عاجل:
مقالات 2011-05-21 03:00 422 0

دور الضمير الباطن في آلحضارة و آلمدنية

في آلحلقة ألسابقة بيّنا أسس و قوانينَ عملِ ألفكر, و ركّزنا على أهميّة ثمّ كيفيّة بناء جوهر وجودنا, بعد ما علمنا أنّ آلجسم عرضٌ حاملٌ

أسفارٌ في أسرارِ آلوجود ج3 – ح7
في آلحلقة ألسابقة بيّنا أسس و قوانينَ عملِ ألفكر, و ركّزنا على أهميّة ثمّ كيفيّة بناء جوهر وجودنا, بعد ما علمنا أنّ آلجسم عرضٌ حاملٌ لذلك آلجّوهر, و لذلك أكّدنا آلحفاظ عليهِ و ضرورةِ تحطيم ألموجات و آلأفكار ألسّلبية في نفوسنا, و عدم السماح لايّ فكرٍ مُخَرّب للنفوذ إلى داخلنا,  و آلعرب عموماً و آلعراقيين خصوصاً يتوجّب عليهم ألتّركيز و ألبدء بذلك .. بسبب ألأرث ألثقيل ألسيئ للحكومات آلتي تعاقبتْ عليهم .. و آلتي تركتْ في وجودهم ألمآسي و آلفوضى و آلتناقضات و آلأفكار ألسلبية ألإرهابية و آلعقد ألمستديمة حتّى تكلّستْ تلك آلترسبات ألفكرية بمرورِ ألزّمن جيلاً بعد جيل لتُحوّل أكثرهم إلى مُجَرّد هياكل ظاهريّة – جسميّة – لا وجود لجوهرٍ أو خُلقٍ كريم فيها!

ألأمر لا يختصّ بشريحةٍ دون أخرى ؛ حتّى آلمُربّين و آلأساتذه و علماء آلدين, فآلكلّ يحملون بنسبٍ مُعينةٍ تلك آلأمراض ألمستديمة ألمُخرّبة, و ألتي من أبسط  عوارضها؛ ألكآبة و سوء ألظن و آلغيبة و عدم آلثقة بآلآخرينِ و حتى آلمقرّبين في آلبيت آلواحد و آلحزب الواحد و آلعشيرة آلواحدة, و لهذا حاولتُ و أحاول جاهداً بعون الله علاج هذا آلأمر آلخطير بوضع ألحلول ألعلمية ألجذرية لبناء محتوى آلأنسان آلجديد, لأنّها أُسّ آلأساسات في آلنهضة ألحقيقية على آلصعيد آلحضاري و المدني, و بغير ذلك لا يُمكننا تأسيس حضارة إنسانيّة تخدم آلأهداف ألعليا ألتي وُجدَ لأجلها آلأنسان في هذا آلوجود, و نحنُ على هذا آلحال ألذي يُرثى له بين أمم آلأرض!

و لا خلاف في أنّ آلناس في كلّ زمانٍ و مكانٍ مُعرّضين شاؤوا أم أبوا .. لتأثيرات ألأعلام و آلدّعايات و آلأفكار و سلطة أصحاب آلمال و آلمناهج ألمختلفة ألتي تتّخذها آلأنظمة ألحاكمة و آلأحزاب ألسياسية و آلأعراف و آلمناهج آلتربوية و آلقوميّة, لتسخيرهم و سوقهم و إستحمارهم لتحقيق مصالح و أهواء آلأحزاب و آلرؤساء و آلحاكمين, لإدامة تسلطهم و إشباع نهمهم و شهواتهم و ارصدتهم, بشتّى آلفنون و آلدّعايات و آلوسائل, و من أخطر تلك آلوسائل هي آلديمقراطية و آلغطاء "ألديني"(1) و آلسّنن ألتقليديّة و آلعرفيّة ألخاطئة, و من آلعوامل ألمساعدة على تكريس مثل هذا آلوضع في آلمجتمع هو ضعف و قلة ألوعي ألمعرفي بين أبناء ألمجتمع و آلأمة و آلتي معها يسهل إستغلالهم . . و لذلك يتعاظم مسؤولية آلنُخبة في آلعمل آلتغيّري لترشيد آلأمة من خلال أسفارنا(2) آلتي كشفت آلأسرار آلغامضة,  و عرضناها بكلّ أمانة و تواضعٍ أمامهم كمعارف سهلة لكنها مُستصعبة لوضع آلناس على آلصراط ألمستقيم.

 إنّ عموم آلناس أيضاً و لأنشغالهم بالمعيشة و تأمين لقمة العيش, لا يعرفون مدى قُدرة ألضمير ألّلاواعي (ألباطن) ألكامن في وجودهم, , كونهُ هو الهادي, و آلمبدع و آلملهم؛ ألمُوقظ للأحاسيس؛ ألمُحيّ للخواطر و آلذكريات حلوها و مرها؛ ألمُسيطر على قلبنا؛ ؛ ألضابط لجريان ألدّم في عروقنا! عندما نتناول قطعة خبز .. يهضمها, ثم يُحلّلها بأوامره لـ "لبنكرياس" لأفراز موادّ كيمياويّة مُعقّدة آلتركيب جدّاً, ثم يأمر بتوزيع محتوى ذلك آلخبز من آلفيتامينات لسائر أعضاء و عضلات ألجسم .. و آلدّم .. و ألعظام .. و ألعروق.

 إنّ آلعمل ألذي يُؤدّيه ضميرنا آلمكنون لا تستطيع جميع أجهزة آلحاسوب في آلعالم ألقيام بها بنفس ألدقة و آلكفاءة!

ضميرنا آليقظ يعرف أجوبةَ آلمسائل و آلأمور ألمُعقّدة في حياتنا, و يُدير جميعَ آلأعمال ألتي تُديم آلحياة في وجودنا و في آلمجتمع آلأنساني!

ضميرنا ألّلاواعي .. لا يعرف آلنوم و آلراحة .. يعملُ ليلَ نهار .. بل ينشط بشكلٍ خارقٍ و يَتَحَرّر أثناء آلنوم إلى حدٍّ بعيد حاضناً كلّ آلوجود و آلآفاق خارج آلزّمان و آلمكان, و لا يبقى بينهُ و بينَ آلجسم ألمادي سوى حبلٍ أثيريّ رفيع جدّاً..  لكن عند آليقظة تُكبّل قوى آلروح و تلك آلقدرة آلكامنة بحدود ألجسد, و تَتَقيّدُ من خلال حواسّنا آلمادية, و لذلك بإمكاننا إحتواء ألعالم و آلوجود و آلّلقاء بأيّ إنسان حتىّ لو كان في آلعالم ألآخر خارج مرتبة ألدنيا(3)!

 نحن بإمكاننا أن نكتشف قدرة ضميرنا ألّلاواعي, و نُجرّبهُ قُبَيلَ آلنوم بأنْ نطرحَ عليه موضوعاً أو مشكلةً مُستعصية, و نُطلعه عليه بكلّ بساطة و وضوح, و عند تحرير تلك آلقوة أثناء ألنوم خصوصاً عندما يتحقّق آلوصال مع منبع آلفيض آلألهي, بعد صلاة ألّليل(4), سنرى كيف إنّ تلك آلقدرة ستُعطينا حلّاً دقيقاً و سنفرحُ بذلك أيما فرح!؟ إنّهُ منبع آلقدرة و آلخير و آلأبداع و مستودع آلفطرة ألتي فُطر آلناس عليها, لأنّهُ يربطنا فيما لو تناغمنا معهُ .. مع أصل ألوجود و مُبدعه.

إنّهُ آلضمير ألّلاواعي ألذي إستطاع به آلأنبياء(ع) و آلأئمة(ع) و آلصالحين من نجاة آلأمم و تحقيق نهضتها .. و إستطاع بهِ "شكسبير" أن يصوغ أدبهُ, و يكشفَ حقائق غريبة في وجود آلناس .. و تمكّنَ بواسطتهِ "مايكل أنجلو" أنْ ينحت و يرسم لنا لوحاته آلفنية ألخالدة, و كذا " آلبرت آينشتاين" إستطاع به هو آلآخر أن يكتشف نظريته ألنسبية ألمعقدة!

 و ليس هذا فقط بل إنّ ضميرنا آلباطن هو ذلك آلكتاب ألذي يلقاهُ آلأنسان في نهاية ألمطاف منشوراً يومَ آلقيامة, ليتحدّد من خلالهِ مصيرهُ آلأبدي؛ إمّا قلباً سليماً مُفعماً بآلأيمان و آلخير فآلجزاءُ آلجنه, و إمّا قلباً مريضاً مليئاً بالأحقاد و آلكراهية فآلجزاءُ آلنار!

بإختصار:

* يُسيطرُ ضميرنا ألّلاواعي على بدننا, و يَضع آلحل آلأمثل لجميع مشاكلنا.
* يعطينا آلجواب ألمناسب و آلدقيق لأي سؤآل و عن أي شيئ مُشكلٍ قبل آلنوم.
* يتَلقّى ما يُطرح عليه كما هو لا أكثر و لا أقل.
* يتمثّل فيه بدقّة قانون ألفعل و ردّ ألفعل.
* كلّ آلذي حَرَمنا منهُ أنفسنا لعلة من العلل .. كان بسبب ألميل ألباطني ألمُدمّر في نفوسنا, و لو قدّرنا آلبقاءَ أسرى خلف مشاكلنا, فأنّ ضميرنا ألّلاواعي سيستجيب طبقاً لذلك, و سنكون قد أوجدنا بأنفسنا سداً منيعاً أمام طموحاتنا و آمالنا.
* لو إعتقدنا بوعي أنّ ضميرنا آللاواعي هو آلمُوجِدِ للميول بداخلنا, فأنّهُ سيُنَفّذُ ذلك بشكلٍ طبيعيّ, و أمور آلحياة  و أحوالنا ستدور طبقاً لتلك آلميول و آلتوقعات, و سترفع من أمامنا جميع آلعقد و آلموانع.

* يتغيّر ضربان آلقلب و حالة ألتنفس عند آلأضطراب و آلخوف و آلقلق, و لهذا علينا تغذية ضميرنا ألّلاواعي  دائماً بأفكارٍ موزونة و إيجابيّة .. لنحصل على آلسلامة و آلأمن و آلهدوء, و جميع أعضاء بدننا سيعمل بشكل طبيعي و فعّال خصوصاً آلفكر في مستويه, و آلمحبة – محبة كل شيئ في الوجود – يُؤصّل تلك آلحالة في وجودنا إلى أبعد آلحدود.

لو تمكنا من إحفاف و إحاطة ضميرنا آلّلاواعي بأفضل ألتصورات ألأيجابيّة, فأنّهُ سيتمكّن من تنظيم و تحرير أفكارنا آلعادية بشكلٍ طبيعيّ.

علينا تطبيع أنفسنا على آلعاقبة آلحسنى و رضا الله تعالى, و آلأمل بآلخير و آلمحبة للجميع, كي نتمكّن من تصوّرها  أولاً قبل آلأحساس بتحقّق آلحلول للمشاكل آلتي تعترضنا, فكلّ ما نتصورهُ في عقلنا الواعي و نتحسّسهُ في وجودنا يتحقّقُ من خلال ضميرنا آلّلاواعي و ينعكس في واقعنا عملياً.

يَعتقد علماء آلنفس أنّ بيرن هيم(5) ألفرنسي هو أوّل منْ أثبتَ قدرةَ آلألقاآت على آلضمير ألّلاواعي في بداية آلقرن آلعشرين, لكنّني أعتقد بأنّ آلأمام عليّ(ع) بعد آلقرآن ألكريم هو أوّل منْ أشارَ لذلك في نهجه(6), و كعادة آلأنظمة المسيطرة في آلغرب على آلعلماء و آلأكاديميين؛ فأنّهم سرقوا هذا آلحقّ, و طمس مُستشريقيهم مثل هذهِ آلحقائق(7).
لقد أعلن "بيرن هيم" ذلك كإسلوب جديد للمعالجة, بعد ما تمكّن من علاج مريض كان مصاباً بشلل في لسانه, و لا يتمكن من تحريكه, حيث أعلن بأنه قادر على إيجاد حل للمشكلة بجهاز خاص يوضع في فم المريض و سيشفى به, و بينما  حجبَ عينا ألمريض, وضع محراراً طبياً في فمه, و تصوّر آلمريض بأنّ ذلك آلمحرار هو آلجهاز آلشافي آلذي أشار له آلطبيب! و قد شُفي في الحال, و إستطاع أن يُحرّك لسانهُ, و عندها أعلن الطبيب بأن مريضهُ قد شُفيَ.

ثم أجرى تجربة أخرى, تمكن من خلاله شفاء مريضٍ آخر كان عاجزاً عن الكلام تماماً لأربعة أسابيع, حيث أعلن بأن جهازاً كهربائياً يُصدّر شحنات معينة سيشفي آلمريض, و أمَرَ سكرتيره بجلب ذلك آلجهاز لأجراء آلعلاج, و بينما كان آلمريض مُمَدّداً وضع آلدكتور يدهُ على حنجرتهِ, و أوحى له بأنّه يستخدم آلجهاز ألمُعيّن لشفائه, ثم قال له: ألآن تستطيع أن تتكلّم, فتلفّظ آلمريض حرف آلالف, ثم آلباء و هكذا إستطاع شيئاً فشيئاً من آلكلام! و بيّن آلدكتور بيرن هيم بأن آلألقاآت ألقوية ألمقارنة بإمكانها آلتأثير بفاعليّةٍ على آلضمير ألّلاواعي لشفاء ألأمراض حتىّ آلعضوية منها.

نستنتج من بحثنا ما يلي:

* قدرة آلشّفاء مكنونةً في ضميرنا آلّلاواعي, و علينا إستذكار هذه ألحقيقة دوماً.
* ألتيقّن بأنّ آلأيمان بآلله تعالى هو بمثابة ألبذرة ألتي نزرعها في ضميرنا آلّلاواعي, و ناتِجَهُ يكون تبعاً لخصوصيات آلبذرة و كينونتها, بإختصار؛ نحنُ نحصد ما نزرع, و أيّ فكرٍ نزرعهُ في وجودنا و نرعاهُ بآلتصورات و آلتخيلات فأنّهُ سيتجلّى بنفس ذلك آلنوع.
* لو تجلتْ آلأفكار في أذهاننا حول كتاب أو إختراع مُعيّن بنحوٍ من آلأنحاء, فأنّ تلك آلتصورات ستأخذ مداها  في وجودنا و مُحيطنا بآلضبط كما تصورناها و أعتقدنا بها.
* لو دعونا بآلخير لأحدٍ, فأنّ تأثير ذلك آلدّعاء سينفذ و يؤثر في آلمدعو له من خلال ألوعي ألدّاخلي إلى حدٍّ بعيدٍ, و إنّه قادرٌ على تفريغ آلأتجاهات ألسلبية من محتواها في وجودنا وتدميرها .. و إحلال بدلها آلأمن و آلصفاء و آلجمال و آلكمال.
* كلّ شفاء يحصل لنا أو نسمع عنه .. هو بسبب ألتصورات آلتي تؤثر على ضميرنا آلّلاواعي, حيث يُحرّر آلقوة ألباطنية  ألكامنة فيه.
* جميع  الأمراض آلروحية و 99% من آلأمراض آلجسمية هي نتيجة تصوّراتنا و أفكارنا, أيّ مرض يُصيبنا يرتبط بنحوٍ من آلأنحاء بآلفكر و آلتصور!
* ألتلقينات ألسلبية عن طريق ألتنويم ألمغناطيسي(ألهيبوتينزم) يُمكنها أنْ تُسبّب كلّ آلأمراض في نفوسنا و بالتالي جسدنا, أو بالعكس ألشفاء ... إذا كان إيجابياً.
* ألأيمان و آلأعتقاد يُسبّبان آلشفاء من آلأمراض, فآلضمير ألنصف ألواعي يختزن أهمّ قوّة للشفاء.
* قضية آلأعتقاد إنْ كانَ واقعياً أو غير واقعي فأنّها تُعطينا آلنتيجة, و ضميرنا آلباطن يستجيب في مُقابل آلفكر و آلأعتقاد, فآلموجود في فكرنا هو إعتقادنا.

عزيز ألخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع كتابنا؛ "مُستتقبلنا بين آلدّين و آلدّيمقراطية".
(2) راجع مقالاتنا في؛ " أسفارٌ في أسرار آلوجود", ألجزء آلأول و آلثاني, و حلقات آلجزء الثالث حتى الحلقة السادسة.
(3) لكون آلوجود يتشكّل من مَراتِبَ و درجات, و نحن نعيش في مرتبة معينة ضمن آلمراتب آلتكوينية آلأخرى, و هناك مراتب كثيرة – أي حياة و خلقٌ كثير لمخلوقات أخرى -  تتقاطع مع حياتنا و مرتبتنا, لكن لا نستطيع مشاهدتها أو لمسها, و لا نتمكن بسهولة من آلتعرف عليها و آلتداخل في مراتبها, و قد تطرقنا لهذا  آلموضوع في آلأجزاء ألسابقة, فيُرجى مراجعة ذلك.
(4) صلاة آلليل لهُ تأثيرٌ خارقٌ في تحصيل تلك آلحالة؛ و هي عبارة عن إحدى عشر ركعة, و يمكن تلخيصها في حال عدم آلأستطاعة بركعتي ألشفع و آلوتر, للمزيد من آلتفاصيل راجع كتاب؛ "ضياء الصالحين", أو أيّة "رسالة عملية".
Bern Heim (5)
(6) ألتقوى ألّذي أشارَ له آلقرآن ألكريم في مواضع مختلفة, هي إشارة واضحة إلى أهميّة بناء آلضمير ألأنساني ألذي يتحدّد من خلاله مواقف ألأنسان و مصيرهُ, و لعلّ أكثرَ منْ نصف آيات آلقرآن ألكريم حثّتْ على هذا آلموضوع, لأنّ تطهير ألنفس من آلذنوب و آلآثام .. بل آلحذر من معصية الله حتى قبل آلأقدام على آلمنكر و عدم آلسماح لتصورها؛ هي بمثابة آلأسس آلتي تبني قلب الانسان و ضميره الباطني, و قد أشار الأمام علي(ع) بتفصيل هذا آلمعنى في نهجه القويم بالقول: "ألتقوى مخافة آلجليل و آلعمل بآلتنزيل و آلأستعداد ليوم آلرحيل".
و قال(ع): "راحة الجسم في قلة الطعام" و هناك علاقة أثبتها العلم الحديث بين الشبع و رؤية آلأحلام عند النوم, والتصورات و الوعي أثناء اليقظة.
و قال(ع): "راحة النفس في قلة آلآثام" , و يستطيع كل إنسان أن يجرب ذلك بمنع آلنفس عن إرتكاب المحرمات ليرى آلنتائج.
و قال(ع): "راحة آلقلب في قلة آلأهتمام", فالقلب آلمشغول ألمنهمك ألخائف ألمترقب دوماً من المستقبل و العاقبة لا  يتذوّق ألراحة أبداً!
و قال(ع): "راحة اللسان في قلة آلكلام", لأن آلكلام الكثير يُدلل أن صاحبه لا يعتمد آلتفكير و الحكمة في الأحكام, لهذا كثيراً ما يخطأ في ذلك فيسبب له آلمتاعب و آلمشاكل, حيث قال(ع) في محلٍ آخر: " لسان آلعاقل وراء قلبه, و لسان آلأحمق أمام قلبه".
و قال(ع): "خير ألدنيا و آلآخرة في خمس خصال؛ غنى آلنفس و كفّ آلأذى و كسب آلحلال و لباس آلتقوى و آلثقة بآلله على كلّ حال".
و قال(ع): من ملك نفسه عن أربعة خصال, حرّم آلله لحمه عن آلنار؛من ملك نفسه عند آلرّغبة و آلرّهبة و آلشّهوة و آلغضب, و هي إشارة إلى أن آلمُضطرب ألهلوع ألمُتشتّت ألفكر, لا يُمكنهُ أنْ يصوغ تفيكرهُ و يُركّز على موضوع معيّن أو خاص, و لا يُمكنه أيضاً ألتعامل مع آلآخرين بشكلٍ طبيعي.
وقال(ع): "من ينصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره, و ليَكُن تأديبهُ بسيرتهِ قبل تأديبه بلسانه".
و قال(ع): "إعلم أنّ لكلّ فضيلة رأساً, و لكلّ أدبٍ ينبوعاً, رأس آلفضائل و ينبوع آلأدب هو آلعقل, ألذي جعله آلله تعالى للدين أصلاً, و للدُنيا عماداً, فأوجب آلتكليف بكماله, و جعل آلدنيا مُدبرةٌ بأحكامه, و ألّف به بين خلقه, مع إختلاف هِمَمِهِم و مآدبهم".
"منْ حاسـب نفسـه ربح". إشارة إلى طرح آلرؤى و آلأفكار السلبية إن كانت قد نفذت بسبب الغفلة أو التأثير جانباً.
"و منْ غفل عنها خسر".تأكيد إلى أن من لم يفعل ذلك فأنّ تلك آلرؤى و آلأفكار ستُدمر آلأنسان و يخسر آلدّارين.
"منْ نَظَرَ في آلعواقب نجى". أيّ ألتأني و آلتدقيق و ألأحتراز من آلوقوع في آلأخطاء و الحكم بغير علمٍ و بلا تمحيص للأمور, و آلسير مع آلأفكار و آلمناهج آلوضعية لتسخيرنا و تخسيرنا و إذلالنا.
"منْ أطاع هواهُ ظلّ". أي آلرضوخ لهوى النفس, لأن طبيعة الهوى لا تستند إلى آلمنطق و العلم و الموضوعية.
"منْ لم يحلم ندم". تأكيد على بناء ضميرنا الباطن عبر التصورات آلأيجابية و آلأفكار المثمرة.
"منْ صبر غنم". تأكيد على التأني و الهدوء خصوصاً عند تعرضنا للمشاكل و المحن و آلأبتلاآت.
"منْ خافَ رُحم". أي ألتواضع و آلحكمة و آللطافة عند آلمعاملة أو المواجهة أو آلأقدام على موضوع معين.
"منْ أعتبر أبصر". أي آلنظر و التأمل في تجارب الآخرين للأستفادة منها و عدم تكرار الأخطاء, كي نبصر آلحق.
"منْ أبصر فَهِمَ". لو أبصرنا بعد آلأعتبار فأنه يوضح و يُبيّن لنا آلآفاق آلمستقبلية و ما خفي عنا في المجهول
"منْ فَهِمَ عَلِمَ". ولو فهم بعد آلأبصار فأنه سيمتلك القدرة الخارقة و يصل إلى سرّ آلأسرار.
(7) من آلشواخص التي وقفنا عليها في مسألة طمس آلحقائق آلأسلاميّة منْ قبل آلغرب, و سرقة حقّ آلشعوب, هي قضية آلأعداد(1,2,3,4,5) في آلرياضيات و آلعلوم, و كذلك معظم آلنظريات آلتي تبحث في العلوم النفسية و الأجتماعية, و لعلّ آلقليل يعلمون بأن علماء آليونان و آلغرب و حتى بعد نزول آلقرآن كانوا يستخدمون آلأعداد أللاتينية(أليونانية) ألمعروفة؛ 1 و 11 و 111, و هي عبارة عن خطوط مستقيمة تُعبر عن آلأعداد, يبدأ آلأول بخطٍ واحدٍ و آلثاني بخطّين و آلثالث بثلاثة خطوط و هكذا, و كان بعض آلفلاحين ألأميّين حتى في دولنا إلى وقتٍ قريبٍ و ربما إلى آلآن يستخدمون تلك آلخطوط للتعبير عن الأعداد في حساب آلكميات لجهلهم بآلأعداد, حيث لم تكن الأعداد معروفة حتى إبتدعها علماء المسلمين كآلخوارزمي وألبتاني عام 912م.
إطلع آلعرب على حساب الهنود, ألذين يستخدمون آلأعداد الهندية – ألعربية حتى يومنا هذا, لكن العرب طوّروا تلك الأعداد مستخدمين آلزوايا آلهندسية, فالواحد حدّدوه بزاوية هندسية واحدة, و رقم إثنين حدّدوه بزاويتين هندسيتين, و الرقم ثلاثة تحدّد بثلاثة زوايا هندسية و أربعة تحدّدت بأربعة زوايا هندسية حتى رقم عشرة حيث وضعوا صفراً على يمين الواحد كدائرة لتكون نقطة الصفر نهاية آلآحاد, وهذا الأختراع ألعظيم كانَ لهُ أثراً و أساساً قوياً لجميع ألعلوم الرياضية و الهندسية و الفيزيائية و برمجة عقل الكومبيوتر, لكون الحاسوب(ألكومبيوتر) لا يفهم سوى عددين هما صفر(0) و واحد(1). و آلمسلمون هم أوّل من إستخدموا ألصفر في الترقيم, كما إستخدموه في المنازل آلخالية من الأرقام, و وضعوا علامة الكسر العشري, و إستعملوا النظام العشري؛(ألآحاد و آلعشرات و آلمئات , و آلآلاف ...).
و آلسؤآل آلذي قد يُراود ذهن بعض آلباحثين هو؛ إذا كان آلمسلمون هم مكتشفي آلأعداد فلماذا لا يستخدمونه اليوم, بينما يستخدمه كل دول آلغرب؟
ألجواب؛ هو أنّ آلمسلمين كانوا لأكثر من قرنين يستخدمون تلك آلأرقام حتى هجوم المغول عليهم, و ما يثبت ذلك كتاب الخوارزمي و إبن الهيثم و البتاني, لكن بعد حملة آلمغول و آلتتار أبدلوا تلك الأرقام مرة أخرى إلى آلأعداد آلهندية ألتي طورها المسلون, و لذلك فأن آلهند و باكستان و إيران و آلعراق و دول بلاد الشام و معها مصر ما زالوا يستخدمون تلك الأرقام ألهندية ألتي أقرها المغول بينما دول شمال أفريقيا تستخدم آلأعداد العربية آلأصلية – أي الأعداد المعروفة بالخطأ بآلأنكليزية – و السبب إن حملة المغول توقفت في حدود مصر, لذلك لم تتوسع مداها لتشمل دول شمال أفريقيا!
لقد كان آلمصريون و آلبابليون و غيرهم محرومون من هذا آلنظام, و كانوا يجدون صعوبةً في إجراء آلأعمال الحسابية, كما إن الغرب عرف علم آلحساب لعدة قرون بإسم (ألغورتيمي) نسبةً إلى آلخوارزمي بعد ما تُرجم كتابه المعروف في الرياضيات إلى آللغة آللاتينية, و منذ دخول كتاب ألخوارزمي في أوربا عرف علماء الغرب ألأرقام ألعربية و آلمعروفة أليوم بآلأرقام ألأنكليزية بآلخطأ.  

التعليق