عاجل:
مقالات 2009-10-15 03:00 779 0

زهراء...

الرسول محمد خاتم الانبياء والرسل قال عن ابنته الزهراء حين سألوه عن أسمها ولم سميت به ؟ لقد ازهر نورها في السماء..أي انه اضاء واشرق في السماء قبل ان يبدو لاهل الارض ثم بدا وظهر بمولدها على الارض.

 وفي اللغة ..زهر .الوجه والسراج والقمر_زهرا وزهورا ..تلألأ واشرق. ويقال ..زهرت بك ناري.قويت وكثرت ..وزهرت بك زنادي..قضيت بك حاجتي..والنبات والشجر طلع زهره..

 ويقال.. ازهرت زندي..رفعت شأني او قضيت حاجتي....والازهر كل لون صاف مشرق مضئ..ويقال ..قمر مزهر..

 ولذلك يتيمن الناس الصالحون والطالحون على السواء بتسمية بناتهم على اسم السيدة الزهراء ..غير ان ذلك لايعني ان الاسم ينطبق على المسمى على الدوام فربما شذ المسمى عن معنى الاسم السام الجميل وربما طابق الاسم المسمى .فمنهم من يعمل من العنب الشراب الطاهر ومنهم من يصنع منه النجس .فيكون الاول حلالا والثاني من صنف الحرام.

 وأني لاعرف من اهل العراق من يسمي محلا للقصابة بأسم الزهراء ولعله يسمي محلا لخصف الاحذية به وربما لترقيع الثياب جهلا وحماقة ومادرى ان الاسم قد يكون حجة له او عليه احسن او اساء.

 في بلادي الرافدين اللذين يجفان رويدا عملت في مهنة الصحافة منذ زمن النظام الماضي وكنت ارقب المشهد وارى من السلوك الحسن وضده الشائن حتى علمت اني في دائرة ضاغطة تسبب الارق وتحتاج بذل الوسع لتجاوز المطبات حتى وصلت احوال واخلاق الصحفيين الى انهم يجتمعون بأمر خاص من لدن السيد نقيب الصحفيين العراقيين ولامر هام جدا وفي قاعة مسرح المنصور في ساحة الاحتفالات الكبرى التي صارت جزءا من منطقة الاسياد الجدد الخضراء وليهتف هاتف في القاعة ان هؤلاء خونة زملاؤكم الذين خانوا الامانة ومنحوا عضوية النقابة لمن لايستحق .ثم توجه قسم من الصحفيين الى دورة المياه وجمعوا الطماطة الخايسة وقشور الخيار من بقايا مطاعم الفلافل ووضعوا منها مشاء الله في اكياس معدة لذلك وعادوا الى القاعة وتوزعوا بين الزملاء الخانعين من اعضاء الهيئة العامة وبدأوا برشق اربعة من الزملاء اتهموا بالخيانة بالطماطة الخايسة وقشور الخيار من بقايا مطاعم الفلافل وامروا البقية بالهتاف والرشق لنيل الاجر والثواب باعتبار انهم اطاعوا أولي الامر منهم..

 كان ذلك في عام 1997 في الزمن البائد وكان الزملاء يجهدون في كتابة التقارير السرية عن زملائهم ويحرضون عليهم حتى لكنت ادرك في اي دائرة امنية اعمل ويعمل الصحفين الذين ابتلاهم الله بهكذا زملاء وبهكذا قيادة فاشلة للصحفيين..

 وفي العهد الجديد عهد الحرية الزائفة وعهد الضحك على الذقون وعهد الديمقراطية الخضراء حيث المغانم والمكاسب وجني الفوائد على حساب الشعب المسكين خرجنا بنموذج من الصحفيين لا يختلف بكثير عن الجيل الماضي (جيل الثورة والحزب القائد)

 حيث الاوهام والعمل غير المجد في مؤسسات لاتمنح سوى الرواتب التافهة وهي مجندة لخدمة الحزب الفلاني والحركة العلانية وتبث الاخبار والبرامج التي توجه الرأي العام ليكون كالقطط الناعسة في مقاه شارع الرشيد وليصوت لهذه القائمة المغلوقة واختها المفتحة.

 وصار العديد من الصحفيين يرتكب الاخطاء والحماقات ويعتدي على القيم والاعراف الصحفية وربما ادعى ماليس له او من حقه وقد يفتري وقد لايحفظ نفسه من مهاو الاهواء والاطماع ويكون فريسة سهلة للشيطان الرجيم.

 لطالما كنت اتمنى ان يقتدي الصحفيون من الذكور بعلي بن ابي طالب الذي قال ..ماترك لي الحق من صاحب.. ولان الصحفي همه الحقيقة وحسب وليس المكاسب الانية والتافهة وعلى حساب المبادئ المهنية والحرفية الجادة.

 ولطالما كنت اتمنى ان تقتدي الصحفيات بسيدتنا الزهراء التي كانت تتحدث حيث يصغي كبار الرجال وسادتهم لمنطقها وحضورها الصادق..

 الزهراء التي انبتت زينب اول الاعلاميات واقدرهن على توجيه الرأي العام ليعلم الحق من الباطل.

 ايها الاخوة والاخوات ليس الاعلامي من باع شرفه لهذا الحزب او ذاك او باع قناته وصحيفته او اذاعته بالدولات الاجنبية التي تخدم البلدان الاخرى على حساب الوطن وليس الصحفي من ابتز زميلاته في الاذاعة والصحيفة والتلفاز وليس الصحفي من يسال زميلته عن ثيابها وماتحت الثياب ويبتزها بشرفها ليمنعها الظهور على الشاشة او الحجب الاجباري ..

 وليست الصحفية من ترمي نفسها في احضان الشيطان لسبب او لاخر وتتجاهل كرامتها وعفتها واهلها ووطنها وذمتها وسمعتها .

 بل الصحفي والصحفية من كانا يؤمنان بان الصحافة من ارقى المهن وان تحرير الاخبار لايعني سرقتها وان الادارة فيها لاتعني الابتزاز وان الكتابة لاتعني السرقة من الاخرين والتجميع والتلطيش ليظهر مقال يكتب اسفله اسم بينما الكاتب الاصل شخص اخر .

 يمكن ان اكون قد تاثرت بحادثة الاعتداء على الزميلة زهراء فلاح ولكني لااكتب دفاعا عنها لكي لايتوهم متوهم بذلك انما اردت ان اقول ..ان الجسد الصحفي منتهك من الداخل وليس فقط من المسؤلين او الاحزاب او عناصر الجيش والشرطة وحمايات المسؤلين ودوائر الدولة والطيور الطائرة ..وكفى.

التعليق

آخر الاخبار