عاجل:
مقالات 2010-07-20 03:00 805 0

شجاعة إيران ... وإنصاف داوود البصري

المتابع المنصف للتحركات العربية وسياسة الانبطاح التي تمارسها دول العرب مقابل العنف الذي يستخدمه أبناء عمومتهم

المتابع المنصف للتحركات العربية وسياسة الانبطاح التي تمارسها دول العرب مقابل العنف الذي يستخدمه أبناء عمومتهم من الإسرائيليين ،لا يجد إلا عهرا سياسيا واضح المعالم وبكل تفاصيل العهر الذي تمارسه بائعات الهوى في ارخص الأحياء المتخصصة بهذه الصناعة (السياحية) التي توارثها العرب من جداتهم صويحبات الرايات في أحياء مكة وحواضر العرب الأخرى .

ففي اللحظة التي تختنق بها الدولة العبرية وتحرج سياسيا للإفراط في استخدام القوة التي واجهت بها قوافل الحرية المنطلقة من دول مختلفة من العالم لفك الحصار عن قطاع غزة ،نجد رجالات العرب تتسارع لنجدة إسرائيل والوقوف بجنبها وتحريرها من تبعات المسؤولية الإنسانية في غزة وغيرها من المدن الفلسطينية ،فكان قرار العرب هو رفع الحصار عن غزة من الجانب المصري ،نعم إن رفع الحصار هو مطلب كل من له ذرة من الضمير ولكن هذا الإجراء وفي هذا الوقت بالذات يعني سحب البساط من تحت أقدام القوافل الإنسانية المتجهة إلى غزة وتفريغ الذرائع من محتواها تلك التي يتمسك بها دعاة الحرية المتجهين لنصرة الشعب الأعزل في فلسطين .

أين كانت مصر عندما كان أهل غزة يتضورون جوعا ؟ لماذا لم ترفع الحصار عنهم ؟ والسؤال الأهم هو لماذا هذا الحصار يا مصر العروبة وقلعتها الشماء على إخوانكم الذين لا يملكون منفذا غير بوابتهم على سيناء ؟

كلما أشاهد المعانات الفلسطينية بسبب الحصار الإسرائيلي – المصري أتذكر ذلك الحصار اللعين الذي فرضته أمريكا على الشعب العراقي إبان حكم النظام ألبعثي البائد وأتذكر أيضا التزام العرب في تنفيذ بنود ذلك الحصار بكل تفاصيله وبالمقابل نرى المنافذ الحدودية التي فتحتها إيران على مصراعيها أمام الشعب العراقي ليحمل كل احتياجاته من البضائع التي كفلت للعراقي كرامته في تحد تخاذلت دول الأعراب أن تتخذه في مواجهة الحصار الذي كان يهدف بالأساس إلى شل قدرات الأمة العراقية وإضعافها في مواجهة الدكتاتورية  .

لازالت فواتير الأدوية والمستلزمات الطبية التي قامت إيران بإرسالها إلى العراق من عام 1992 إلى عام 1997 والتي أعفت العراق عن تسديد أثمانها لاحقا موجودة في خزانة الوثائق العراقية في ملف تحت رقم 116/27 لمن يريد الإطلاع عليها ،ولما سُمح للعراق باستيراد احتياجاته بموجب اتفاقية النفط مقابل الغذاء ،أول دوله حرمها العراق من تلك العقود هي إيران وبالمقابل فتح الأسواق العراقية أمام البضائع المصرية والأردنية والسعودية .

ففي الوقت الذي (كسر الحصار) يعرض الدول إلى المسائلة الدولية ،لم تلتفت إيران إلى مصالحها من اجل هدف أسمى وهو إغاثة الشعب العراقي ،ولم تقف اليد الإيرانية الكريمة عند هذا الحد بل كانت تعانق العراقيين الهاربين من بطش النظام وتسمح لهم بالعيش والعمل في كل مدن الجمهورية الإسلامية .

واحدة من نعم الله على العراقيين أن جعل لهم جارا كريما يطعمهم عندما يجوعون ويكرمهم عندما يفرون ، فيا لهفي على غزة وأطفالها من ينصرهم ويعينهم على تحمل حصارات الأعراب وأبناء عمومتهم من الإسرائيليين .

كنت أتمنى من سفن الحرية أن توجه بوصلتها إلى الإسكندرية قبل توجهها إلى غزة لتعلن هناك معارضتها للحصار الذي تفرضه مصر على الفلسطينيين لنرى ما يفعله (الكدعان) وكيف ستكون ضيافتهم، كنت أتمنى من الكاتب العراقي العزيز داوود البصري أن يتحفنا بمقال يبين فيه الهزيمة والجبن العربي أمام إسرائيل لا أن يشوه لنا معالم الانتصار الإيراني أمام العالم الذي لم يدع طريقا إلا وسلكه لتقويض الدولة الإيرانية التي أثبتت أنها أقوى من العرب وأكرم منهم بل اعقل منهم جميعا ومتفرقين .

يا أستاذنا العزيز داوود البصري المثل العراقي يقول ( شلك على ابن الناس غير مروته ) ارجوا أن تعيد لقلمك العزيز علينا جميعا الإنصاف والخبرة والتحليل المنطقي الذي تعودنا أن نقرأه في كل مقالاتك السابقة ولا أخفيك ،لقد صدمت لمقالك الأخير ( الجبن الإيراني .....) حتى إني أعدت النظر إلى اسم كاتب المقال لعلي أخطأت في قراءته .

أي جبن ذلك الذي تتحدث عنه وهم يقودون الملف النووي من تحد إلى تحد أخر اكبر منه حتى صاروا يفرضون الشروط للدخول في مفاوضات أخرى مع الاتحاد الأوربي  وأي هزيمة تلك التي تتحدث عنها والإيرانيين أصبحوا اللاعب الرئيس في الساحة وليس لهم جنديا واحدا على الأرض العراقية كيف تقنعنا بتخاذل إيراني وحقل الفكة النفطي (تحتله) في خمسه وخمسين دقيقة أمام أنظار أعظم دولة على وجه الأرض عدة وعددا ؟؟

ماذا ستفعل سفينة إيرانية تبحر إلى غزة ؟ هل سيتدخل الملك الأردني لإطلاق سراح طاقمها ؟ أم تريدهم أن يصبحوا لقمة سائغة لمبادلة شاليط وآراد وغيرهم ممن اٌسروا وسقطوا بفضل المال والسلاح الإيراني ؟

فرق كبير أن تبحر سفن الحرية من دول صديقة لإسرائيل عن تلك التي تبحر من دول معادية لها وحتما سيكون موقف الأصدقاء محرجا لإسرائيل في حين إنها لن تتوانى عن حرق السفن الإيرانية بدعوى أنهم غزاة وإرهابيين ومن ثم لا ناصر عربي ولا حتى قلم بصريّ يدافع عن سفن الحرية (المجوسية ) .

دعك عن إيران ياستاذنا العزيز داوود وانظر لنا عن سفن السعودية ومصر والإمارات أم أن الشيب قد زحف على عينيك الكريمتين فصرت لا ترى وبقي سمعك يلتقط ما تبثه فضائيات العهر العربي فتكرره علينا في سابقة خطيرة ينحرف بها قلمك الأصيل عن مساره في قوة التحليل ورصانة الكلام  ؟!

التعليق

آخر الاخبار