عاجل:
مقالات 2011-11-04 03:00 566 0

رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه ( حديث نبوي شريف )

في واقع الأمر ليس كل ما يدور في العراق الان هو غير منظم ، بل إن هناك نقاطا جيدة في الشأن العراقي تعطي الأمل بان من الممكن أن يكون هناك

في واقع الأمر ليس كل ما يدور في العراق الان هو غير منظم ، بل إن هناك نقاطا جيدة في الشأن العراقي تعطي الأمل بان من الممكن أن يكون هناك استقرار وتوازن لإقامة عراق وطني ينعم بخيراته وبأفكار وإبداع أبناءه .
ومن هذه النقاط الجيدة في الواقع العراقي هو ( إقليم كردستان العراق ) إذ بات هذا الإقليم يشكل علامة مميزة في وضعية العراق الديموغرافية حيث إن استقرار هذا الإقليم ومحافظته على وحدة وتماسك أبناءه واستثماره لموارده بشكل صحيح وعلمي ومتقن ساهم كثيرا في نقل إقليم كردستان نقلة نوعية ومتطورة وهو الان من الأقاليم التي وضعت بصمتها في كل العالم .
اعتقد بان كلامي هذا لا يأتي في مجال المديح والإطراء بقدر ما هو حقيقة واقعية شهدها العراقيون ، فهذا الإقليم ومنذ عام 1991 عندما انتهت الانتفاضة الشعبانية المباركة نهض أبناءه وشمروا عن سواعدهم وأسسوا لبناء نموذج صحيح في البناء والتقدم .
ومن خلال هذه المقدمة ادعوا كل العراقيين بان يتخذوا مما حدث في إقليم كردستان درسا ونظاما لكي يخدموا بلدهم ومحافظاتهم بغض النضر عن إن الموضوع يحتاج الى إقامة الأقاليم او غير ذلك ، بل إن العمل على تطوير البلدان يحتاج بالدرجة الأساس الى تعاون وإشراك الجميع ، وليس على أساس التهميش والإقصاء وفرض الإرادات والأهواء كما هو الان في ما تقوم به بعض الكتل السياسية ( الكبيرة ) في الحكومة العراقية وبالتالي فإنها تساهم في إضاعة وتفويت اي فرصة من شانها أن تعادل كفة العراق مع غيره من البلدان المتحضرة في العالم .
والذي يحدث الان في إقليم كردستان يشهد له الجميع بحسن التدبير والإدارة ، فإقليم كردستان بات الان نموذجا للفيدرالية الحقيقية في الشرق الأوسط ، فرغم السنين المشتعلة التي عاشها العراق في السنوات الأخيرة، إلا أنه لم يقتل أي جندي ولم يختطف أي أجنبي منذ العام 2003، بحسب ما تقول الحكومة المحلية الكردستانية. وعلى الرغم من التنوع الحزبي، إلا أن الأطراف السياسية المتناقضة غالبا ما تجتمع تحت موقف واحد، باحتواء من السياسيين الأكراد ، كما حصل في توحيد القائمة الكردية، وإطلاق مبادرة البارزاني التي لعبت دورا مؤثرا في ترجيح كفة هذا التكتل أو ذاك ، أثناء تشكيل الحكومة العراقية المركزية.
وتعتبر تجربة أكراد العراق الديمقراطية قصيرة، قياسا بالتجارب العالمية ، لكنها صارت نموذجا يندر في هذه المنطقة ، وبإمكان أي كردي وصل سن الخامسة والعشرين الترشح لدخول برلمان كردستان، كما يحق التصويت لأي شخص بلغ الثامنة عشرة من عمره . وبذلك بات شعار الأكراد هو العمل بدلا من الألم ووضعوا السلاح وآلام الحروب وبدأوا العمل السياسي داخل إقليمهم، فلهم حكومة منتخبة تعكس تنوع سكان الإقليم من كرد وتركمان وكلدان وآشوريين وسريان وايزيديين، وهي تتخذ من عاصمة الإقليم أربيل مقرا، وتتولى إدارة محافظات أربيل والسليمانية ودهوك أما شكل العلاقة بين الإقليم والدولة العراقية من الناحية التشريعية، فهذا البرلمان يتقاسم السلطات التشريعية مع المؤسسات الاتحادية في مجالات الجمارك ، الطاقة والكهربائية، التخطيط العام والموارد المائية الداخلية، لكن أولوية التطبيق هي للقوانين الصادرة عن البرلمان الكردستاني.
فعلى ما اعتقد إن الإخوة في إقليم كردستان نجحوا بشكل كبير في الحصول على ما يخدم مصلحة أبناء الإقليم بالطرق السياسية وبعيدا عن التشنجات ، كالتي تحدث في حكومة المركز ، الأمر الذي يدعونا أن نتخذ من تجربة هذا الإقليم ( العراقي ) منطلقا لإقامة أقاليم أخرى تحذو حذو إقليم كردستان .

التعليق