بمناسبة ذكرى وفاة خديجة بنت خويلد زوجة النبي في العام الثالث قبل الهجرة والمصادفة للعاشر من شهر رمضان.
المقدمة / خديجة بنت خويلد هي أم للمؤمنين، وزوج النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، وهي أول من آمن من النساء، وثاني من آمن من الناس بعد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وهي أم لفاطمة الزهراء عليها السلام، وجدة للإمامين الحسنين عليهما السلام، فماذا بعدا!
وقد كان لخديجة رضوان الله عليها دور أساسي ونشيط في حياة النبي الرسالية بالإضافة الى أنها كانت له زوجة مثالية محبة وداعمة ومُصَدِّقة ومُعتَمَدة، وكان لها تميزاً في حركة الرسالة داخل صفوف المجتمع المكي ترك آثاره وبصماته في حياة المسلمين.
ونود أن نلفت نظر العوائل المؤمنة الى حسن الطرح العقائدي السليم الذي تميزت به لجنة التأليف للمجمع العالمي لأهل البيت والتي ساهمت في كتابة سلسلة أعلام الهداية المتضمنة لبيانات مهمة من حياة المعصومين الأربعة عشر مع من كان يرافقهم في رحلتهم الرسالية، وهنا نذكر السيرة المختصرة العطرة لخديجة الكبرى أم المؤمنين ودورها المتقدم في نشر الرسالة المحمدية.

أبو طالب يقترح على خديجة إنضمام النبي للعمل معها في تجارتها
ومن الطبيعي وفي مجتمع قبلي أن تكون خديجة على معرفة بالناس ومنهم محمد بن عبد الله وكان يعرف بالصادق الأمين، وكانت له كرامات ظاهرة في قريش، وهذه المقدمات ساعدت على قبول خديجة إقتراح أبو طالب بإنضمام محمد بن عبد الله إليها في إدارة شؤونها التجارية.

ترحيب خديجة لإقتراح أبي طالب وسرورها لإنضمام النبي إليها
وكان إنضمام محمد بن عبد الله الى أعمالها التجارية مبعث سرور في نفس خديجة لأنه سيشترك في تحريك المال بنشاطاً لما كان يتمتع به من حسن السيرة والأخلاق والصدق والأمانة التي يبحث عنها كل إنسان حينما يفكر بالإعتماد على أشخاص آخرين ينضمون إليه في فريق العمل ووجدت خديجة ذلك في محمد بن عبد الله. جاء في أعلام الهداية ج 1 ص 74 محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم الأنبياء) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام مانصه من أنه " بدأت شخصية محمد صلى الله عليه وآله وسلم تتلألأ في المجتمع المكي بما كانت تتمتع به من خلق رفيع وعلو وهمة وأمانة وصدق حديث فكانت القلوب تنجذب إليه وهو سليل أسرة طاهرة ولكن الفقر الذي كان حليف أبي طالب دفع بالأسرة الكريمة التي كان يعيش فيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم الى أن يقترح أبو طالب على ابن أخيه الذي بلغ الخامسة والعشرين من عمره أن يخرج مضارباً بأموال خديجة بنت خويلد وبادر أبو طالب الى خديجة وفاتحها بالأمر فرحبت به على الفور وسُرَّت سروراً عظيماً لما كانت تعرفه عن محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقد بذلت له ضعف ماكانت تبذل لغيره ممن يخرج في تجارتها.

أثر مميزات ومقومات شخصية النبي اللامعة في نفس خديجة
كان النبي محمد صلى الله عليه وآله يتمتع بمقومات مهمة ومنها الأمانة والصدق وهي صفات يندر أن تجدها عند الناس، فالناس تتفاوت أماناتهم ودرجة نزاهتهم ولكنها كانت متجسدة تمام التجسّد والوضوح في شخصيته صلى الله عليه وآله، إضافة الى ماكان يتمتع به من دماثة الخلق وحسن التصرف مع الناس وكان لذلك أكبر الأثر في نظرة خديجة للنبي صلى الله عليه وآله. جاء في أعلام الهداية ج 1 ص 29 محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم الأنبياء) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ط 6 2009 م بيروت من أن النبي صلى الله عليه وآله قد " سافر الى الشام مضارباً بأموال خديجة وتزوجها وهو في الخامسة والعشرين وفي ريعان شبابه، بعد أن كان قد عرف بالصادق الأمين".

النبي يضارب في الشام بأموال خديجة
ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله موسراً بالتبعيّة لعمه وكفيله أبا طالب لكنه كان يحمل إسم وشرف العائلة الهاشمية وهم سادة العرب الذين يتمتعون بخصال الشرف والهيبة والعقل، وقد كان لخديجة دور مهم في تقوية الجانب المادي والإقتصادي للنبي الأكرم الذي عمل معها في التجارة وبدأ في تحريك المال في أوجه التجارة الخارجية مع الشام.

النبي كان حفيظاً أميناً عند خديجة ولم يكن أجيراً
لم تنظر خديجة الى النبي صلى الله عليه وآله كأجير منذ البداية فإن ابا طالب عم النبي سعى لأن يشتغل إبن أخيه كمضارب يدير لها تجارتها في السفر وهو نوع من التعاون والإعتماد على شخصية أمينة وحيوية قادرة على النجاح في إدارة المال وكان ذلك متوفراً في شخصيته صلى الله عليه وآله". جاء في أعلام الهداية ج 1 ص 75 محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم الأنبياء) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام مانصه: " وزعم بعض المؤرخين: أن خديجة قد أستأجرته في تجارتها، بينما قال اليعقوبي – في تاريخه الذي يعد من أقدم المصادر المعتمدة : - " وإنه ماكان مما يقول الناس: إنها أستأجرته بشئ،ولاكان أجيراً لأحد قط ".
كما جاء أيضاً وفي نفس الصفحة مانصه: " وقد ورد النص عن الإمام الحسن العسكري، عن أبيه الإمام الهادي عليه السلام " إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يسافر الى الشام مضارباً لخديجة بنت خويلد ".

مَيْسَرَة غلام خديجة رأى كرامات النبي أثناء الرحلة إلى الشام
وفي رحلة النبي الى الشام وبمرافقة مَيْسَرَة غلام خديجة لاحظ ميسرة مميزات خاصة ظهرت له في شخصية النبي منها خلقه العالي مع الناس وحسن تصرفه معهم وإدارته للأعمال بشكل جذاب سَبَّبَ الحصول على أرباح جيدة وقد نقل هذه الملاحظات الى خديجة.

إرتفاع منزلة ومكانة الصادق الأمين في قلب خديجة
إن تزايد المعلومات الطيبة عند خديجة عن النبي صلى الله عليه وآله وما ظهر لها منه من النزاهة والإخلاص جعلتها تنظر إليه كرجل له مكانة خاصة في نفسها وفكرت لأن يكون زوجاً لها من دون بقية الرجال إذ لم تجد كفؤاً آخر لها بينهم. جاء في أعلام الهداية ج 1 ص 75 محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم الأنبياء) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام مانصه: " وسافر محمد صلى الله عليه وآله وسلم الى الشام يعينه في رحلته " ميسرة " غلام خديجة واستطاع بجمال شمائله ورقيق عواطفه أن يكسب حب ميسرة وإجلاله واستطاع بأمانته وحنكته أن يربح أوفر الربح وظهرت له في سفره بعض الكرامات الباهرة، فلما عادت القافلة الى مكة أخبر ميسرة خديجة بما شاهد وسمع مما زاد في إهتمام خديجة بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وشوقها الى الإقتران به ".

خديجة كانت المرأة المناسبة للنبي
إن إقتران خديجة بمحمد بن عبد الله جاء نتيجة للتوازن الطبيعي بين رجل وإمرأة تجمع بينهما عوامل عديدة منها علو شرف كل منهما بين القبائل ومكانتهما الرفيعة بين الناس بسبب القيم الإعتبارية في المجتمع كالجدّية في الحياة والتوجه نحو إهتمامات تصلح لبناء الشخصية كالتجارة والمنازل الخلقية الرفيعة التي يتمتع بها كل منهما.. كل ذلك قرب من الإقتران بشكل إيجابي ظهر في الإنسجام وقبول كل طرف للطرف الآخر على ضوء الفطرة السليمة. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 77 -78 محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم الأنبياء) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ط 6 2009 م بيروت. مانصه: " كان لابد لمثل شخصية محمد صلى الله عليه وآله التي فاقت كل شخصية من الإقتران بإمرأة تناسبه وتتجاوب معه مع عظيم أهدافه وقيمه تواصل معه رحلة الجهاد والعمل المضنية وتصبر على متاعبه ومصاعبه، ولم يكن يومذاك امرأة تصلح لمحمد صلى الله عليه وآله ولهذه المهمة سوى خديجة، وشاء الله ذلك فاتجه قلب خديجة بكل عواطفه نحو محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتعلق بشخصه الكريم. ولقد كانت خديجة رضي الله عنها من خيرة نساء قريش شرفاً وأكثرهن مالاً وأحسنهن جمالاً، وكانت تدعى في الجاهلية ب((الطاهرة)) و ((سيدة قريش)). وكان كل رجال قومها حريصين على الإقتران بها.
وقد خطبها عظماء قريش وبذلوا الأموال، فرفضتهم جميعاً لما كانت تملك من عقل راجح يزن الأمور، ولكنها اختارت محمداً صلى الله عليه وآله لما عرفت فيه من النبل والأخلاق الكريمة والسجايا الفاضلة والقيم العالية. فطلبت النزول في ساحة عظمته، وعرضت نفسها عليه. وتظافرت النصوص التاريخية على أنها هي التي أبدت أولاً رغبتها في الإقتران به.

أبو طالب يتقدم الى عم خديجة لخطبتها الى النبي
ولمّا كان أبو طالب يعرف مكانة خديجة الرفيعة وعلو منزلتها الإجتماعية وحصول قبول متبادل بينها وبين إبن أخيه عزم الأمر على أن يرافقه أهل بيته ونفر من قريش للتقدّم الى عم خديجة وطلب يدها منه. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 78 محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم الأنبياء) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ط 6 2009 م بيروت. مانصه: " فذهب ابو طالب في أهل بيته، ونفر من قريش لخطبتها من وليها آنذاك وهو عمها عمرو بن أسد وكان ذلك قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس عشرة سنة على المشهور".

أبو طالب يفصح أثناء الخطبة عن الرغبة المتبادلة بين النبي وخديجة
وقد تضمنت كلمة أبو طالب بيان وتفصيل وتقرير لحقائق مهمة تخص النبي صلى الله عليه وآله بشكل خاص وخديجة أيضاً فمنها أن ابا طالب بيّن:
أولاً: إعترافه بالله سبحانه وتعالى، ولم يشير الى الصنمية التي كان عليها أهل الشرك بأية خصوصية.
ثانياً: أنه من ذرية إبراهيم وإسماعيل وبهذا فهو يعظّم الأنبياء والرسل دون غيرهم.
ثالثاً: وأنه يحفظ القيم التأريخية التي تشير الى إسكان ذريتهما في هذا المكان الطاهر المقدس ورفع منزلتهم بين الناس.
رابعاً: وأن إبن أخيه قِمة في رجال قريش.
خامساً: ولقد بين في كلامه رغبة خديجة بالإقتران منه وهاهو قد جاء بكامل رغبته.
سادساً: تكفل ابو طالب بكامل المهر. جاء في أعلام الهداية ج 1 ص 78 محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم الأنبياء) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام مانصه: " وكان مما قاله أبو طالب في خطبته" الحمد لربّ هذا البيت، الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل وأنزلنا حرمنا آمناً، وجعلنا الحكام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه.. ثم إن ابن أخي هذا ممن لايوزن برجل من قريش إلاّ رجح به ولايقاس به رجل إلاّ عظم عنه، ولاعدل له في الخلق وإن كان مُقِّلاً في المال، فإن المال رفدٌ جارٍ، وظل زائل، وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة، وقد جئناك لنخطبها إليه، برضاها وأمرها والمهر عليَّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله... وله وربّ هذا البيت حظّ عظيم، ودين شائع ورأي كامل".

تدافع خديجة وأبو طالب على دفع تكاليف المهر
ويستفاد من الروايات بأن كل من أبي طالب وخديجة تزاحموا على دفع المهر بالنيابة عن النبي صلى الله عليه وآله.. وعلى إعتبار أن النبي كان يمتلك من المال بسبب عمله وماكان يتقاضاه من المضاربة مايسد شؤون المهر والزواج فقد آثر أن يقدم لها مهرها بنفسه، وعلى كل حال فإن في مثل هذا الزواج لابد أن يحدث هذا النوع من التزاحم لوجود الرغبة والكفاءة والعلو والمكانة لدى الطرفين. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 78 - 79 محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم الأنبياء) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ط 6 2009 م بيروت. مانصه " لكن خديجة رضي الله عنها عادت، فضمنت المهر في مالها.. فقال البعض ياعجباً! المهر على النساء للرجال فغضب أبو طالب، وقال" إذا كانوا مثل ابن أخي هذا طُلبت الرجال بأغلى الأثمان وأعظم المهر، وإن كانوا أمثالكم لم يزوجوا إلاّ بالمهر الغالي". وجاء ايضاً في ص 79: " وتفيد بعض المصادر أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أمهرها، ولامانع من ذلك حينما يكون قد أمهرها بواسطة أبي طالب، ومن خطبة أبي طالب يمكننا أن نستشف علو مكانة الرسول صلى الله عليه وآله في قلوب الناس، وماكان يتمتع به بنو هاشم من شرف وسؤدد.

خديجة على دين إبراهيم الخليل
وقد ولِدَت خديجة وسط أسرة عريقة النسب تتمتع بالذكر الطيب والخلق الكريم وتميل الى التدين بالحنيفية – دين إبراهيم الخليل عليه السلام.

خديجة إبنة رجل شجاع
وأبوها خويلد نازع ملك اليمن حين أراد أن يحمل الحجر الأسود الى اليمن، ولم ترهبه كثرة أنصاره دفاعاً عن معتقده ومناسك دينه.

جد خديجة أحد أبرز عناصر حلف الفضول
واسد بن عبد العزى – جد خديجة – كان من المبرّزين في حلف الفضول الذي قام على أساس نصرة المظلوم، وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وآله لأهمية هذا الحلف وأيد القيم التي قام عليها.

ورقة إبن نوفل إبن عم خديجة قرأ كتب النصارى واليهود
وابن عمها ورقة بن نوفل كان قد عاشر النصارى واليهود ودرس كتبهم.

خديجة كانت بكراً وقد تبنّت كل من زينب ورقية

وتروي مصادر أخرى أن النبي صلى الله عليه وآله حين تزوج بها كانت بكراً، وحينئذ تكون زينب ورقية ابنتي هالة أخت خديجة قد تبنتهما بعد فقدهما لأمهما.

خديجة تزوجت النبي وهي شابة
وأختلف المؤرخون في تحديد عمر خديجة رضي الله عنها حين زواجها مع النبي صلى الله عليه وآله فهناك من روى أن عمرها كان (25) عاماً وآخر (28) عاماً وثالث (30) عاماً ورابع (35) عاماً وخامس (40) عاماً.
في جاء أعلام الهداية ج1 ص 79 - 80 محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم الأنبياء) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ط 6 2009 م بيروت. " ولدت خديجة وسط أسرة عريقة النسب كانت تتمتع بالذكر الطيب والخلق الكريم وتميل الى التدين بالحنيفية – دين إبراهيم الخليل عليه السلام – فأبوها خويلد نازع ملك اليمن حين أراد أن يحمل الحجر الأسود الى اليمن، ولم ترهبه كثرة أنصاره ودفاعاً عن معتقده ومناسك دينه، واسد بن عبد العزى – جد خديجة – كان من المبرّزين في حلف الفضول الذي قام على أساس نصرة المظلوم، وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وآله لأهمية هذا الحلف وأيد القيم التي قام عليها. وابن عمها ورقة بن نوفل كان قد عاشر النصارى واليهود ودرس كتبهم.
إن التاريخ لايعطينا تفاصيل دقيقة عن حياة خديجة قبل زواجها من النبي صلى الله عليه وآله. فقد روي أنه تزوجت قبله صلى الله عليه وآله برجلين وكان لها منهما بعض الأولاد وهما عتيق بن عائد المخزومي وأبو هالة التميمي، في حين تروي مصادر أخرى أن النبي صلى الله عليه وآله حين تزوج بها كانت بكراً، وحينئذ تكون زينب ورقية ابنتي هالة أخت خديجة قد تبنتهما بعد فقدهما لأمهما.
وأختلف المؤرخون في تحديد عمر خديجة رضي الله عنها حين زواجها مع النبي صلى الله عليه وآله فهناك من روى أن عمرها كان (25) عاماً وآخر (28) عاماً وثالث (30) عاماً ورابع (35) عاماً وخامس (40) عاماً.

الإمام علي عليه السلام يعيش مع النبي وخديجة بعد الأزمة الإقتصادية
وأخذ محمد صلى الله عليه وآله علياً وقال لهم: قد اخترت من اختار الله لي عليكم: علياً. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 82 محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم الأنبياء) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ط 6 2009 م بيروت مانصه" وحين اشتدت الأزمة الاقتصادية على قريش سارع محمد صلى الله عليه وآله مقترحاً على عمّيه حمزة والعباس أن يعينا أبا طالب في شدّته فأخذ العباس طالباً وأخذ حمزة جعفراً واستبقى أبو طالب عقيلاً وأخذ محمد صلى الله عليه وآله علياً وقال لهم: قد اخترت من اختار الله لي عليكم: علياً.

حديث خديجة مع إبن عمها الشيخ ورقة بن نوفل والنبي معاً
لقد حاولت خديجة أن توسع دائرة نشاط حركة النبي الرسالية بأن تتحرك في صفوف علماء قريش من المهتمين بالرسالات والكتب السماوية أمثال ورقة بن نوفل وقد كان ورقة قد فقد بصره فقالت لورقة إسمع من إبن أخيك ونود أن نسمع رأيك في الذي يقول، وقد روي عنه صلى الله عليه وآله مدى بغضه ( أي النبي ) للأصنام منذ الطفولة ففي قصة سفره الى الشام مع عمه أبي طالب نجده يرفض أن يقيم وزناً للأوثان ". جاء في أعلام الهداية ج1 ص 84 محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم الأنبياء) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ط 6 2009 م بيروت.

وكان ( أي ورقة ) قد تنصّر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فكتب بالعربية من الإنجيل – ماشاء الله أن يكتب – وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت خديجة: اي ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: ابن أخي! ماترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وآله مارأى. أعلام الهداية ج 1 ص 93.

ورقة بن نوف يؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وآله
كان ورقة بن نوفل مؤمناً بالذي أنزل على موسى وعيسى عليهما السلام وكان عنده علم عدوان قومه عليه وإخراجه من مكة وهو يعلم جيداً أن طريق الأنبياء محفوف بالمصاعب وقد إحتفظ لنفسه بالنصرة والمؤازرة إن أدرك وقت المحنة لكنه توفي قبل أن يبتدئ النبي ذلك الطريق الوعر. فقد جاء في أعلام الهداية ج 1 ص 93 مانصه: " فقال ورقة: هذا الناموس الذي أُنزل على موسى عليه السلام، ياليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك، فقال رسول الله: " أَوَمُخرِجيّ هم؟ فقال ورقة: نعم. لم يأت رجل قط بما جئت به إلاّ عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً، ثم لم ينشب ورقة أن توفي ".

خديجة آمنت بالنبي صلى الها عليه وآله بعد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
لقد آمنت خديجة بالنبي صلى الله عليه وآله لوجود إعتبارات مهمة منها أنها كانت على الديانة الحنيفية وتمتلك أوليات الإيمان ومارأت من صدق وأمانة النبي في حديثه ودعواه وهو يقف بكل ثقة وصلابة في وجه المشركين.
ولقد سبقها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الإيمان والتصديق حيث كان يرافق النبي الى غار حراء ويسمع مايسمع النبي صلى الله عليه وآله، وكيف لايصدقه وقد عاشا معاً في كنف ورعاية أبو طالب ، وهو يرى صدق النبي في دعواه الحقة. جاء في أعلام الهداية ج1 ص 100 محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم الأنبياء) المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ط 6 2009 م بيروت. مانصه: " فأول من آمن علي عليه السلام حيث كان يرافق النبي صلى الله عليه وآله في خلواته في حراء ثم خديجة وهما أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن كانا يوحّدان الله كالنبي صلى الله عليه وآله متحدّيَيْنِ معه قوى الشرك والضلالة. ثم التحق بهما زيد بن حارثة فكانوا هم المجموعة الخيّرة والنواة الأولى التي انفلق منها المجتمع الإسلامي.

خاتمة
هناك نساء خالدات ولدن ليؤدين أدواراً مهمة في حياة البشرية ومن تلكم النساء مريم إبنة عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وغيرهن من النساء الخالدات، وقد أدت خديجة بنت خويلد أفضل أدوار نساء العالمين إذ عضدت النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصدقته وآزرته ونصرته وولدت له سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء البتول فرضي الله عنها ورزقنا رضا أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فخديجة رضوان الله عليها هي جدة الحسن والحسين عليهما السلام والأم الكبرى للأئمة الأثني عشر المعصومين عليهم السلام.
الشكر الجزيل للجنة التأليف في المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام الذي أصدر سلسلة أعلام الهداية وأتحف المكتبة الإسلامية التأريخية بالسير العطرة للمعصومين عليهم السلام، وعسى أن ينتفع أبنائنا وبناتنا وشبابنا والجميع من نفحات هذه السلسلة العقائدية والطروحات العصرية لتاريخنا الإسلامي الناصع والله الموفق.