عاجل:
مقالات 2009-10-27 03:00 476 0

سوريا هي أصل البلاء في العراق

مازال الأرهاب التكفيري -المتحالف مع البعث الصدامي مستوطنا مدن العراق وقراه وبساتينه و مازالت شهيته مفتوحة نهمة

مازال الأرهاب التكفيري -المتحالف مع البعث الصدامي مستوطنا مدن العراق وقراه وبساتينه و مازالت شهيته مفتوحة نهمة لشرب دماء الأبرياء من العراقيين وحصد ارواحهم بالجملة بصورة قلّ نظيرها عبر تاريخ الأمم والشعوب التي تعرضت لهجمات وحشية دموية .
أن حجة الجهاد ضد الأحتلال قد أبطلها تصريح ابو مصعب الزرقاوي أشهر مصاصي الدماء الذي غادر دنيانا الى الجحيم بصاروخ امريكي بعد جهد استخباري مميز . وقد كان الزرقاوي قبل رحلته الى الجحيم قد صرّح بأن عدو القاعدة-البعث الأول ومجاهديها في سبيل الشيطان هم العراقيون ممن يرفضون الأرهاب (من الشيعة ومن السنة ومن باقي الملل ) في كل مكان تواصلا وتكملة للطريق الذي سلكه قبله اجداده المنحدرين بجدارة عن الخوارج الذين خرجوا عن دين الله وقام المسلمون الأوائل بكسر شوكتهم وتشتيت شملهم .
ان هذا التصريح وما لحقه من تطبيق عملي له قد بيّن ان قضبة مقاتلة الأحتلال التي تتحجج بها القاعدة وحلفاءها البعثيين هي قضية استعملتها لأضفاء شرعية لوحشيتها وتنفيذها لخطتها لمهاجمة العراقيين من كافة الملل . ان ألعمق الستراتيجي للقاعدة- البعث وماساهم بادامة فعالياتها المدمرة داخل العراق هو النظام السوري وموقفه القوي لدعمها وأمدادها بسيول من الأنتحاريين العرب والسوريين .
سوريا لاتستطيع أن تنفي أن مقرات حز ب البعث الصدامي تستقر على اراضيها , البعث الصدامي الذي كان يسمي البعث السوري أخوه في العقيدة الفاسدة يسميه المنشق .

عام 2007 كان قد شهد انخفاضا في تدفق المتوحشين الى داخل العراق بعد الضغط الذي مارسته الحكومة العراقية والأمريكية على الحكومة السورية حيث قامت الحكومة السورية بحظر عبور المسلحين للعراق لأجل معين حتى يتم تطبيع الاتفاقيات الأقتصادية الموقعة مع العراق وطمأنت العراقيين , وهذا ماحدث بالفعل ولكن لم تستطع سوريا مقاومة اغراء التخلص من الأرهابيين بعبورهم الى العراق .

في شهر مايس عام 2008 قامت القوات الأمريكية منطلقة من ألأراضي العراقية بمهاجمة مجاميع ارهابية تنتمي للقاعدة داخل الأراضي السورية اثبتت بما لايقبل الشك أن حكومة الجارة الشقيقة تمارس عملية تدفق الأرهابيين الى العراق رغم نفيها ذلك على لسان بشار (الأسد على شعبه) . فعمليا ونسبة الى قوة المخابرات السورية في الداخل ونفوذها وتغلغلها في مسامات جلد الشعب السوري فانه من غير المعقول ان تكون هذه المخابرات جاهلة بالتجمعات الأرهابية والبعثية الصدامية ونشاطاتها داخل سوريا واتخاذها سوريا كقاعدة للتدريب والتنظيم والتوجه الى داخل العراق , وقد أسقط الهجوم وأعتراف الأرهابيين بمقتل أحد قيادييهم نتيجة له ادعاء عدم المعرفة الواهي .

وفي بداية عام 2009 اخذت المجاميع تدخل وتخرج بكل حرية . وأحداث الأربعاء الدامي كشفت مدى الدعم السوري للأرهاب الداخل الى العراق بعد أعتراف المسؤولين عن التفجيرات بأن قواعد أنطلاقهم وتدريبهم هي ( الشقيقة البطلة ) سوريا .
أن استمرار الهجمات الأرهابية التي تحمل طابع التعاون بين القاعدة والبعث الصدامي واخرها هجمات الأحد 25 /10 /2009 تدل على أن سوريا مازالت تمارس دور الحاضنة وماكنة التفريخ للأرهاب الذي يضرب العراق .
.
إن ما يمكن أن يوقف القاعدة و البعثيين من العمل أخيرا في سوريا هو الصداع الداخلي الذي سيتسببون به لسوريا في حال عودتهم الى سوريا وغلق منافذ التسلل الى العراق .
و كما عانت السعودية من آثار العودة السيئة لما يسمى بالجهاديين من أفغانستان في الثمانينات, فإن جيلا جديدا من المقاتلين الأجانب الذين يطردون من العراق بالأضافة الى عودة المتعصبين السوريين سوف يدفع دمشق إلى تحييد المتعصبين المتحالفين مع البعث العراقي حينما يشكلون خطرا على بقاء النظام مثلما حيدهم حافظ الأسد عام 1982 في مجزرة حماة الشهيرة.

التعليق