عاجل:
مقالات 2009-09-14 03:00 696 0

سيدي ياأبا الحسن ياأمير الشهادة والتقى واللاغة والأباء

ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. 69-النساء.

بسم الله الرحمن الرحيم

ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. 69-النساء.
من أين أبدأ سيدي ياأمير المؤمنين .. أيها الزاهد التقي النقي الأبي .. ياصاحب المحجة البيضاء وياأمير التقى والبلاغة والأباء ويانبض الأمة الأسلامية البهي السنا والعطاء بعد رسول الأنسانية محمد ص حبيبك وأخوك وصفيك . ياسيد المسلمين .. ياعلم الهدى ..وأمام المتقين .. وقائد الغر المحجلين . ياوزير ونجي وصفي رسول رب العالمين سيد البشرية محمد بن عبد الله ا لصادق الأمين ص .أيها البحر المتلاطم من القيم والفضائل البهية الساطعة أبدا في سماء الأسلام ألى أن يرث الله الأرض ومن عليها من عباده المخلصين .
سيدي أيها الكرار غير الفرار. ياحامل سيف ذي الفقار في كل معارك الأسلام الفاصلة ياشهيد الخلق النبوي الأصيل الذي لن تزعزعه العواصف الهوجاء.. وحقد ثعابين الضلالة والنفاق والرياء.. أنت مدرسة كبرى .. ومعين أزلي للفكر الأسلامي المتألق .. ورائد في مناصرة المظلومين والمضطهدين والمستضعفين قبل أن تولد منظمات حقوق الأنسان بقرون .. يارائد العدالة ويارمز الحق . ويانبراس الأيمان .. وياعلم الطهر.
كثيرة هي ياسيدي ياأبا الحسن الزكي شهادات نبي الرحمة ورسول العالمين ص بحقك وأول تلك الشهادات ( علي مع القرآن والقرآن مع علي ) كيف لا وأنت الذي اهتديت بالقرآن حال سماعك أول آية من سوره البينات الواضحات من فم حبيبك الطاهر محمد ص فصار النور المتلألئ في فكرك وقلبك ووجدانك .. وتمشت آياته في دمائك الطاهرة النقية فأصبحت فعلا وحقا الناطق به في كل لحظة من لحظات حياتك فعبرت ببلاغتك المعهودة عنه في نهج بلاغتك لتقول : ( كتاب الله نور لاتطفأ مصابيحه . وسراج لايخبو توقده .. وبحر لايدرك قعره . ومنهاج لايضل نهجه . وشعاع لايظلم ضوؤه . وفرقان لايخمد برهانه .وبيان لاتهدم أركانه . وشفاء لاتخشى أسقامه .. هو معدن الأيمان وبحبوحته . وينابيع العلم وبحوره . ورياض العدل وغدرانه . جعله الله ريا لعطش العلماء .. وربيعا لقلوب الفقهاء ومحاج لطرق الصلحاء . ودواء ليس بعده دواء.) نهج البلاغة ص 398 . ألى آخر هذا الكلام البليغ المتفرد الذي يأسر القلوب والأرواح في عمقه وثرائه وفهمه الواسع لآياته البينات.
وهذا لواؤك شاهد وسيف ذي الفقار شاهد مع النبي المصطفى ص في كل معارك المسلمين الفاصلة في بدر والأحزاب وخيبر وذات السلاسل وحنين وغيرها من تلك المعارك التي فرضها دعاة الكفر برفضهم للدين الذي سعى لأنقاذهم من الظلم والظلام فكانت الفرقان بين الحق والباطل . وفي تلك الساعة التي واجهت فيها أشجع فوارس المشركين والذي هو عمرو بن عبد ود العامري بعد أن جبن الآخرون عن مواجهته في معركة الخندق التي سميت بالأحزاب فقال فيك رسول الله ص قولته المشهودة أمام المسلمين ( لقد برز الأيمان كله ألى الشرك كله ) وعندما قطعت رأس ذلك المشرك العاتي قال ص ( ضربة على يوم الخندق تعدل عمل الثقلين يوم القيامه) .
وهذا علي الحق صاحب خيبر
وصاحب بدر يوم سالت كتائبه
وكيف ينسى ذلك اليوم المشهود الذي قال فيك رسول الله صً في غدير خم بعد أن رفع يدك حتى بان بياض أبطه أمام جموع المسلمين المحتشدة ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه . اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ) فتنادى أليك الجميع ليهنئوك ويقولوا بخ بخ لك ياابن أبي طالب اليوم أصبحت مولى كل مسلم ومسلمة . وهذه كتب التأريخ وهذه مئات المصادر الأسلامية مفتوحة لمن يبحث عن الحقيقه.
أولست الذي باهل فيك رسول الله ص مع ولديك الأمامين الحسن والحسين ع وزوجك البتول فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ع نصارى نجران فنزلت الآية الكريمة : بسم الله الرحمن الرحيم ( فمن حاجك من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندعو أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين . ) الآية 61- آل عمران . ألم يناديك الرسول ص ( ياعلي أنا وأنت أبوا هذه الأمه ) ألم يخاطبك ص ( ياعلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لانبي من بعدي . ) فقال فيك أحدهم :
وصي النبي المصطفى وابن عمه
فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه . ألم يقل فيك رسول الأنسانية ص : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها . ) ألم يقل فيك ص ( ياعلي لايحبك ألا مؤمن ولا يبغضك ألا منافق . ) ويوم قال ص لعمار بن ياسر: ( ياعمار أن رأيت عليا سلك واديا وسلك الناس واديا غيره فاسلك مع علي ودع الناس . أنه لن يدلك على ردى .ولن يخرجك من هدى .) كنز العمال ج 11 ص 612 فتمسك عمار بالوصية واستشهد بين يديك ياسيدي ياأمير المؤمنين ياعلي علي بن أبي طالب ع في معركة صفين على أيدي الفئة الباغية التي ذكرها رسول الله ص لعمار حين قال له ص ( ياعمار ستقتلك الفئة الباغية ) وأحاديث النبي الأمي ص كثيرة وكثيرة بحقك ولو سطرتها بمصادرها لآحتاجت ألى مئات الصفحات وكل تلك الشهادات والأقوال كانت بأمر من الله ( وما ينطق عن الهوى أن هو ألا وحي يوحى علمه شديد القوى ). كيف لا وأنت الذي نشأت وترعرعت في ظل أخلاق المصطفى ص السماوية السامية . ونهلت من ينابيع مودته وحنانه ورباك ص وفق ماأمره ربه العظيم وقد عبرت عن تلك التربية الأخلاقية العظمى في خطبتك المعروفة بالقاصعة يوم قلت : ( وقد علمتم موضعي من رسول الله ص بالقرابة القريبة . والمنزلة الخصيصة . ووضعني في حجره وأنا ولد . يضمني ألى صدره . ويكنفني في فراشه . ويمسني جسده . ويشمني عرفه . وكان يمضغ الشيئ ثم يلقمني أياه . وما وجد لي كذبة في قول . ولا خطلة في فعل . . وكنت أتبعه أتباع الفصيل ( أي ولد الناقه ) أثر أمه . يرفع لي كل يوم من أخلاقه علما ( أي فضلا ظاهرا ). ويأمرني بالأقتداء به . ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء . فأراه ولا يراه غيري . ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الأسلام غير رسول الله ص وخديجة وأنا ثالثهما . أرى نور الوحي والرسالة . وأشم ريح النبوة . ولقد سمعت رئة الشيطان ( أي صوته ) حين نزل الوحي عليه ص فقلت يارسول الله ماهذه الرئة ؟فقال : هذا الشيطان آيس من عبادته . أنك تسمع ماأسمع . وترى ماأرى . ألا أنك لست بنبي . ولكنك وزير . وأنك لعلى خير . ) شرح نهج البلاغة . الخطبة 234.
هذا هو خلقك القرآني النبوي الذي لاينفذ أليه الباطل مهما عتمت النفوس المريضة والأقلام المنحرفة من ضلالات وتجنيات وأنكار للحقائق الساطعة .
لقد كنت ياوالد السبطين وياأبا الأحرار عابدا لربك عبادة الأحرار الذين لاتثيرهم نوازع الشك ولا تزعزعهم أعتى العواصف . كنت راسخا ثابتا في عبادتك لربك وطاعتك لرسوله الأمين ً ص فتكاملت بك وتكاملت بها . وتألقت بك وتألقت بها . كيف لا وأنت القائل : ( أن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار . وأن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد . وأن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار. )نهج البلاغة ص 237 . وكيف يمكنني ياسيدي ياأبا الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ياحبيب رسول الله ص ويازوج أبنته الزهراء البتول ع أن أعد مناقبك ومواقفك في هذه العجالة وقد ألف الشرفاء المنصفون من الشرق والغرب فيها المجلدات . بعد أن أصبح أسمك مبعث أمل لكل مضطهد ومظلوم . وانضوى تحت لواءك كل ثائر من أجل الحق والعدالة . ولهج بذكرك كل متعطش لنبع الأسلام الصافي وهذا بولص سلامه المسيحي المنصف صاحب الضمير المتوقد يقول في أحدى لوحاته الشعريةالرائعة الصادقة :
لاتقل شيعة هواة علي
أن في كل منصف شيعيا
هو فخر التأريخ لافخر شعب
يدعيه ويصطفيه نبيا
ياعلي العصور هذا بياني
صغت فيه وحي الأمام جليا
ياأمير البيان هذا وفائي
أحمد الله أن خلقت وفيا
ياأمير الأسلام حسبي فخرا
أنني منك مالئ أصغريا
جلجل الحق في المسيحي حتى
عد من فرط حبه علويا
فأذا لم يكن علي نبيا
فقد كان خلقه نبويا.
ياسماء آشهدي وياأرض قري
واخشعي أنني ذكرت عليا .
رحمك الله يابولص سلامه على لوحة الحق هذه وما أكثر المنصفين من أمثالك وجورج جرداق الشاعر والأديب الكبير لايمكننا ألا أن نذكر سفره الرائع ( علي صوت العدالة الأنسانيه ) والذي هو شهادة ناصعة الحق ورؤيا نافذة منصفة بحق بطل العالة الأنسانية علي بن أبي طالب ع .
وما أعظمه وأحقه من قول حين قلت ياسيدي ياأبا الحسن: ( أن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا . وجعلنا شهداء على خلقه . وحجته في أرضه . وجعلنا مع القرآن . وجعل القرآن معنا لانفارقه ولا يفارقنا . نحن أهل البيت لايقاس بنا أحد . فينا نزل القرآن وفينا معدن الرساله . ) لقد قلت الحق والصدق ياسيدي ولينكر الجاحدون ماشاء لهم أن ينكروا وكما قال الشاعر البوصيري :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماء من سقم
وكما قال المتنبي
ومن يك ذا فم مر مريض
يجد مرا به الماء الزلا لا.
سيدي ياأباالحسن هذا موقف واحد من مواقفك الأنسانية في صفين مع عتاة العرب الحاقدين على النبي الصادق الأمين ص ورسالته وآل بيته تقول فيها لجيشك : ( أني أكره أن تكونوا سبابين . ولكنكم لو وصفتم أعمالهم . وذكرتم حالهم . كان أصوب في القول . وأبلغ في العذر وقلتم مكان سبكم أياهم : اللهم احقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم . وأهدهم من ضلالتهم . حتى يعرف الحق من جهله . ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به . ) فشتان بين الثريا والثرى ياسيدي . لقد استمرأوا البغي والعدوان من ذلك اليوم ألى يومنا هذا . وهاهم أحفادهم من الباغين والموغلين في الضلالة يستبيحون دماء الأبرياء في كل مكان بعد أن عميت أبصارهم وقلوبهم ونفوسهم المظلمة الحاقدة على قيم الخير والمحبة والكرامة الأنسانية التي نادى بها رسول الأنسانية والمحبة محمد بن عبد الله ص وسرت أنت سيدي من بعده على هديه . ورسالتك ألى مالك الأشترعاملك على مصروثيقة كبرى في حقوق الأنسان قبل أن تلد وثائق حقوق الأنسان تقول في جزء منها : (يامالك أني وجهتك ألى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل وجور . وأن الناس ينظرون من أمورك في مثل ماكنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك . ويقولون فيك ماكنت تقول فيهم . أنما يستدل على الصالحين بما يجري الله لهم على ألسن عباده . فليكن أحب الذخائر أليك ذخيرة العمل الصالح . فاملك هواك وشح بنفسك عما لايحل لك . فأن الشح بالنفس الأنصاف منها فيما أحببت وكرهت . وأشعر قلبك الرحمة بالرعية . واللطف بهم . ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم . فأنهم صنفان : أما أخ لك في الدين . وأما نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل . . وتعرض لهم العلل . يؤتى على أيديهم في العمد والخطأ . فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه . فأنك فوقهم ووالي الأمر عليك فوقك . والله فوق من ولاك . وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم . ) ألى آخر الوصية العظيمة التي لاتضاهيها كل قوانين ولوائح حقوق الأنسان في عصرنا الحاضر ولو طبق حكام الوطن العربي الغارق في ظلمهم وجبروتهم وطغيانهم جزءا يسيرا منها لرفعوا عن شعوبهم المقهورة بهم ظلامات كثيرة .
هذا هو صوت علي بن أبي طالب الأزلي ع يتردد في الأسماع ليقول لكل الطغاة والظالمين والجبابرة وأعداء الحياة من التكفيريين القتله وأصحاب الفتاوى التكفيرية الضاله:
ملكنا فكان العفو منا سجية
فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتم قتل الأسارى وطالما
غدونا عن الأسرى نعف ونصفح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا
وكل أناء بالذي فيه ينضح
مأأروع أنسانيتك ياسيدي وما أخس وأحقر أعداءك الذين هم أعداء الله والأنسانية والحياة حين تسلل ذلك الخارجي التكفيري اللئيم والوضيع بن اليهودية عبد الرحمن بن ملجم ألى مسجد الكوفة في الساعة التي دخلت ألى محرابك لتصلي الفجر فهوى بسيفه الغادر على هامتك الشريفه في تلك الضربة المنكرة بعدها صعد صوتك النقي ألى عنان السماء لتقول( فزت ورب الكعبة ) فما أعظم فوزك سيدي ياأبا الحسن يوم تحشر مع حبيك وصفيك وابن عمك رسول الله ص وآل بيته الغر الميامين ع في جنة الخلد في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
صلى الأله على قبر تضمنه
نور فأصبح فيه العدل مدفونا
من حالف العدل والأيمان مقترنا
فصار بالعدل والأيمان مقرونا.
فتقبل مني سيدي ياأبا الحسن هذه الكلمات البسيطة بحقك وأطمع أن تكون شفيعي يوم القيامه . وسلام عليك يوم ولدت في جوف كعبة الله ويوم استشهدت في محرابك المقدس في الكوفة ويوم تبعث حيا مع حبيبك رسول الله ص وآل بيته الغر الميامين ع في جنة الخلد بسم الله الرحمن الرحيم : ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا . ) 23 – الأحزاب .
الظامئ لشفاعتك سيدي أبا الحسن.

التعليق