عاجل:
مقالات 2016-01-19 03:00 741 0

داعشي في بيتك

تستغرب عزيزي القارئ أن يكون داعشي في بيتك ، فقد لا يكون الداعشي من الذين يكفرون الناس ويستبيحون دمائهم لكونهم على غير مذهب أو طائفة ، فيقوموا بقطع

المقالات المنشورة تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

لا تستغرب عزيزي القارئ أن يكون داعشي في بيتك ، فقد لا يكون الداعشي من الذين يكفرون الناس ويستبيحون دمائهم لكونهم على غير مذهب أو طائفة ، فيقوموا بقطع رؤوسهم أو حرقهم أو قتلهم بالرصاص أو رميهم من أعلى البنايات أو التمثيل بهم بأبشع الصور التي حرمها رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه واله وسلم حين قال ( إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور ) ، أو أجبار الناس على اعتناق الإسلام وهم مكرهين وقال الله في كتابه ( لا أكراه في الدين ) ، أو بيع النساء في سوق النخاسة أو قتلهن وقال الله في كتابه ( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ) .

لقد مارس داعش أبشع الجرائم بحق الناس الأبرياء على مختلف أديانهم بحجة إعادة أمجاد الدولة اللاسلامية التي دعمتها دول عالمية وإقليمية بتخطيط أميركي وتدريب إسرائيلي وتمويل سعودي وقطري لإضعاف القوى المقاومة لإسرائيل بإشغالها في صراعات داخلية مذهبية ، هيئت لها بعض العناصر الغبية التي تحلم بإعادة أمجاد أجدادهم الملعونين ، ففتحت لهم بيوت من يريد أن يعيد النظام الديكتاتوري إلى العراق . ولكن الأمور سارت عكس ما أرادوا ، فصبحوا عليهم وبال ، فانتهكوا أعراضهم، وسرقوا أموالهم ، ودمروا بيوتهم ، وقتلوا أبنائهم ، وقسوا عليهم بعقوبات لم يأتلفوا عليها ، فهرب إلى خارج البلد من جلبهم ، وجلس في فنادق الأردن وأربيل ، وجعل الناس الفقراء يواجهون الواقع المر ، فأصبح كل داعشي في بيت من بيوتهم يسرح ويمرح ، وهم مهطعين رءوسهم ، يبحثون من ينقذهم . فهب الرجال من القوات الأمنية والقوات المساندة لها من الحشد الشعبي لتطهير تلك البيوت المدنسة من عصابات داعشي في ديالى وصلاح الدين والرمادي وغدا بأذن الله تعالى في الموصل ، لنقضي على كل داعشي . 
فإننا قررنا المضي بكشف الدواعش في بيوتنا ولا تراجع عن ذلك ، فالفاسد الإداري والمالي والأخلاقي وجه أخر من وجوه داعش .فمحاربتهم والقضاء عليهم واجب شرعي وأخلاقي وقانوني ووطني .

لقد أنتشر الفساد في كل ركن من مؤسسات الدولة العراقية ، وأصبح من يقوم بالفساد هم العراقيون على مختلف مواقعهم في تلك المؤسسات ، وهؤلاء يعيشون في أوساط المجتمع العراقي ، ويسكون في بيوتنا ، ويجلبون لنا المال الحرام لنأكل منه . فما علينا إلا أن نحارب تلك الوجوه ألبأسه الخائنة لحقوق الشرع الإلهي ، والى الروح الوطنية ، والى الأخلاق الاجتماعية ، والى القانون العرفي ، فما بالك أن ننبذهم في بيوتنا أولاً وفي المجتمع ثانيا ويكون محاربتهم من الواجبات الشرعية والوطنية لنتخلص منهم وليعيش فقرائنا بأحسن حال ويستقر وضعنا ، بعد أن أفسدوا في الأرض(( أنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) .

لقد أصبح المفسدون في بلادي يتحدثون اليوم باسم الدين والوطنية وهم بعدين كل البعد عن الدين وعن الوطنية فكل أعمالهم منافية لذلك ، ولا يحملون ذرة من الخلق والأخلاق ولا من الروح الوطنية ، فلا ينظروا إلى أبناء شعبهم بقدر ما ينظرون إلى مصالحهم الشخصية محميين بأحزابهم وكتلهم التي علمتهم الفساد ، فأصبحوا يعيثون في الأرض ، ويسرقوا المال العام ، ويزوروا الشهادات ، ويشتروا العمارات ، ويركبوا السيارات الفاخرة ، يلعنوا الشعب الجبان ، لأنه ساكت على أفعالهم .

فقد حان الوقت بطرد كل فاسد أداري ومالي وأخلاقي من بيوتنا لنجعلها نظيفة بعد أن تلوثت بأفعالهم الدنيئة وأوصلونا بأن دعائنا غير مستجاب ، ومحاربتهم كما حاربنا داعش والقضاء عليهم .

التعليق