما إن من أولى مهمات المرحلة الجديدة بعد تشكيل الحكومة هي صياغة العقل الأمني الذي يحكم العراق ليكون أكثر قدرة لملئ الفراغ الأمني الذي تشهده البلاد بين حين وآخر ولابد من تحديد مواصفات خاصة لرجال الأمن تتوفر فيهم النزعة الوطنية، والأمانة والإخلاص، والمهنية والقوة، والسرية والسرعة في إنجاز المهمات.

وأخيراً نؤكد على ماأكدت عليه المرجعية الرشيدة وماأبدته من الحرص على إحترام الإستحقاق الإنتخابي واحترام المواد الدستورية وضرورة الإلتزام بها، كما نشير الى إن الوضع الراهن الذي يمر به العراق لايسمح بإعادة الإنتخابات مرة أخرى وفي المقابل لابد من ترك الصراع السياسي والعمل على تجميده من أجل مصلحة البلاد العليا وفي ذلك ضمان لحقوق الشعب وإرادته الحرة.

تذكرة
قال تعالى: " تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لايعقلون ".
وتذكير
قال الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " أيها الناس المجتمعة أبدانهم، المختلفة أهواؤهم، مابالكم؟ ماداؤكم، ما دواؤكم؟ ماطبكم؟ القوم رجال أمثالكم أقَوْلاً بغيرِ علمٍ! وغفلة من غير ورع! وطمعاً في غير حق ".

وفق الله العاملين المخلصين وهداهم الى رشدهم وجعل الحكمة في قلوبهم والنور في أبصارهم ونسال الله أن يحقن دماء شعبنا ويجنبنا المكروه إنه سميع مجيب.

عاش العراق وعاش شعبنا الكريم في ظل أجواء السلم والعدل والسعادة والأخوة والصفاء والهناء

التعليق