عاجل:
مقالات 2010-12-23 03:00 499 0

حكومة تقصي المقربين وتهمش الاقربون

لست متشائما ولكن الحقيقة تقضي بان لا نتفائل بالحكومة التي اعلن عنها مساء امس وهي ظاهرة عبرت عنها الصحف العراقية

لست متشائما ولكن الحقيقة تقضي بان لا نتفائل بالحكومة التي اعلن عنها مساء امس وهي ظاهرة عبرت عنها الصحف العراقية الصادرة لهذا اليوم ومن يقرأ ما بين السطور يجد ان الحكومة انتجت سياسيا وبوحي من مجاملات الغرفة المغلقة ورغبات المستشارين في حكومة الظل التي تحكم اليوم ، وهذا الانتاج السياسي يريد وضع النقاط على الحروف ضمن الحزب الواحد والاحزاب المتشاركة شكلا والمختلفة مضمونا في الحكومة فالسيد المالكي انتج حكومته بعقلية تختزل المكر والدهاء لتدعيم شخصيته فحسب مقصيا ومهمشا ومقربا مثل ما يحلو له ولكادره الاستشاري فقد اوكل وزارة التعليم العالي ووزارة النقل الى شخصيات مقربة جدا منه لكنه اراد بهذا الايكال ان يصغرهم فالسيد علي الاديب الذي ينظر الى نفسه على انه امينا عاما لحزب الدعوة ومرشحا منافس للمالكي بل في السنوات الماضية كان مرشحا اقرب من المالكي حين كان الاديب مرشح اساسي والمالكي مرشح تسوية اما العامري فكان امينا عاما لمنظمة بدر ورئيسا للجنة الامن والدفاع والقيادي في حزب عريق تاريخيا وجهاديا وان ايكال منصب وزير النقل له انما يعني ان المالكي يرى الاديب والعامري او يحاول ان يوصل رسالة للاديب والعامري بان " حجمكما عندي هو هذا " وزراء في حكومتي تعملون بوحي فكري وبعيدا عن التنظير الذي عرفا بها فليس من المعقول ان يكون العامري والاديب شخصيات هامشية بعد ان كان منظريين معروفيين وشخصيات الصف الاول في احزابهما ، ومن الممكن ان تهمشا او تقصيا ان لم تعرفا حدود حجمكما وان ما كان يُمني العامري به نفسه من تسنم وزارة الدفاع او الداخلية ماهو الا حلم غاب عن العامري لهوسه بالسلطة ليجازف بمستقبله السياسي ليكون اليوم وزيرا كأي وزير سيقاد الى مجلس النواب لاستجوابه بعد ان تورط في وزارة لايفهم عن تفاصيلها شيئا كما هو حال باقي الوزراء الذين رشحهم المالكي في طاقم حكومته الهزيل والمفكك ولا اعرف كيف سمح لنفسه وهو رئيس كتلة سياسية كبيرة ان يؤدي بنفسه الى هذا الموقف الذي اعتقد انه لا يُحسد عليه كما لايُحسد عليه زبانيته الذين زينوا له رجاحة عقله في الانفصال عن تياره لانهم اسماء هامشية تحاول ان تقفز على ظهر العامري وتجد لها في عالم السياسة مستقبل كما ناطح اصحاب السقيفة عليا عليه السلام في الخلافة فتدهور حال الامة لان الاعناق فارغة الرؤوس رفعت رأسها لتحوز لنفسها ماهو ليس حقه.

التعليق