عاجل:
مقالات 2009-08-24 03:00 783 0

خير امة اخرجت للناس تقدس المجرمين وتبارك الارهاب...

مما تعارفت عليه الامم الماضية والحضارات البائدة انها تكرم القادة والمغاوير والمجاهدين والمشرعين والفلاسفة والشعراء والفنانين

مما تعارفت عليه الامم الماضية والحضارات البائدة انها تكرم القادة والمغاوير والمجاهدين والمشرعين والفلاسفة والشعراء والفنانين وتجعل منهم قدوة ومثلا يحتذى به وتقام لهم النصب والتماثيل كي يحافظواعلى خزين مآثر وتراث قيم يرفعوا به معنويات الامة ويربطوها بزعمائها وافذاذها ووقائعها وماضيها اهراماتها وجنائنها وحضارتها العتيده فكانت ملحمة الالياذة والشاهنامة وكثيرا من الاساطير وهذه سنة جارية اخذت بها الانسانية في رقيها ومدنيتها بمنح الاوسمة والاوشاح والرتب للابطال والمفكرين والمخترعين والمبدعين والساسة المناضلين بتخليد ذكراهم وجعلهم نجوما وضاءة تعشوا لها الابصار وتهفوا لهم القلوب..

لكن اطلالة قصيرة على تاريخنا وسلفنا وواقعنا الحالي المعاصر فيها عجب العجاب بل يشيب لها ليس فقط الصغير وحتى السفيه انها امة اقرأ خير امة اخرجت للناس انها ليست فقط تزيف تاريخ الطغاة والسفاكين بل تمنحهم اعلى الاوسمه واشرف الالقاب لما ارتكبوه من مجازر ابادة وشن موجات الرعب والارهاب ما يندى لها جبين الانسانية لكنها تدوس على كل المعايير وتسحق كل القيم من اجل ان تجعل الجبابرة والجهلة والفساق أئمة وحتى ارباب يعبدون من دون الله واصناما مقدسة يجب الاخذ بمنهجهم والسير على طريقهم حتى اضحت خيرامة تباركهم وتبارك كل سفاح وجاهل وشقي وتبذل في سبيل رفعة مكانه واطراء ذكره والاشادة بمجازره كل غالي ونفيس وتجعل منه اسطورة خالدة وملحمة سيمفونية رائعة يتغنى به الشعراء ويمدحها الكتاب وتصفق لها وسائل الاعلام خليفة الله خليفةرسول الله امام الامة حامي الاسلام ومبلغ الشريعة ومقيم الاحكام...الى ماهنالك من كلمات المديح واوصاف التمجيد والثناء في قاموس مدرسة خلافة السقيفة والانظمة العربية الرسمية الساقطة لقمم الشروالافساد

فعندما تمجد امة امثال الحجاج وزياد ومعاوية ويزيد والسفاح والمتوكل.. وكافة سلسلة الاسرالمتسلطة بحد الحسام التي ابتليت بهم الامم وساموا العباد الذل والهوان واستباحوا الدماء والاعراض ونهبوا ترليونات الذهب والفضة وبذروها باسراف على الاماء والخلعاء انهم قادة امة اقرأ خلفاء وسلاطين مدرسة السقيفة لاتنتهي ولو جائت كل امة في الدنيا كافة باوغادها وعتاتها وجئنا بفراعنتا وطغاتنا لفقناهم واخذنا الريكورد العالمي عليهم فى موسوعة جيتس...وعلى اثر السلف الطالح لازال التفوق في انجاب القتلة والمجرمين من نصيب امتنا ففي عصرالعولمة والانفتاح والحريات وحقوق الانسان والمؤسسات المدنية تتفاخر خيرامة اخرجت للناس بامثال صدام العار وعبدالله الطالح وابن لادن والضاري ومنظمات الارهاب (طالبان)(القاعدة) (هئية علماء المسلمين) وقادة التكفير والضلال امثال(ابن عثيمين)واضراب هذه القاذورات والفايروسات الفتاكة ..

ولا اقرب للذاكرة من تفجيرات الاربعاء الدامي التي شهدتها بغداد وان كانت في كل يوم تشهد برك من الدماء تطال الجياع ..حيث كل المسؤولين متهم وبالخصوص الاجهزة الامنية الكثيرة الفاشلة الكثيرة الفاسدة الكثيرة الساقطة ..لكن المستغرب انه ولا شرطي واحد على الاقل اقيل او حوسب...في حين عند ارتكاب اي خطأ اوقصورفي دول القانون ليس فقط يستقيل المذنب او المقصر ويحاسب بل والحكومة باسرها تستقيل ويحاسب اركانها برلمانيا وقضائيا طبعا في عرف الشرفاء ومن يحترم الانسان ويلتزم القانون الا في بلادنا فكل ما كان المسؤول اخرقا جاهلا مجرما يرقى ويثبت في دائرته ويعتز به وتعطى له صلاحيات اضافية تشجيعا على خيانته واسرافه وفساده وجعله بطل قومي ...

والظاهرة الشاخصة الاخرى التي تعيشها خير امة اخرجت للناس هو الوساطات العربية وبذل الاموال واستقبال بطل الارهاب(المقرحي) الذي فجر طائرة تقل الابرياء فوق (لوكربي) الاسكتلندية ودفعت بلاده من اموال الجياع اكثر من عشرة مليارات دولاركتعويضات لاسرالضحايا دع عنك تطبيل الغرب لها والصاق العنف بالاسلام ما قاساه الشعب الليبي من سنين الحصار ومادفعته من رشاوى كبيرة وتنازلات ضخمة وصفقات مليارية لدولة المؤسسات القانونية والدستورية التي اصبحت بذلك تشجع الابادة والارهاب...وفي اطلاق مجرم متهم بالارهاب والقتل والتفجيرالى بلاده بالتحايل على القانون وامتهان مشاعر الانسانية..ان امة تستبيح الرعب وتبارك الذبح وتتغنى بالتفجير وتكافيئ عليه انها طامة كبرى ويصبح يوم استقبال شقي ليس فقط غمست يديه بالدماء بل ارتكس ونظامه فيها عيدا وطنيا وتعطل دوائر الدولة والجامعات والمدارس وتحشد لاستقباله الالوف وتنثر عليه كلل الغار وتبح الحناجر في الهتاف له وتصفر في الجو زغاريد ربات الحجال قدوما بالفاتح العظيم والمحرر فارس الميدان ومجندل الفرسان ومبير الانسان..فالامم اضحت تتمايز بالمبتكرات وتتفاخر بالانجازات وتسودبغزوالفضاء والامر الاخر ان العالم العلماني اخذ يتبرأ من قادته السفاحين وزعمائه العدوانيين ..

فلماذا امة الاسلام تزداد تقهقرا وتخلفا على الرغم مما حباها الله بكل الخيرات والموارد..؟ من جراء ممارسات امرائها وزعمائها..(ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) ولكن خير امة اخرجت للناس وفي شهر الخير والرحمة ونزول القران بدل ان تقدس نهج الحق وتبارك السلام وتلعن الظالمين نلاحظها وبامتياز تغوروتقدس المجرمين وتبارك الارهابيين ...

التعليق